محافظ ريمة الشيخ فارس الحباري في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: أدعو الجميع للالتفاف حول السيد القائد فمخاوفُ “إسرائيل” كلها من اليمن ومن السيد وأنصاره
المسيرة – حاوره عبد اللطيف مقحط:
أكّـد محافظ ريمةَ، الشيخ فارس الحباري، أن الذكرى السنوية للشهيد محطة مهمة، معتبرًا مَن يتهاون معهم فهو جاحد ولا يعتبر مجاهداً وصاحب ذمة.
وحذّر الحباري في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” أمريكا من ارتكاب أية حماقة في اليمن تجاه مواقفه المشرِّفة في مناصرة إخواننا في قطاع غزة، منوِّهًا إلى أن ريمة هي حامية ظهر البحر الأحمر وستكون جاهزة لخوض غمار المواجهة مع أبطال القوات المسلحة إذَا ما حدثت أية مواجهة.
وَأَضَـافَ أن اليمن لو كانت قريبة من فلسطين المحتلّة لدخل أبطالها بمئات الآلاف ولهزموا إسرائيل، مؤكّـداً أننا مع السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- ولو لم يبقَ معنا بيتٌ أَو مأوى ولن نتراجع وسنبقى بجانبه، ولو أمرنا بخوض البحر لخُضناه.
إلى نص الحوار:
– بدايةً، ما تعليقكم بشأن المذابح التي تعرض لها سكان قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني الأخير على القطاع وقتل الأطفال والنساء والتدمير الكامل لعدد من أحياء المدينة؟
ما حدث في غزة هو لمحاربة القدس والإسلام وإبادة جماعية لا يسكت أَو يهدأ عنها من كان لديه ذرة إسلام سواءً من الدول العربية أَو الإسلامية، وعلينا جميعاً كعرب ومسلمين إذَا كان هناك إسلام ومسلمون أن نقوم بنصرة إخواننا في غزة، وألا نسكت على ما يقوم به العدوان الصهيوني اليهودي بمساندة أمهم أمريكا، وها نحن اليمنيين بقيادة العَلَم السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- نقوم بما يمليه علينا ديننا بنصرة إخواننا في غزة، وجاء نصرُهم وجاء الحق وذهب الباطل، وكما كان شعارنا من أول وهلة بقيادة الشهيد القائد سيدي حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- مجسداً لهذا الشعار (الموت لأمريكا وإسرائيل)؛ وذلكَ لأَنَّنا شاهدنا مدى حقدهم وخبثهم، فهم يريدون قتل جميع العرب كما يفعلون الآن في غزة، ولهذا أقول إن من كان فيه ذرة عروبة فقد جاء الآن دوره، وعلينا جميعاً أن نترك أية خلافات بيننا ونوجه أنظارنا إلى ما هو أهم وأعظم؛ لكي يرضى علينا الله ورسوله، وديننا وأخلاقنا.
– شاهدنا خلال هذا العدوان تحَرُّكاً للكثير من الشعوب العربية والعالمية، لكن موقف الحكام العرب كان مخيَّباً بعكس الموقف اليمني الذي كان واضحًا وقوياً ومشرِّفاً.. ما تعليقكم؟
الشعوب العربية والإسلامية الأغلب وخَاصَّةً دول الخليج لا يوجد لها أي موقف أمام ما يحصل في غزة من جرائم من قبل إسرائيل وأمريكا، بل بالعكس يقومون بمد يد العون والمساندة للصهاينة والأمريكيين لكسب رضاهم، وهذه الأحداث كشفت الأقنعة، والسيد الشهيد كان يقول: “هم أدَاة أمريكا وإسرائيل وهم من يخدمونها”، وها هو اليوم يتحقّق، ونحن نقول لهم إذَا كان فيهم ذرة إسلام وصادقين فهي فرصتهم الآن لاتِّخاذ موقف، أما نحن كيمنيين ومسيرة قرآنية بقيادة السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- فَــإنَّ عدونا هي أمريكا وإسرائيل وكلّ من يتعاون معهم، وما أود أن أوضحه أن هناك تشابُهًا بين ما حصل من عدوان على اليمن وما حصل من عدوان على غزة؛ فكلها جاءت بتوجيهات من أمريكا وإسرائيل، وبأيادي من يدَّعون حماية مقدساتنا ومنهجنا، ونحن كيمنيين لا ولن نصدق يوماً من الأيّام أن السعوديّة كقيادة مسلمة، ولن نصدق أنها ضد أمريكا وإسرائيل، والواقع يثبت ذلك، وهذا شيء واضح للعلن، ولا نراهن عليهم؛ فلو كسرنا قرن الشيطان ومن يقف معه (السعوديّة والإمارات وغيرها) لخرجت اليهود من القدس ومن فلسطين بدون قتال، فهم الداعمون للصهاينة، ومخاوف إسرائيل كلها من اليمن ومن السيد وأنصاره.
