شُهداؤنا إلى جِنان الخُلد فزتم ومقام الأنبياء
صفوة الله الأهدل
هنيئًا لكم شُهداءَنا هذا الفوز العظيم والاصطفاء الإلهي الكبير، هنيئًا لكم النجاة من الزيغ والفتن التي تُحيط بنا من كُـلّ الجهات، هنيئًا لكم بتطهيركم من الذنوب والزلات في هذه الحياة، هنيئًا لكم الصبر أمام كُـلّ هذه المحن والابتلاءات، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأموال وَالْأنفس وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، هنيئًا لكم الثبات أمام كُـلّ هذه المغريات والأهواء، قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}، هنيئًا لكم عيشة السُعداء في عالم الأحياء، قال تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}، هنيئًا لكم جنة الخلد والارتقاء لعالم السماء، قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، هنيئًا لكم مرافقة الأنبياء ومجاورة الصديقين والصالحين، قال تعالى: {فَأُولئك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئك رَفِيقًا}، هنيئًا لكم ملاقاة أصحاب الكساء والأولياء، هنيئًا لكم ما تحملتم به وصبرتم عليه في سبيل الله، قال تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.
أيُّها الشُّهداء الكِرام ها أنا أحاول أن أصيغ حروف وكلمات عنكم من بداية مقالي لكن الحروف لم تسعفني واعتذرت مني في خجلٍ قائلة: “لا تحملني ما لا طاقة لي به”، اعذروني أيُّها الشُهداء فأنا لا أريد أن أظلمكم، فمن أنا حتى أتحدث عنكم! وأنتم من تُنسف الجبال أمام ثباتهم، وتُدك الأرض أمام صمودهم، وتُشق السماء أمام عطائهم، ويُخسف القمر أمام جهادهم، وتُكسف الشمس أمام تضحياتهم، قولوا لي بربكم من أنتم ومَـا هو دربكم وانتماؤكم؟!
رأينا في جبهات القتال من يقاتل بيدٍ أَو قدمٍ واحدة، لكن لم أرَ مثل شهيد بُذلت له المناصب والوظائف والسفريات فعافهن على ألا يترك الجهاد في سبيل الله، وقاتل بنصف قلب، في أعتى جبهة راهن عليها الإسرائيلي قبل الأمريكي دون خوف أَو وجل، جبهة الساحل الغربي والبحر الأحمر الذي باتت الآن تمثل خطرًا كَبيراً عليهم وعلى سفنهم وبوارجهم، بل ويهدّد اقتصادهم ووجودهم بالأخص.
لله دَرُّكم أيُّها الشهداء العُظماء، ولله دَرُّ قائدكم ومسيرتكم التي تنتمون إليها، إلهي بحق الشُهداء وفقنا لاقتفَاء آثارهم وألحقنا بهم صالحين.