أفلامٌ أمريكية في طريقها للتضليل.. الحذرَ ثم الحذرَ

 

أحمد محمد الدفعي

مع أن اللوبي اليهودي يجيد فن التمثيل في قلب الصورة ولبس الحق بالباطل استقاءً من ثقافته الانحرافية تاريخيًّا، والتي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، وحذّرنا من الوقوع في حبال شراكهم، ومن أن نضلَّ؛ بفعل مكرهم وخداعهم الشيطاني، فالمطلوب هو المزيد من الوعي، والبصيرة، عن طريق القرآن الكريم وتدبر آياته، والاقبال إلى الله والثقافة القرآنية، بشكل كبير، كذلك التأمل وقراءة الأحداث السابقة والرجوع إلى أرشيف الإرهاب الأمريكي؛ لاستحضار السياسة الأمريكية المُنتهجة خلال مؤامراتها، أَو قبل غزو أي بلد، ومعرفة الإرهاصات التي كانت تقدّمها قبل الغزو والاحتلال.

كي لا نُسهِبَ في الحديث كَثيراً، ندخل في صُلب الموضوع وفحواه؛ إذ إنه قبل عقدين من الزمن وعند بزوغ فجر المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله كخنجر مسموم في الخاصرة الإسرائيلية وما أحدثه من هزائم متتالية للعدو الصهيوني، ما جعله محل إعجاب وفخر وقُدوة لكل المسلمين خُصُوصاً العرب في ذلك الوقت، عندما كان لا قرار يعلوا فوق القرار الأمريكي.

وسارع اليهود وأجهزة مخابراتهم، لاصطناع عدوّ وهمي لصرف الأنظار الإسلامية عن حزب الله والحيلولة دون أن يلتفت الشباب العربي حول هذه الحركة المجاهدة وقائدها العظيم، وتم صناعة “أسامة بن لادن” وتنظيم القاعدة في أروقة المخابرات الصهيوأمريكية، وإظهاره العدوّ الأول للصهيونية والأمريكان، والكل يعرف أحداث الـ11 من سبتمبر في نيويورك، وما رافقه من حملات إعلامية هائلة ومنظمة، وما تلاها من احتلال لأفغانستان والعراق، وسط خذلان عربي لئيم، فضلاً عن إضلال الكثير من شباب المسلمين، وتجنيدهم للقتال ضد الاتّحاد السوفيتي في أفغانستان وحيث مصالح أمريكا تُصبُ.

ربما يتكرّر المشهد اليوم وخُصُوصاً بعد عملية “طُـوفان الأقصى”، وما رافقها من متغيراتٍ إقليمية، كشفت الأقنعة وأظهرت كُـلّ الوجوه بوضوح فائق، وفرض اليمن معادلة جديدة في وقوفها مع غزة ومظلوميتها، بالقصف الصاروخي والطيران المسيّر، وكذلك الاستيلاء على سفن صهيونية في البحر ومنع العدوّ الصهيوني من العبور من البحر الأحمر وباب المندب، وهو ما أدهش الصديق قبل العدوّ، وأصاب الصهيونية في مقتل، خُصُوصاً في زمن الانبطاح العربي الغير مسبوق، ما جعل الشباب العربي والإسلامي يشيد بشجاعة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، وشجاعة اليمنيين.

وقد يسعى العدوّ في تشكيل ضبابية على المشهد من خلال اصطناع مليشيات مسلحة، تحت شعارات وعناوين عروبية قومية، وفبركة فيلم لا يقل شأناً عن فيلم “بن لادن” وإيعازها بتمثل استهداف السفن في البحر وخليج عدن التي تسيطر عليها فصائل الاحتلال السعوإماراتي وتغطيتها بحملة إعلامية واسعة وتلميعها بشكل كبير وعبر الذُباب الإلكتروني ومحلّلي الأجر اليومي لصرف الأنظار عن القيادات والحركات المُجاهدة المتصدرة الدفاع عن فلسطين وخُصُوصاً اليمن بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي وحد الشيعة والسنّة خلال وقوفه مع فلسطين وهذا ما أزعج الصهاينة، وجعلهم يبحثون عن منافسٍ، موالٍ لهم سراً مُعادٍ لهم جهراً لتنفيذ مخطّطاتهم، “اللادنية” لتجنيد، وتحشيد عملاء للصهيونية واختراق القوات والشعوب المقاومة للعدو الصهيوني تحت عدة عناوين، وإذكاء نار الفتنة الطائفية.

أو محاولة أمريكية لاستجداء دعماً عالميًّا وتشكيل تحالف دولي تحت ذريعة الحفاظ على أمن الملاحة في البحر الأحمر والجدير ذكره أن أمريكا ليست أهلاً للنزال بمفردها لقتال الشعب اليمني.

ويبدو أن إعلان البنتاغون اعتراض مسلحين مجهولين لسفينة صهيونية في خليج عدن، وإرسال مدمّـرة أمريكية لإنقاذ سفينة شحن صهيونية من مسلحين، إنه بداية تصوير الفيلم، حيثُ إن السيناريو قد أُعِدَّ لها سابقًا.

(وَاللهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com