اليمنُ وقائدُها.. صدارةٌ في الموقف وتميُّــزٌ في المشاركة
محمد يحيى السياني
لماذا تساندُ اليمنُ، وقائدُها المؤمنُ المجاهدُ السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي، القضيةَ الفلسطينيةَ ومظلوميةَ الشعب الفلسطيني اليوم في قطاع غزة؟
لهذا التساؤل الكبير الكثيرُ ممن يتابعُ الشأنَ اليمني ويرصُدُ كُـلَّ مراحل أحداثه، وأوضاعه بالعموم؛ فاليمن الذي لا تزالُ جراحاتُه ومعاناتُه قائمة، ولا تزالُ أمامه تحدياتٌ كبيرةٌ تواجهه، على رأسها العدوان والحصار الذي ما يزال قائمًا عليه، إلى اليوم من قبل دول تحالف العدوان والحصار، والذي على رأسه السعوديّة وأمريكا والإمارات وبريطانيا والكيان الصهيوني ومن تحالف معهم، إضافةً إلى تحديات كبرى يواجهُها على مختلف الجبهات الداخلية.
إذَاً فالمشهدُ واضحٌ ولا يحتاجُ إلَّا لوضع ذلك التساؤل المطروح حول إقدامِ القيادة اليمنية المعبِّرة عن الشعب، بأن يكونَ لليمن موقفٌ قويٌّ ومتصدِّرٌ تجاه العدوان الإسرائيلي على غزةَ، وسرعة المبادرة والتحَرُّك للمشاركة عسكريًّا في المعركة مع العدوّ، فَلماذا لم يخشَ القائدُ والشعبُ المساندُ تبعاتِ وتداعياتِ مثل هكذا خطوة؟؛ لأَنَّها لا يمكنُ أن تكونَ إلَّا من قائد وشعب وجيش لا يأبهُ بالتداعيات، ولا يهابُ التبعاتِ، ولا يخافُ من أية قوة سوى خوفِه وخشيته من الله -سبحانَه- إن تخلَّى عن مسؤوليته الدينية والإنسانية أمام ما يتعرَّضُ له إخوتُه المظلومون في غزةَ من حرب وإبادة جماعية على يد اليهود الصهاينة والأمريكان.
وكيمني عربي مسلمٍ وكواحد من الملايين اليمنيين لا أستطيعَ أَلَّا أُفصِحَ عن مدى فخري واعتزازي بقائدِي المؤمن المجاهد الشجاع وبانتمائي الإيمَـاني وهُــوِيَّتي اليمنية لهذا البلد وهذا الشعب العظيم وقواته المسلحة الضاربة التي شكّلت اليوم -ببُعدِها العقائدي الإيمَـاني وبُعدِها القومي العربي والإسلامي وبُعدِها الفطري الإنساني- معادلةَ الصدارة في موقفها المحق تجاه فلسطين والتحَرّك الفاعل في المشاركة مع الأحرار بمعركة الأُمَّــة المفصلية ضد العدوّ الإسرائيلي المجرم المحتلّ.
اليمن -بمشاركة أحرارِها في هذه المعركة بدافع كُـلِّ تلك الأسباب والثوابت المبدئية التي تتمسكُ وتؤمنُ بها- أضافت إلى رصيدها التاريخي بعد أن مَنَّ الله عليها بنِعمةِ القيادة والمشروع القرآني والشعب الذي نضج وعيُه وارتقى إيمَـانُه، بأن كان لقيادته في هذه المرحلة الفارقة في تاريخ أمتنا ذلك الحِسُّ التاريخي والسياسي العالي، بالتقاط اللحظة التأريخية للتحَرّك الفاعل في هذه المعركة وحجز مكانٍ مرموقٍ لليمن وأحرار الأُمَّــة في المستقبل في أوساط عالم هو اليوم يشهدُ تغيُّرًا كبيرًا ومتسارعًا، وتسخير كُـلّ ذلك لصالح اليمن وصالح الأُمَّــة، وسيساهم بأن تكونَ اليمن قوةً إقليميةً لا يستهان بها، وفرض معادلة مهمة لصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، جعلت من حسابات العدوّ اليومَ وفي المستقبل غيرَ محصورة في شقها العسكري فقط، كما كان يحصرُها ويلعبُ عليها طوالَ تاريخ الصراع، بل باتت اليومَ -بفضل الله وأحرار الأُمَّــة في محور المقاومة- تشمل كُـلَّ حساباته الاقتصادية والسياسية والوجودية التي يجب أن يحسبَ لها ألفَ حساب في حال استمراره بالعدوان على الشعب الفلسطيني؛ فلم يعد اليومَ الشعبُ الفلسطيني ومقاومتُه وحيداً أمام هذا العدوّ المجرم، ولم تعد قضيته تعنيه لوحدِه.