سلاحُ المقاومة أم الدبلوماسية العربية: من أجبر العدوَّ الإسرائيلي على الهدنة في غزة؟
عبدالحكيم عامر
تشهد غزةُ صراعاً قوياً بين الفلسطينيين والعدوّ الإسرائيلي، أحداثًا مأساوية وعمليات قتل ترتكب بحق الفلسطينيين المدنيين، في وجه هذه الجرائم البشعة، يثار السؤال حول من الذي استطاع إجبار العدوّ الإسرائيلي على الهدنة في غزة؟ هل كان سلاح المقاومة الفلسطينية العامل الحاسم، أم أن الدبلوماسية العربية هي من لعبت دورًا أكبر في تحقيق الهدنة؟
- سلاح المقاومة وثباتهم في مواجهة العدو:
حيثُ كان هدف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة تنفيذ مخطّط غربي شامل بالمنطقة يبدأ بالتهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
وتحظى المقاومة الفلسطينية بدعم وتأييد شعب غزة، فبصمود الشعب الفلسطيني إلى جانب ثبات فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس فقد أظهروا ثباتًا وصمودًا لا يلين في وجه العدوّ الإسرائيلي، المواجهات التنكيلية والاستبسالية وتدمير دبابات الميركافا مفخرة جيش العدوّ الإسرائيلي.
إن إصرار المقاومة وقدرتها على تكبيل العدوّ وتوجيه ضربات مؤلمة تذل غطرسة وغرور الكيان أَدَّت إلى زيادة الضغط على العدوّ الإسرائيلي ودفعها إلى النظر في الهدنة وتلبية شروط المقاومة كخيار ممكن.
- الدبلوماسية العربية وتخاذلها:
من الواضح أن مواقف الدول العربية والإسلامية كانت ضعيفة جِـدًّا ومخزية في مواجهة الأحداث الجارية في غزة، بعض الدول العربية تماهت وأعانت العدوّ الإسرائيلي، وجعلت من أجوائها ساحات متقدمة للدفاع عنه، هذا التخاذل العربي جعل الشعب الفلسطيني يشعر بالعزلة والإحباط.
وعلى صعيد الدبلوماسية العربية، فَــإنَّها لم تحقّق نتائج ملموسة في تحقيق الهدنة، كانت القمة العربية والإسلامية التي عُقدت؛ بسَببِ الأحداث في غزة بمثابة فشل دبلوماسي، حَيثُ لم تتمكّن الدول العربية من الخروج بموقف أَو إجراء عملي يرقى إلى مستوى الحدث، البيانات الكلامية والمواقف الضعيفة لم تكن كافية لمواجهة الجرائم الإسرائيلية في غزة.
ومع ذلك، ويجب الاعتراف بأن هناك بعض الدول العربية أبدت تضامنًا حقيقيًّا مع القضية الفلسطينية، ولعبت دورًا مهمًا في التأثير على العدوّ الإسرائيلي.
وفي الأخير، رغم تخاذل جُــلِّ الدول العربية، فَــإنَّ سلاح المقاومة الفلسطينية وثباتهم أثناء المعركة في غزة أثر بشكل كبير على العدوّ الإسرائيلي، فبفضل الجهاد والمواجهات والتنكيل بجيش العدوّ الإسرائيلي استطاعت المقاومة على إرباك العدوّ وإلحاق خسائر فادحة به، وهذا الثبات والصمود أثار القلق والضغط السياسي والعسكري لعب دورًا حاسمًا في إجبار العدوّ الإسرائيلي على الهدنة على إسرائيل، مما دفعها إلى النظر في الهدنة كخيار لإنهاء الصراع.
من ناحيةٍ أُخرى، فَــإنَّ التخاذل العربي والدبلوماسية العربية الضعيفة لم تحقّق نتائج ملموسة، ولم تتمكّن من تحقيق تأثير قوي في وقف الجرائم الإسرائيلية في غزة.
مع ذلك، يجب الاعتراف بأن هناك دولًا عربية قليلة أبدت تضامنًا حقيقيًّا مع القضية الفلسطينية ولعبت دورًا بارزًا في تأثير العدوّ الإسرائيلي.
يجب على الدول العربية والإسلامية تعزيز التضامن والتعاون لدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ومساندته في الحصول على حقوقه العادلة وإنهاء الاحتلال والاضطهاد من العدوّ الإسرائيلي.
إن وحدة الصف والإجراء العملي المشترك هما المفتاح لتحقيق الانتصار.