مجازرُ “إسرائيل” والتخطيط للتهجير
أمة السلام جعفر
إِنَّ الشعبَ الفلسطيني اليوم يمُرُّ بمرحلة مفصلِية تارِيخية لم يشهد التاريخ لها مثيلًا، مجازر ليس هُناك أبشعُ مِنها، إبادة جَماعِية تَصفية لكل الأفراد الفلسطينيين، حرب شنعاء، فالعدوّ الإسرائيلي الغَاصب هدفُه أن يُبيد كُـلّ الفلسطينيين، حيثُ إنه يَحرص على ألا يعيش أي فلسطيني ونحن نشاهِد ذلك؛ فلا فرق بين صغير وكبير الكُل مُستهدَفٌ الكُل مُعرَّضٌ لِلضرب.
أهم الأهداف هو إنهاء القضِية التي تحَرّك؛ مِن أجلِها كُـلّ مُحور المقاومة إنهاء القضِية الفلسطينية منذ القديم هو هدفهم الأهم وغايتهم التي يسعون إليها ويُريدون أن يظفروا بِكُل ما في فلسطين، لكن هيهات مادام هُناك رجال بمعنى الكلمة.
طبعاً كُـلّ الأعوام التي مضت كُـلّ تِلك السنوات وإلى الآن وهم مُستمرّون بالقتل لكل فئات المجتمع أطفالا ونساء وشيوخًا وشبابًا، وإن لم يحصل القتل فالاعتقالات والأسر وَهناك كم هائل من الأسرى لديهم والأغلب منهم يستشهد في سجونهم، وإن لم يكن الاعتقالات والأسر فالمداهمات لمنازل المواطنين وانتهاك الحرمات وإن لم يكن ذلك فالاستيطان وبناء منازل سكنية ومعسكرات، وَأَيْـضاً جعلوا من الصعب عليهم ممارسة شعائر دينهم في المسجد الأقصى، كُـلّ أنواع الإجرام وَالخباثة التي تسري في جسد العدوّ الإسرائيلي، فهي اليوم خرجت وتجلت بكل وضوح وبالرغم أن القرآن الكريم قد فضحهم فَــإنَّ كُـلّ ذلك ظهر على مرأى ومسمع العالم.
رأينا بِأُمِّ أعُيننا تِلك الوحشية التي يمارسها اليوم الإسرائيليون بِحق المدنيين؛ فالمباني دمّـرت وهُدِمت فوق رؤوس ساكنيها، ولم يكتَفوا بِذلِك فبرغم أن النازحين فروا من هول القصف ومن هول صواريخهم، لَكِنهم سرعان ما صبوا جام صواريخِهم عليهم ليتحوّلوا إلى أشلاء تتطاير في السماء، ليقولوا لهم: نَحنُ لا نُرِيد لِأحد أن يبقى على قيد الحياة، نُرِيد أن ننفِيَكم، نُرِيد أن نستأصلَكم.. هذا لسانُ حال العدوّ.
شَاهدنا ما حصل من مجازر بشعة قنابل وصواريخ فسفورية محرمة دوليًّا إلا في الشعب الفلسطيني فَــإنَّها مُحللة، بأي ذنب قُتلت تِلك الطفلة الصغيرة التي لا تزال في سن مُبكرة، بأي ذنب قُتل ذلِك الطفل الذي يُرِيدُ أن يعيش مثل بقية الأطفال هل ذنبهم أنهم فلسطينيون؟! هل ذنبهم أنهم من غزة ومن بيت المقدس؟! هذا هو ذنبهم! أليس كذلك أم أنكم لم تقدروا أن تواجهوا المجاهدين؟ فأردتم أن تصبوا جام غضبكم وحقدكم على الأطفال والنساء.
فهُناك مُجاهدونا الأشاوس يُسطرون أروع البطولات وينكلون بهم أشد التنكِيل ويمرغون أنوفهم بالتراب فهزموا شر هزيمة ملأت صداها العالم، وعندما لم يستطع العدوّ مواجهة رِجَالنا في محور المقاومة عاد لقتل المواطنين بكل وحشية وتدمير وهدم كُـلّ ما يجده أمامه.
الحرب في فلسطين تتعدد صورها، ومنها قطع العدوّ للكهرباء والغذاء والدواء أليس هذا من أكبر الحروب والمجازر المروعة.
إن الأطفال يموتون؛ بسَببِ انقطاع الأكسجين والهجوم على المستشفيات، قتل الأطباء الذين ينقذون المصابين من القصف واستهدف الصحفيين الذين يوثقون جرائمهم؛ فهم بِكل هذا يُريدون أن يمحو كُـلّ من لديه مشاركة في فلسطين سواء كان بالصوت الحر أَو بالتوثيق للجرائم أَو بالإعلام، لسان حال الإسرائيلي يقول لن يسلم أي مقاوم ضدنا فبهذا يُريدون أن يستولوا على فلسطين بالكامل؛ فمن نجوا من القصف والمجازر الدموية يُرِيد أن يهجرهم ويبعدهم عن أرضهم وعن مقدساتهم ومنازلهم؛ فهذا هدفهم منذ أعوام فأتت الفرصة لهم؛ لكي يقتلوا ويهجِّروا من تبقَّىٰ.
إن خطط التهجير كانت خططا معدة قبل بدء العدوان على غزة فهم يسعون لتهجير كُـلّ الفلسطينيين؛ ليسهل عليهم الاستيلاء على غزة؛ فخطتهم للتهجير إلى سيناء مصر كانت 1956هـ لكن هذا المخطّط الذي تم رفضه وَأَيْـضاً فشله لسنوات، طُرح مجدّدًا في الثمانينيات في عام2019م ضمن “صفقة القرن” التي حاولت أمريكا جاهدةً فرضَها والآن كما نشاهد ينفذون خطةَ التهجير من غزة بالقوة.
وثيقة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين تضمنت إخراجَ الفلسطينيين إلى مصر بشكل قسري وَدائم، كما أشَارَت الوثيقة الإسرائيلية كيف يتم التهجير فالمرحلة الأولى يتم إجلاء سكان غزة إلى الجنوب وستركز على الضربات على الجزء الشمالي، أما المرحلة الثانية فيبدأ الزحف البري واحتلال غزة بالكامل أَيْـضاً الترويج لحملة تدفع الفلسطينيين للموافقة على الهجرة أَيْـضاً تنص الوثيقة على الاستعانة بواشنطن للضغط على مصر لقبول المهجرين من غزة وهم منذ احتلالهم الأرض المقدسة وهم يخططون لكل هذا، ونحن نعلم نفسيات اليهود ونعلم ما يكنُّونه من حقد دفين للمسلمين؛ لذلك نتوقع منهم أي إجرام؛ فقد فضحهم القرآن وتكلم عن نفسياتهم وفسادهم وعدم انصياعهم للحق.