سأضرب لك مثلاً، جمهورية مصر العربية هي بالجوار من قطاع غزة، لكنها عجزت عن فتح معبر رفح، ولها الحق في فتح معابرها حتى بأقل القليل، واليوم ممنوعة، وهذا يحكي أن رؤساءَ العرب كمندوبين فقط والقول هو قول أمريكا وإسرائيل، فنحن في عزة وشرف بموقفنا، إن لم يكن اليمن من العرب فمن العرب، كما قال سماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله.
– اليمنُ هي الدولة الوحيدة التي أطلقت صواريخ وطائرات مسيَّرة نصرة لإخواننا في قطاع غزة وهذه هي المواقف المشرفة.. أليس كذلك؟
ما قامت به قواتنا المسلحة بتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ترفع الرأس، وكما قال السيد بأن هذا واجبنا، وَإذَا لم نتحَرّك فسوف يغضب الله علينا.
وأريد أن أشير بأن هذا تجسيد للدين الحقيقي وللرسول الأكرم محمد بن عبدالله وآل بيته، وهو منهج الإسلام الحقيقي، وهذه صفات اليمنيين وهذه أخلاقهم، وَوَاللهِ لو كنا قريبين لدخلنا بمئات الآلاف ولهزمنا إسرائيل، وما قامت به القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها ما يحتاج تحليل، فالله هو الناصر والمعين وجنده الطائعين له والقائمين بما أمرهم، وهي مواقف ترفع رؤوسنا أمام الله وللتاريخ.
وأستغرب من الذين يتشدقون بالإسلام والعروبة أين هم اليوم والأعراض تنتهك، والإبادات الجماعية على مرأى ومسمع، ولكن ضربات اليمنيين قاسية، ودورنا مع غزة وما قمنا به قليل، ونتمنى أن يفتحوا لنا منفذاً، وسندخل بمئات الآلاف، وعندما يصنفوننا دولة فقيرة، لكننا أغنياء بالعزة والشرف والكرامة؛ لأَنَّهم يعرفوننا بأننا أولوا قوة وبأس شديد، ونحن أهل المدد، ومنا الأوس والخزرج الذين ناصروا النبي الكريم يوم اشتداد قتاله، وهذا شرف عظيم، والآن المغرر بهم مع العدوان، ومع تحالف الشر قد فهموا أن قيادتهم مرتبطة مع العدوان وهم في موقف مخزٍ.. انظر الآن إلى المقاومة في إيران أَو في لبنان والعراق أَو سورية كلها مع غزة، وَلم يرض الله أن يكون الموقف لهم، ولكن هيَّأه الله أن يكون للسيد واليمن، على الرغم من البعد والمسافة، فنحن مع السيد القائد لو لم يبق معنا بيت أَو مأوى، ولن نتراجع وسنبقى بجانبه ولو أمرنا بخوض البحر لَخُضناه.
– كونك محافظ محافظة ريمة وأحد أبرز مشايخ أرحب.. ماذا قدمتم لغزة؟
نحن الآن نعد قافلة ونقوم بالترتيب لإعدادها وتدريب الرجال بجميع ما نستطيع به، ومحافظة ريمة جاهزة لمساندة الحديدة والبحر الأحمر والمنطقة الخامسة للجمهورية اليمنية برجالها وعتادها وعتاد القوات المسلحة في أية حماقة تتخذها إسرائيل ضدنا، كوننا نؤازر إخواننا في غزة، فَــإنَّ حصل تدخل من أمريكا أَو غيرها بأساطيلها سوف تلقى الويلات من محافظة ريمة فقط، فما بالك بجميع المحافظات، فريمة حامية ظهر البحر الأحمر في الحديدة، ومراهن على ذلك، ونحن مجهِّزون ترتيبات في جبال ريمة بقبائلها ومعدات الدولة ما نواجه به أمريكا وإسرائيل وغيرهما.
– ما هي رسالتكم لأبناء الشعب اليمني بشكل خاص وأبناء الأُمَّــة الإسلامية والعربية بشكل عام فيما يتعلق بغزة؟
رسالتنا للشعب اليمني أن يزيدوا في إنفاقهم مع الشعب الفلسطيني بما يستطيعون، أما العرب والمسلمون المنبطحون فرسالتي لهم” إذَا كنتم مسلمين ففرصتكم جاءت لتصحيح أخطائكم ويكفي انبطاحاً، ما لم فإلى مزبلة التاريخ وإلى جهنم وبئس المصير، أما إخواني العرب والمسلمون من الشرفاء ومن هم واقفون مع غزة وفلسطين، فأقول لهم: الله يبارك لكم،ونرجو المزيد من عونكم لهذه المظلمة، وفلسطين ليست وحدها فنحن معها، والله غالب على أمره.
