غــزَّةُ بين الواقع المؤلم وكذبتَي القانون الدولي ومعاييرِ الأمم المتحدة
عبدالحكيم عامر
الواقع المؤلم في غزة، حَيثُ يعاني قطاع غزة من واقع مؤلم يفوق الوصف، حَيثُ يتعرض السكان لانتهاكات مُستمرّة من قبل العدوّ الإسرائيلي، فغزة تحت الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات.
واليوم يواصل العدوّ الإسرائيلي انتهاكاته بارتكاب العديد من الجرائم والمذابح في غزة، بما في ذلك الهجوم البري العسكري، والقصف بشكل متعمد للمناطق السكنية، والذي استهدف العدوّ الإسرائيلي فيه المدنيين؛ ما أَدَّى إلى استشهاد وجرح الآلاف منهم في قطاع غزة، بالإضافة إلى ذلك، ما يحصل في الضفة الغربية، حَيثُ يستخدم العدوّ الإسرائيلي فيها الأساليب القمعية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والمعاملة السيئة في السجون، وهذا انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ومع ذلك، تبقى القوانين الدولية ومعايير الأمم المتحدة صامتة تجاه هذه الأحداث المؤلمة، وكأن جرائم ومذابح العدوّ الإسرائيلي في غزة متوافقة مع القانون الدولي، ومطابقة لمواصفات الأمم المتحدة، ووفق معايير المجتمع الدولي.
فعلاً إنها كذلك!
أليس ما يحدُثُ في غزة انتهاكاً صارخاً، فاضحاً، كاشفاً، سافراً للقانون الدولي؟!
فأين القانون الدولي ودماء البشر رجالاً ونساءً وأطفالاً في قطاع غزة تسفك على مرأى ومسمع العالم من قبل العدوّ الإسرائيلي.
فهل القانون الدولي مُجَـرّد كذبة؟ هل هو مُجَـرّد مجموعة من القوانين التي يتم تجاهلها وتجاوزها عندما تستباح الشعوب المستضعفة؟ نعم إنها كذبة؛ لأَنَّه القانون الدولي الذي استباح دماءَ الشعوب المستضعَفة.
ومع أول انتصار حقّقته اليمن شعب الإيمان والحكمة بضرب العدوّ الإسرائيلي في اقتصاده بالسيطرة على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر بدأ الغرب بوصف العملية بانتهاك صارخ للقانون الدولي، وهل القانون الدولي قُتل في مستشفى الشفاء وتناثرت أشلاءه في الرنتيسي ودفن تحت ركام المعمداني، وتلك الأمم التي اتحدت لتشرعن ذبح أبناء فلسطين وتبرّر إبادتهم.
ويبدو أن الأمم المتحدة تتجاهل بشكل غير مبرّر ما يفعله العدوّ الإسرائيلي من شن هجماته العسكرية على المناطق السكنية، فهل هذه الجرائم مطابقة لمواصفات الأمم المتحدة، نعم إنها كذلك فالأمم المتحدة هي كما تحدث عنها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-، حَيثُ قال: (الأمم المتحدة لا تفعل شيئاً تجاه فلسطين وتختار العبارات المؤدبة جِـدًّا مع العدوّ الإسرائيلي، ويصفون أبناء أمتنا بالإرهاب ويضعونهم في القوائم السوداء).
أم أن الغرب ليسوا حريصين إلا على تلقيح الأطفال ولا يبالون بإبادتهم وذبحهم بالطائرات في غزة، أم أن هذا المجتمع الدولي لا عين له لترى جراحنا الدامية وأشلاء أطفالنا الممزقة، فلا عين له إلا على مصالحه التي يراها في إبادتنا وقهرنا واستضعافنا، فهو فعلاً لا يريدنا أن نكون أحراراً في هذه الدنيا، بل يريدنا عبيداً نسبح بكذبه ونقدس باطله، أليس هذه حقائق لا يمكن إنكارها!
أيها المسلمون عليكم أن تنتظروا المزيدَ من الجرائم الوحشية والتبريرات والأعذار الأكثر توحشاً من العدوّ الإسرائيلي، ما لم تتحَرّكوا لوضع حَــدٍّ لهذا العدوّ الصهيوني الإجرامي، أم أنها الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان التي تتشدق بها أمريكا وتروج لها أحذيتها في المنطقة!.
وفي الأخير يجب أن ندركَ أن الواقعَ المؤلمَ الذي يعيشُه سكانُ غزة لا يمكنُ تجاهُلُه، ينبغي علينا كمسلمين أن نتحَرَّكَ بسرعة لوقف هذه الانتهاكات المُستمرّة في قطاع غزة بكل الوسائل الممكنة لنا كشعوب مستضعفة ونحن نرى إخواننا في غزة تستباح دمائهم، يجب أن نتحَرّكَ في المظاهرات التي تندّد بجرائم العدوّ الإسرائيلي، والمقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأمريكية، والضربات الموجعة لهذا العدوّ حتى يتوقف عدوانه عن غزة.
ويجب أن نعمل على توجيه الضوء على الحقائق ونشر الوعي حول ما يحدث في غزة من جرائم وانتهاكات من العدوّ الإسرائيلي، حتى يتمكّن المجتمع الدولي من رؤية وفهم حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
ويجب على الشعوب المستضعفة أن تظل قوية وصامدة وتستمر في نشر الوعي والتوعية بحقوقها ومعاناتها، وأن يتحمل الجميع مسؤوليتهم والعمل بجد حتى يتم تحرير كُـلّ أرض فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة.