الهيمنةُ والاستلاب
إبراهيم عبدالرحمن النجحي
لا زال البعض يستعظم قوة أمريكا ويعيش في وَهْمِ أن أمريكا على كُـلّ شيء قديرة، عمدت الأنظمة السابقة إلى غرس هذا المفهوم لدى الشعوب حتى استلبتهم من قوتهم وزرعت الذل والهوان لدى شعوبها.
أمريكا كانت تحكم العالم بهيبة القوة وليس بالقوة نفسها؛ لأَنَّ أمريكا ليست بتلك القوة الذي تتصورونها، فقد انتزعت تلك القوة عندما خاضت حرب ضد اليمن.
نعم أمريكا حاربت اليمن ثماني سنوات وما زالت عن طريق وكلائها العرب المغرر عليهم، وخرجت من هذه المعركة خاسرة فلن تستطيع تركيع الشعب اليمني، ومن حربهم الخاسرة ضد اليمن استمد الروس شجاعتهم وأعلنوا الحرب على أوكرانيا وعلى الولايات المتحدة التي سرعان ما تخلت عن أوكرانيا، مما شجع كثير من دول العالم عن الخروج عن الهيمنة الأمريكية، حين شعروا أن أمريكا فقط لا يحركها إلا مصالحها.
وقريباً ستتخلى عن إسرائيل؛ لأَنَّها لن تُغلب مصلحة خمسة عشر مليون يهودي على مصلحة أمريكا برمتها وإن كان اللوبي الصهيوني هو المسيطر على النظام الأمريكي، لكن سنرى الشعب الأمريكي هو من سيرفض الدخول في مستنقع الحرب بالوكالة والزج بفلذات أكباده لمصلحة شراذم يهود وستذكرون ما أقول لكم.
واستغرب على الشعوب العربية وبعض الأصوات النشاز اليمنية المرجفة منهم أن أمريكا الآن ستتحَرّك وستغرقنا بل والبعض يتمنى أن تتخذ أمريكا حتى موقفاً إعلاميا وهميا!! حتى يبرّر خوفه من أمريكا ولسان حاله يقول: “أرأيتم كيف فعلت أمريكا”؟
نعم البعض تافه حَــدّ التفاني، لا يعي ما يدور حوله، الحقد أعماه، فقط؛ لأَنَّ حركة أنصار الله هي التي تصدر المواقف ضد أمريكا وإسرائيل يرفض، في حين أن الجهة التي يدعمها تتخذ مواقف مغايرة بل وداعمة سرياً إن لم يكن علنياً للكيان الغاصب.
أما نحن فمستعدون للمقاتلة تحت أية قيادة أَو جهة تقاتل الكيان الصهيوني لن نقول هذا سني أَو شيعي قومي أَو بعثي أَو حتى روسي وإيراني وتركي، سنقاتل الكيان الغاصب تحت أية راية؛ لأَنَّه معيار الحق من الباطل.
ما لكم كيف تحكمون؟!