موازينُ القوة.. تفرض الهُدنة
أميرة السلطان
في يوم السابع من أُكتوبر وعندما تم الإعلان المدوي والكبير عن عملية “طُـوفان الأقصى” والتي قلبت كيان العدوّ الإسرائيلي رأساً على عقب وسببت له إرباكاً لم يعيشه منذ أحتل أراضينا الفلسطينية.
حينها أعلن رئيس وزراء العدوّ الإسرائيلي أنه لن يوقف الحرب على قطاع غزة إلا عندما يقضي على المقاومة الفلسطينية بالكامل!!
وقف متبجحاً لعلمه علم اليقين أن الأنظمة العربية قد أصبحت أنظمة عميلة ولن تحَرّك ساكناً، إضافة إلى ذلك أن دول الغرب الكافر وقوى الطاغوت ستقف معه وإلى جانبه، وذلك ما حصل منذ اليوم الأول من مسارعة أمريكا وبريطانيا وفرنسا بأنهم سيوفرون كُـلّ ما يحتاج إليه هذا العدوّ اللقيط.
ظنوا وخابت تلك الظنون؛ لأَنَّهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
سبعة وأربعون يوماً من العدوان الغاشم على غزة ولم يحقّق هذا العدوان أي هدف سوى قتل الأطفال والنساء وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد.
كلّ يوم كان يمر على كيان العدوّ كأنه سنة، خَاصَّة وأن ما ظنه يوماً صيداً سهلاً يستطيع القضاء عليه قد تحول إلى قوة مرغت أنفه بالتراب.
هزائم بالعشرات مصورة بالصوت والصورة سببت لهذا العدوّ الإحراج، خَاصَّة وأنه لم يعد يستطيع الكذب على اليهود الصهاينة داخل الأراضي المحتلّة.
واجه قوة على الأرض لم يتخيلها ولم يحسب لتلك الشجاعة أي حساب.
وعلى الجانب الآخر ما صدم كيان العدوّ هو وقوف حركات المقاومة في لبنان والعراق ووقوف الشعب اليمني حكومة وشعباً مع أهلنا في فلسطين؛ لأَنَّه كان على يقين أن المقاومة الفلسطينية والمجاهدين في فلسطين قد أصبحوا وحيدين لا ظهر لهم.
فتأتي العمليات العسكرية لحزب الله لتشتت قوة العدوّ الإسرائيلي على الحدود الشمالية ولكن الذي لم يكن في حسبانه أن تأتي الضربات من أقصى الجنوب، أن يُهدّد أمن المستوطنين في ” أم الرشراش” من اليمن.
لم يكن في خياله ولا حتى في أسوأ أحلامه أن تنفذ القوات المسلحة اليمنية تهديدها من اعتراض السفن الإسرائيلية، وهذه الخطوة هي من اربكت حسابات كيان العدوّ اللقيط حقيقة.
إن القوة التي عرفها وعايشها وذاق بأسها العدوّ الإسرائيلي من مجاهدي فلسطين ومحور المقاومة في لبنان والعراق واليمن هو ما فرض بنود الهدنة في فلسطين.
هو من جعل من المقاومة الفلسطينية تفرض الشروط.
نحن على يقين أن الوساطة القطرية وجهودها لم توقف الحرب ولم تكن هي من حقّق الهدنة.
إنما فرض الهدنة على الأرض حقيقة هي لغة القوة، هذه اللغة التي يفهمهما العدوّ الإسرائيلي ولا سواها.
والعاقبة للمتقين.