– القبائل اليمنية لها دورٌ كبير في الوقوف وصد العدوان الغاشم على بلادنا.. كيف تقيّمون هذا الدور؟
نقيّم دورَ القبائل اليمنية الحرة بمواقف العزة والشرف والكرامة ومواقفها ترفع الرأس، وهذا الدور هو واجب علينا كقبيلة ودين وحرية ونخوة، فمواقفنا ليست غريبة، وهذا بفضل الله وبفضل قيادتنا الحكيمة، ونحن متولون لله ولرسوله ولأعلام الهدى بقيادة السيد عبد الملك -يحفظه الله- وأعانه دنيا وآخرة.
– ونحن نعيش هذه الأيّام الذكرى السنوية للشهيد.. ماذا تمثّل لكم هذه الذكرى؟
الذكرى محطة هامة؛ لأَنَّ الشهداء رجال الرجال في حياتهم وعند ربنا في مماتهم وآخرتهم، وواجبٌ علينا أن نقوم بعناية أسرهم وأن نجعل لهم الأولوية في احترامنا ونشاطاتنا وتقديم خدماتنا كمسؤولين بالدولة، ومن يقصِّرْ بجانبهم فلا يعتبر مجاهداً ولا صاحبَ تاريخ وذمة؛ فمن استشهدوا وبذلوا دماءَهم رخيصة؛ مِن أجل الأمن وحريتنا وشموخنا وهم من سطَّروا مواقفَ عظيمة ترفع الرأس، ومن يتهاون معهم فهو جاحد.
– بالنسبة لعملكم في محافظة ريمة ما أبرز إنجازاتكم؟ وهل هناك إحصائية لبعض المشاريع؟
عملنا بجد ومثابرة، وحقّقنا ما لم يحقّقه غيرنا في جانب التنمية وفي جميع المجالات من طرقات وصحة وغيرها من المجالات، بجهد بسيط ومساندة من السيد والأخ الرئيس -يحفظهم الله- وآخرون من المجتهدين والمسؤولين، وهو واجب علينا خدمة إنسانية وواجب ديني وجهاد، تنفيذاً لتوجيهات السيد، وسوف نقدم المزيد بعون الله تعالى.
أما بالنسبة للإحصائيات في مجال الطرقات والمبادرات المجتمعية فما نفذته السلطة المحلية بتعاون مجتمعي في طرق فرعية حوالي 140 طريقًا نُفِّذت، منها رص وشق وغيرها، وبتعاون المجتمع، وكذلك في مجال المياه لدينا كشوف بما نُفِّذ وما هو قيد التنفيذ وموجود في خططنا المستقبلية.
– ماذا عن الجانب الصحي في المحافظة؟
الجانب الصحي لا نقول إنه جيد جِـدًّا أَو متدنٍّ، ولكن بحسب الإمْكَانيات والمتاح، ووزير الصحة متعاون معنا جِـدًّا والأمور على ما يرام ونحن نقوم بمتابعة المسؤولين على الجانب الصحي أولاً بأول.
– ما هي خططُكم المستقبلية للنهوض بالمحافظة؟
هناك خطط رسمية يتم رفعها للدولة وخطط خارج هذا الجانب، ولدينا خططٌ في جميع المجالات منها في الطرقات والصحة في جميع المديريات، ولدي خطةٌ أقيمها إلى 2050 غير خطة الدولة وذلك بحساب كم تكلفة المشاريع بعد إجراء الدراسات مع الجمعيات وتعاون الدولة ننفّذها في حاجات بسيطة، وقد أقمنا قاعدة بيانات كاملة؛ مِن أجل أن ندير عملنا مع الجمعيات والمبادرات المجتمعية وتكون مستدامة؛ فالشعب هو من يبني الدولة، وما تُصنع التنمية إلا بهم، ونحن بحاجة لتوعية الناس بأهميّة المبادرات والمساهمات المجتمعية والجمعيات المستدامة، لتحقيق وتنفيذ المشاريع والخدمات والنهوض بالمحافظة تنموياً وصحياً وتعليمياً وغيره من الخدمات.
– رسالة أخيرة؟
نسأل الله أن يعز اليمنَ واليمنيين ويحفظ قائدنا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وجميع اليمنيين ويثبت أقدام مجاهدينا ويسدد رميهم في الجبهات وينصرنا ويشفي جرحانا وأن يفك أسرانا.
ورسالتي للجميع أن يلتفوا بجانب السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- وأن يتركوا المناكفات، وعلينا أن نتسامحَ ونتفاهم ونتجاوب؛ لكي لا نشغل السيد فلديه قضايا أُمَّـة كبيرة، وأن نحل قضايانا، والله قد نصرنا ونحن تحت قيادة سيدنا، وأن نقتدي بأخلاقه، ونبطل الكبر والعنجهية؛ فنحن كمسؤولين أَو كبار قوم، إذَا صَلُحَ الرأسُ صلح الجسدُ كُلُّه، سواءٌ أكان موظفاً أَو محافظاً، وهذا ما أوجِّهُ به.