“إسرائيلُ” تتفوَّقُ في الإجرام
عصماء الأشول
إجرامٌ ليس لهُ نظير في تاريخ البشرية حتى أطغى بشر على وجه الأرض لم يصل إلى ما وصلوا إليه، فرعون وهو أكبر طاغية عرفه التاريخ قتل “5 آلاف طفل”، أما إسرائيل قتلت أكثر من 15 ألفًا خلال شهر واحد فقط، ودمّـرت البنية التحتية بشكل كامل، حولت فلسطين إلى مسرح من المجازر الوحشية والليالي الدامية وبالأخص في قطاع غزة، إبادة جماعية، حصار مطبق، قطعت كافة سبل الحياة من خلال الضرب الهستيري على منازل المواطنين العزل، ومن نجا منهم بأعجوبة نُقل إلى المشافي ليتلقى العلاج، فيتلقى الموت الزعاف؛ لأَنَّ المستشفيات تحت مرمى الطائرات الأمريكية الصهيونية والعبث الصهيوني، وهذا ما شهدناه في مجمع الشفاء مؤخّراً.
إسرائيل تركز على المستشفيات والاتصالات والمخابز، لم يسلم من إجرامها الحجر والشجر والماء والدواء وحتى الهواء، فقد قامت بإلقاء قنابل الفسفور الأبيض والقنابل الغازية ليموت الجميع فمن لم يمت بالصّواريخ مات بالسموم، أَو مات بانقطاع الخدمات في المستشفيات، ومن استعاد حياته ونبض قلبه بالأمل، وُسمح له بالسفر إلى الخارج ليتلقى العلاج، قُتل وهو في الطريق.
إسرائيل فشلت في القطاع البري والمواجهة ولم تحقّق أي نجاح، رغم مزاعمها والمشاهد التي تبثها وهي عبارة عن استعراض مهشوش، لم تتجرأ للمواجهة بشكل رسمي وإنما تحت غطاء جوي مكثّـف، وتتشدق بالإعلام، وتُظهر أحد رجالها الجبناء الذي يُدعى (أفيخاي أدرعي) أَو “ابن اليهودية”، وهو يعطي موعظة للمسلمين ويقول: “على كُـلّ حر مسلم أن يتبرأ من حماس، وأن اليهود يدافعون عن أرضهم ودينهم وقيمهم، ويعلن بأن حماس تقتل الأطفال، وتستبيح الأعراض في قطاع غزة”، نقول له يا أيها اليهودي، أيها النجس القذر المتعفن بأي صفة تأتي وتتحدث؟! ومن أنت لتتحدث عن الإسلام والمسلمين، وأنت يهودي غاصب محتلّ، قاتل الأطفال والنساء، المتعدي على الحدود والمتجرِّئ على الله بظلمك!؟ العيب ليس فيك، إنما العيب والنقد على من سمح لك ولحكومتك الإسرائيلية بالسطو والسيطرة على مقدرات الأُمَّــة، وهي الدول الخليجية التي لا تخجل من الله وتدعمكم علنًا ليلًا ونهاراً وتتبرأ من حماس في خطبها وتتبناكم.
ليست هناك مشكلة بإذن الله وإن احتضنت العرب المتصهينة لأسيادها، وصفقت وطبعت وغنت ورقصت وتظاهرت بالحيادية، وهي الداعم الأول بالجدية، وتحاول تضييع القضية، وتفتتح المراقص علانية، والألعاب الإلكترونية وتدفع المبالغ العبثية، وتنفقها لإفساد الشعوب الحية، وتحتفل على الجثث والأشلاء الفلسطينية، وتجعلها قضية منسية، وإن جاءت صواريخ تُرسل لإسرائيل لتلقي التحية، أرسلت صواريخ اعتراض يا لها من حماقة! فنقول لهم من يمن الإيمان الأبية، كفوا عن هذه الحماقة وإلا فَــإنَّ الصواريخ اليمنية ستدق عليكم التحية؛ لأَنَّ: “الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ، وَعَلَى كُـلّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضَا”، والرضا بالظلم خطيئة والخطيئة عليها عقوبة، وبإذن الله هناك من يعيد الكرامة للأُمَّـة والشعوب المنكوبة، وينهي حكاية إسرائيل الحقيرة، وستمطر سماؤنا وتنتصر القضية، ومثلما انتهى مصير فرعون على يد نبي الله موسى سينتهي مصير إسرائيل وعملائها على يد محور المقاومة، وما النصرُ إلا من عند الله.