قائدٌ حكيم من خلفِهِ شعبٌ عظيم
خديـجـة الـمـرّي
قائدٌ حكيم، وقُولُهُ سديد، عزمُهُ لا يلين، تحدى الطواغيت والمُستكبرين، يمتلك الروح المُحمدية، والشجاعة الحيدريّة، والتضحيّة الحُسينية، جسّد بِحكمتِهِ قيمَ ومبادئ الدين الإسلامي والأخلاقي، وأرسى دعائمَ العدل والحق في أوساط الأرض، وعمِل كُـلّ ما بِوسعه ليزول الباطل والظلم عن أُمَّـة يستعبدها طواغيت هذا العصر، صادقٌ في الأقوال والأفعال، وشعبٌ مُمّتثلٌ لأمره، وتحت قيادته يُفوضه، بل ويُفاخر بِهِ، ويحق للشعب أن يسجد شكرًا وعرفانًا لله على إن أكرمه الله بهذه القيادة القرآنية من آل البيت -عليهم السلام-.
إنّ ما أكّـدهُ قائدُ الثورة السيد عبدالملك -يحفظه الله- في خطابه الأخير لا شك أنّهُ بِمثابة صدمة كُبرى لكيان العدوّ الإسرائيلي؛ فقد بات جليًّا بأن ما يقوله لِسان الحال-لا يخفى عن الانظار- وأن السيد القائد إذَا قال فعل، وأنه لم ولن يألوَ جُهدًا في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطِينيّ المظلوم، بل إنهُ من حمل قضيّة فلسطين على عاتقه ولم يتخلَّ عنها، وما زال مُدافعًا عنها بكل ما يستطيع، لم يخشَ في الله لومة لأئم، ولم يخف من مستكبرٍ أَو عدوٍ خائن، فقد تحدى أمريكا وإسرائيل وصهاينة العرب وهو اليوم من يُهدّدها، ومن يُخيفها، بينما العدوّ يسعى لإذلالنا يسعى السيد القائـد لعزتنا، لكرامتنا، يسعى بكل جهدٍ ومصداقية، حريصٍ كُـلّ الحرص على أُمتِهِ وشعبه والوصول بِهُما إلى بر الأمان، إلى الحرية والعزّة والكرامة والاستقلال، بعيدًا كُـلّ البعد عن أطماع الاحتلال.
تأمل في خطابه، ستجد الحكمة فيما يقول، لا يغرَنَّهُ مديح، ولا يُخيفه تهديد، ولا يباهي بأي ترغيب، ولا تهزه رياح المُتصهينين، ولا قوة المُتجبرين، كما أكّـد بذلك وقال: «موقفنا تجاه القضية الفلسطينية ليس مزايدةً ولا مفاخرة، وإن موقفنا ليس لعرض العضلات والمناكفة بل موقف مسؤول من منطلق إيماني وموقف صادق بدافع إنساني وأخلاقي خالص».
وفي ظل مرحلة استثنائية وحربٍ شعواء ما زالت مُستمرّة على بلدنا ولم تتوقف على قِطاع غزّة، وصمت وتواطؤ أممي لم يُحرك ساكنًا، وحدَهُ من صدع بكلمة الحق في وجه الباطل، ونصر المظلوم، ووقف بقوة الإيمان شامخًا كشموخ الجبال الرواسي لا يستكين.
قائدٌ حكيم، من خلفِهِ شعبٌ عظيم، خرج ملبِّيًا «فوَّضناك يا قائدنا فوضناك، فلو تمضي بنا البحر لخُضناهُ معاك» وفي مسيراتٍ مليونية حاشدة شهدتها جميعُ المُحافظات الحرة اليمنيّة وهي تفوّض القائد، وتلبي دعوته، رغم الظروف التي تشهدها المنطقة، والحصار الخانق المُطبق الذي يعيشهُ الشعب، ولكنهُ من منطلق الشعور بالمسؤوليّة، ومن واجبه الديني والأخلاقي الذي يفرضهُ ذلك، من مُنطلق ثقته بالله القوية، وتوّكُلهُ على الله، تحذيراته مُستمرّة، وتهديداته واضحة صريحة أمام الملأ، بأنه سيتم المُشاركة في القصف الصاروخي والمسيّر إذَا تدخل الأمريكي بِشكلٍ مُباشر في غزة، سنُعلنها حربًا شرسة عليهم، وهو يقول: «إن شاء الله سنظفر بسفن العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر وسنُنكل به وفي أي مستوى تناله أيدينا لن نتردّد في استهدافه وليعرف بهذا العالم».
وما هي إلا أَيَّـام معدوداتٌ من بعد تحذيرات هذا القائد الشجاع وتوجّـهاته الحكيمة، الذي لم يأتِ فقط بالتصريحات، ليكسب الأصوات، كما يفعل بعض الزعماء والطُغاة، بل ومن إرادة وعزم هذا الشعب العظيم الذي لا يُقهر؛ نجحت قواتنا البحرية في الاستيلاء على أول سفينة تابعة للكيان الصهيوني تُسمى «جلاكسي ليدر» قامت باقتيادها والاستيلاء عليها، حَيثُ تعد هذه العملية رداً واضحًا للكيان الصهيوني واستمراره في المجازر الوحشية على أبناء الشعب الفلسطيني، ورسالة واضحة من السيد القائد وأبناء هذا الشعب مفادها؛ بأن الكيان الصهيوني هش وضعيف وباتت هزيمته مدوية عمّا قريب، وأنه أوهن من بيت العنكبوت، وأن هذ العملية تثبت مدى جاهزية واستعداد القوات المسلحة في خوض معركة البحر، وقدرات جيشنا الفولاذي على رصد واستهداف السفن الإسرائيليّة وقدراته إلى جانبها معركة “طُـوفان الأقصى” التي لن تُنسى.
فموقفنا تجاه القضية الفلسطينيّة ثابت ومُستمرّ ولن يتوقف، حتى يتوقف العدوان الصهيوني على قِطاع غزة، سيُواصل هذا الشعب في اتّحاد ولمّ الصفوف ويُشمر السواعد، ويـدعم ويقاتل، وسيجعلها حرب إقليمية على العدو الغاصب، سنستمر في كُـلّ الجهود، ونواصل التحدي والنضال والصمود، ولن نخضع للأعداء.
لن يستعبدنا الأمريكيون، ولن يهزمنا الإسرائيليون، ولن نركع للبريطانيين، ولن نصغي للعملاء المستكبرين، نحنُ شعب الحكمة والإيمان، شعب الأنصار، شعب عمار والأشتر، شعب مفخرةً بين الأمم، ومن كذب جرب، والقادم أشدّ تنكيلاً وأعظم، من شعبٍ متسلحٍ بالوعي والإيمان، وقائد ناطق من القرآن.