غزة تَئِنُّ
الشَّموس العماد
تلطخت أرضُ الزيتون بدماءِ أهلِها، عادت لعناتُ التاريخ لتجتثّ بقايا من حياة، عادةً ما يجري الزمان كنظامٍ حياتي وسنّةٍ كونية في الوجود، لكن أن يتبع هذا الجريان الوجع والحرمان والخذلان والألم والقتل وسفكّ الدماء، فهذه هي حكاية غزّاوية تنزفُ دمًا من رحمِ المعاناة منذ الثمانية والأربعين وحتى هذه اللحظة.
كلّ ثانيةٍ تموتون فيها ستُسجلّ على صفحاتِ التاريخ بأنها كانت أعظم لحظات المجدّ والشهادة والثبات، ماتت قلوبنا وجعًا يا غزّة، أصابتنا سِهامُ آلامكم، والأشدُّ وجعًا أنكم تموتون ومن يدعون العروبة يشاهدون دمائكم تُسفك بدمٍ بارد، ليس هذا وحسب! وإنما تعاونوا مع اليهودِ على قتلكم وحربكم واستعماركم وأوجاعكم، ووضعوا أيديهم وشدوها على يدِ عدوّكم.
لكن لن تموت الحياة في أرضِكم الخصبة طالما أنكم تمتلكون ثباتًا أكبر من حجمِ أمريكا وإسرائيل؛ لأَنَّكم أنتم فِكرة والأفكار لا تموت بل تتقدم وتنجح وتفوز وتنتصر.