هذه بتلك.. والخمس مقابل السِّت
إخلاص عبود
في عام 1967م كانت (النكسة) انتكست الجيوش العربية أمام اليهود، فاحتُلت بعض المناطق العربية، وسمى الصهاينة تلك العملية بـ (الأيّام الست) خلال ستة أَيَّـام فقط، استطاع أن يضرب، مصر، والأردن، وسوريا، والعراق، بل واستطاع احتلال مناطق من بعض تلك الدول، وفي عام 2024م تغيرت الموازين، في عملية نفذتها ثلة من المؤمنين تحت قيادة (علم) من أهل البيت لعل اسمها (الزوال).
هدّد فما لبث سوى خمسة أَيَّـام حتى حقّق التهديد، لم يكن تهديد دول (النكسة)، بل وعيد (جندي الله)، هكذا هي قوانين الله، من تحَرّك بشرعية الله جعله الله كـ(ذو القرنين) يمكنه الله في الأرض، فيضرب به طواغيت العالم، ويدله إلى ما يمسك به رقابهم، ويجعلهم تحت أقدامه، بيد رجل هو كـ(طالوت) آتاه الله الشرعية، وزادة بسطة في العلم والجسم، يرى ما لا نرى، بصره بصيرة، وحكمته ينعدم لها من نظيرة، يتحَرّك بالقرآن، وله جنود كالبنيان، إن قال صدق، وإن توعد حقّق، لا يخاف طاغوت، ولا يُرهبه أي جبروت، السيد القائد (عبد الملك بد الدين الحوثي) أمل المستضعفين، وقائد المسلمين، وفخر الإسلام والدين.
تحدث الله كَثيراً عن اليهود والنصارى، جبنهم، خوفهم، حقدهم، حسدهم، كراهيتهم، نفسياتهم، توجّـهاتهم، عدائهم، خداعهم، مكرهم، تلبيسهم الحق على الباطل، والكثير الكثير مما تمتلئ به صفحات القرآن الكريم، ومع ذلك لا يتحَرّك المسلمين على أي أَسَاس من هذه الأسس، ولا أية حقيقة من هذه الحقائق، والسبب أن أُولئك استطاعوا تزييفها، والمسلمون بابتعادهم عن القرآن الكريم جهلوها، فانخدعوا، فإذا بهم ينقادون كالحيوانات السجينة، يتبعون أعداء الله في كُـلّ شيء، حتى في ثقافتهم، وأفكارهم، بل أصبح (المستسلمون) هم من يدافعون عنهم، ويتبنون مواقفهم، إلى أن وصل بهم الحال إلى أن يقتل اليهود والنصارى ويبيدون الشعوب (كالشعب الفلسطيني)، والعرب من يدافع عنهم، ويتبنى إسقاط الصواريخ والمسيّرات الموجَّهة إليهم، أصبح العرب هم من يبرّرون جرائمَهم ومجازرهم، تحول العرب من أصحاب مشروع عظيم، وأمة مهيمنة على باقي الأمم، إلى أُمَّـةٍ مهانة تحت أقدام الأمم، هذا نتاج طبيعي للابتعاد عن (سر القوة) وسبب العز، وأثر التولي المرتبط بشرعية الله سبحانه وتعالى.
تحَرّك الشعب اليمني تحَرّك أهل البيت، تحت قيادة بشرعية إلهية، ولعل هذا الكلام لا يستوعبه الكثير، ولكن الحقيقة، قوله -صلى الله عليه وآله وسلم- (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتابَ الله وعترتي أهل بيتي، إن العليم الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض) تمسكنا بهم، فرأينا حين أُصيب الآخرون بالعمى، واهتدينا حينَ سِيق الآخرون إلى الضلال، وازددنا وعياً وبصيرة حين دُجنت الشعوب، وارتبطنا بالله حين أنفسخ الآخرون، وارتبطوا بالدور والباريهات، وأصبحنا رقماً صعباً، وأعطينا للصفر قيمة، في حين وصل العرب إلى ما تحت السالب، يُلقون بأنفسهم (ككبش فداء) للدفاع عن اليهود والنصارى؛ ولهذا لن تعود للدين هيبته بغير أهل البيت، ولن يُمكن الله في الأرض من لا يتولاهم.