وَاقْتُلُوهُمْ حَيثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ
خلود الشرفي
آية صريحة من كتاب الله الكريم، تأمرنا باستئصال مصدر الشر، وقطع دابر الكفر، في أي مكان تطاله أيدينا ورماحنا، وقواتنا، ومنظومتنا الصاروخية الفريدة، فكلمة ثَقِفْتُمُوهُمْ بمعنى وجدتموهم أَو حصلتم عليهم، فهي كلمة جامعة شاملة لكل أنواع اللقاء بالعدوّ والتغلب عليه، وهذا من إعجاز القرآن العظيم، أن يجمع المعاني المتعددة في كلمة واحدة.
ومن المعلوم قطعاً أن الكيان الإسرائيلي كيان نازي غاصب، وهو كيان مؤقت، فلا يتمتع بأيٍّ من مقومات الديمومة والحياة التي تؤهله للبقاء والاستمرار؛ كونه إنما قام على سياسة العنف، والتسلط على رؤوس الأبرياء والمساكين، فهو رمز للإجرام، إضافة إلى كونه مصدر فساد وتلوث للمجتمعات التي تتعامل معه، بغض النظر عن ماهية هذه المجتمعات ومكوناتها، وظروفها، وإمْكَانياتها، فَــإنَّ الخبث الشيطاني متأصل في نفسية اليهود، وبالدرجة الأولى بلا منازع.
وما المجازر التي يرتكبونها اليوم في غزة إلا نموذجاً واحداً من نماذج الإجرام الصهيوني، والذي يوضح مدى الحقد الرهيب الذي يعتلج في صدورهم، والغل الدفين الذي يُكِنُّونه للمسلمين جميعهم بلا استثناء، فأي جرائم تلك التي يرتكبها أُولئك الصهاينة في غزة، وأي قانون أَو عُرف يسمح لهم بارتكاب تلك المذابح، بدم بارد، وبلا حسيب أَو رقيب؟!
ولكن ما لا يعرفه الكيان الإجرامي الغاصب أنه كلما أمعن في الإجرام والتنكيل بالأبرياء، وَأوغل في شرب دماء المستضعفين الذين لا يجدون قوت يومهم، كلما كان ذلك سبباً سريعاً لزوالهم، ومبرّراً قوياً لهلاكهم ولا مراء في ذلك، فهي سنة الله الثابتة في الخلق، وما هلكت الأمم السابقة إلا بسفك الدماء، وقتل الأبرياء، وَانتهاك الحرمات، وَاستباحة المحرمات.
والمتأمل في الأحداث الراهنة سيجد حجم النقلة النوعية للإسلام والمسلمين بتطبيق هذه الآية الشريفة (وَاقْتُلُوهُمْ حَيثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)، فالله أمرنا بجهاد اليهود والكفار، بل وَبقتلهم وقتالهم أينما وجدناهم، وحيثما كانوا، لا أن ننتظر مفاجآت الأقدار، حتى يهجموا علينا في قعر ديارنا!!
وقد قال الإمام علي -عليه السلام-: “ما غُزي قوم قط في قعر ديارهم إلا ذَلوا”.
ومن هنا نفهم عظمة مبدأ الجهاد، وثقافة الشهادة والاستشهاد التي أسسها الشهيد القائد -سلام الله عليه-، وندرك عظمة هذه الآية القرآنية العظيمة، وهذا المشروع الرباني الخالد، والذي غيّر المعادلات، وقلب الموازين، ومرغ أنوف الظالمين في التراب.
فها هم المسلمون اليوم ينطلقون للجهاد في سبيل الله بكل رغبة، ووعي، ينطلقون ليس فقط للدفاع كما كان بالسابق، بل أصبح المسلمون اليوم هم أصحاب القرار فعلاً، وأضحى محور المقاومة ذا ثقل كبير في المنطقة، يحسب له الأعداء ألف حساب، نعم لقد تحول المسلمون بقدرة القادر سبحانه وتعالى من الدفاع إلى الهجوم، وأصبحوا هم من يغزون اليهود وليس العكس بفضل الله سبحانه وتعالى وعونه وتوفيقه..
ولا مراء أننا جميعاً ندرك جيِّدًا حجم الخسارة الرهيبة التي تكبدتها الدولة الإسلامية بتركها مبدأ الجهاد، طيلة أكثر من سبعين عاماً؛ حتى أَذِنَ الله -جل في علاه- بنهضتها من جديد، على يد رجال أوفياء، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) صدق الله العظيم.
والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.