إنه قائدُ الأفعال لا الأقوال
احترام عفيف المُشرّف/
نفسي الفداء، لكل منتصِرٍ كريم، نفسي الفداء لمن قال وأوفى، لمن هدَّد ونفَّذ، لمن وقف مع مَن لا ناصر له إلا الله، لمن شمخ بقومِه وواجَهَ بهم جبابرةَ الأرض، نفسي الفداء للقائد الرباني الذي لم تأخذْه في كلمة الحق لومة لائم، ولم يُثْنِه عن الوقوف لتغييرِ المنكر الذي يحدُثُ بحق غزة وأهلها، لا الصهاينة والأمريكان ولا أذنابهم من الأعراب الذين هم أشدُّ كُفرًا ونفاقًا، إنه القائدُ المقدامُ مَن يستحق أن يقال له: قائدُ العرب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-، فقد وقف شامخًا محذرًا ومهدِّداً الصهاينة، أن خذوا حِذْرَكم وكفُّوا عدوانكم عن غزةَ وأهلها، واعلموا أننا لسنا أصحابَ تنديدٍ وشجب واستنكار، بل إننا رجال أفعال لا أقوال.
ولأَنَّ الصهاينة لم يتعوَّدوا من حكام العرب سوى الخضوع والاستكانة، فلم يأخذوا كلامَ السيد الحوثي على محمل الجد؛ فكان لا بُـدَّ من تأديب أحفاد القردة والخنازير؛ ليعرفوا أن دم غزة وأهلها لن يُترك سُدَىً، ولن يمُرَّ عليه السيد القائد مرورَ اللائم من الحكام العرب.
وعلى أمريكا وربيبتها أن يعيدوا حساباتِهم ويعرفوا أن سوارَ المحور على وشك أن يلتئمَ ولن يكونَ بمقدور بيادقِهم عملُ شيء، زمنُ الانبطاح في انحسار، وسيكون لمحور المقاومة الكلمةُ الفصل، وستكون مجازرُ غزة هي اللعنة التي لن تزولَ عمَّن وقفوا صامتين من حُكَّامٍ محكومين، ومن منظمات لا إنسانية، التي لم تنبس ببنت شفة عن الإبادة الجماعية لغزة أرضاً وإنساناً، والذين يقتلون كُـلّ خمس دقائق فلسطينيًّا لا فرق أكان طفلًا أَو امرأة أَو شيخًا؛ فكلهم تحت القصف، وكان لا بُـدَّ من التحرُّك.
إن المقاومةَ آخذةٌ في التوسع وإرعاب العدوّ، ليس على الصعيد العسكري والمقاومة المسلحة فقط، بل على الصعيد المخابراتي والتكتيكي، وستظل غزة مقاومة، وستقف اليمن وقائدها إلى جانبهم وكذلك كُـلّ محور المقاومة، كُلٌّ بطريقته، ولا نامت أعين الجبناء الذين لا يمتلكون من أمرهم شيئاً حتى يأتوا ليحلّلوا وينتقدوا ما قامت به اليمنُ من رَدٍّ على الكيان المتغطرس، وتنبيهُه أنه هناك مَن سيقف في وجهه، ولا غرابةَ على هؤلاء المنبطحين أن يقولوا: إننا نرمي بأنفسنا إلى حَيثُ لا نعلم. نقول لهم: لا، بل نحن من نعلم؛ فقد واجهنا -بعون الله- أكثر من ثمانيَ عشرةَ دولة في اعتداءٍ كوني على اليمن؛ ولكننا نعلم أن الناصر هو الله والمعين هو الله؛ ولأننا نعلم وقد جربنا الخذلان فَــإنَّنا لن نكون ممن يخذلون المظلوم والمعتدى عليه، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
فاليمنيون هم أولو القوة والبأس الشديد وقائدنا هو قدوتنا وما أمر به هو عين ما نريد، ولا بدَّ لكل حر شريف أن ينظر إلى السيد القائد بعين الفخر والاعتزاز؛ فهو القائد المُجَدِّد الذي لا بدَّ من السير على خُطَاه الحيدرية، والعاقبة للمتقين.