الأُخوَّةُ الإيمانيةُ تجسّدت بين الشعبَين اليمني والفلسطيني
محمد الضوراني
الأخوة الإيمانية الحقيقية ووفق هدى الله وتوجيهات الله وأوامر الله تتجسد في الأقوال والأفعال والمواقف، هذه الأخوة متعمقة في النفوس والقلوب، والله -عز وجل- هو من يجعل منها قوية وثابتة، ولا يمكن أن يؤثر فيها الشيطان وأعوان الشيطان من الكفار والمنافقين، فهي تنطلق من منهج الله عز وجل، هذه الأخوة الإيمانية تمتد لأزمنة طويلة ولأماكن متعددة ومختلفة وينطلق من خلالها الآلاف بل الملايين وهم يشعرون بلذتها وسعادتها وزكائها وطهارتها وصفاء كُـلّ من ينطلقون فيها ويتحَرّكون من خلالها، نحن كأمة إسلامية نتعرض للعديد من المؤامرات والتحديات والصعوبات من أعداء الله، من يريدون تفريق الأُمَّــة تارة بالمناطقية وتارة بالطائفية وتارة بالعنصرية والحزبية وغيرها.
من التوجّـهات لتفريق الأُمَّــة وتمزيق الأُمَّــة وإضعاف الأُمَّــة لصالح المشروع الأمريكي والصهيوني، نجد أن أعداء الله سيطروا على الأنظمة العربية والإسلامية واستطاعوا أن يحركوها وفق رغباتهم ومشاريعهم، وهذه الأنظمة سعت لزرع الفرقة بأنواعها المختلفة داخل شعوبها، ونجد اليوم كيف انكشفت تلك الأنظمة العميلة أمام الهجمة الوحشية من أمريكا وبني صهيون ضد الشعب الفلسطيني الحر، بل ساندوا ووقفوا مع الكيان الصهيوني وتلذذوا في قتلة واستهدافه، وبالتالي انكشفت تلك الوجوه القذرة أمام شعوبها المغلوبة على أمرها، بينما نجد العكس من ذلك نموذج الشعوب والحركات المقاومة والجيوش الحرة والمستقلة كالجيش اليمني البطل الذي أرسل رسائل الود والاحترام والتقدير والفخر والعزة ورسائل الأخوة والتعاون والترابط الإيمَـاني الحقيقي بين الشعب اليمني بقيادته وجيشه وشعبه، من خلال مواقف تقشعر لها الأبدان، ومن شعب تكالب عليه الجميع في تحالف دولي وحوصر واستهدف وهو يحمل قضية هي الحق ويواجه عدواً قذراً يستهدف كُـلّ الأُمَّــة.
نجد اليوم أن رسائل الشعب اليمني للشعب الفلسطيني جاءت من منطلق إيمَـاني ومن استشعار للرقابة الإلهية ومن حزن وألم وحسرة؛ لأَنَّ الشعب الفلسطيني يقتل ومنذ عشرات السنوات ويحاصر ويدمّـر والدول العربية تتفرج عليهم، فعلم الشعب اليمني بقيادته وجيشه وشعبه كُـلّ الدول قيادات وجيوشاً وشعوب أن الأخوة الإيمَـانية لا يمكن أن يفرقها أحد أَو يمنعها أحد أَو يغلقها أحد وأن المؤمنين إخوة ولو بعدت المسافات ولو صعبت الأمور والظروف ولو كان العدوّ يمتلك كُـلّ مقومات القوة، فالمؤمنين أقوياء مترابطين يحملون الأخوة الحقيقية.
إن مواقف الشعب اليمني بقيادته وجيشه المشرفة والتي رفعت رؤوس وهامات كُـلّ شعوب الأُمَّــة الإسلامية، وكشفت وعرت كُـلّ الأنظمة العميلة، والتي لا تساوي شيئاً يذكر أمام المواقف الأخوية الصادقة والثابتة والتي لن تتغير ولن تتبدل مهما حدث ومهما كان ومهما تآمر عليها الأعداء فهي روابط مُستمرّة وقضية دينية حقيقية تمثل كُـلّ المؤمنين في العالم، وهي من كمال الدين ومن طهارة من يحملونها ويتحَرّكون بها، لذلك لا زال الشعب اليمني يستشعر تقصيره أمام الشعب الفلسطيني البطل، الذي يقاتل ويجاهد ويتحَرّك في قضية استراتيجية ورئيسية لكل الأُمَّــة، وهو لا يقاتل فقط عن نفسه بل يدافع ويقاتل ويحمي كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية، ونحن الشعب اليمني نفخر ونعتز بجيشنا ولجاننا وقيادتنا الثورية الحرة التي مثلت الإيمان على أكمل وجه، وجعلت للشعب اليمني موقعاً متقدماً في المواجهة ونصرة القضية الفلسطينية.
نقول للشعب الفلسطيني: دماء الشعب اليمني ترخص؛ مِن أجلِكم وفي سبيل الله، وكلّ ما نملك فداء لكم يا شعب فلسطين البطل والحر والمجاهد، وأمريكا وبني صهيون وعملائهم تحت أقدامنا وأقدامكم، يا من مرغتم أنوفهم بين التراب وسقطت كُـلّ أوراقهم وهيبتهم وتجبرهم تحت أقدام أنصار الحق والعدل الإلهي في معركة هي معركة العزة والكرامة والأخوة الإيمانية الحقيقية من منطلق إيمَـاني.