المقاومةُ الشعبيّة

 

إبراهيم عبدالرحمن النجحي

أريد أن أطرق البابَ على عنصر مهم، إن لم يكن أهم عنصر في تفعيل ثقافة الجهاد والاستشهاد، إلا وهو تفعيل دور المقاومة الشعبيّة المدنية في كُـلّ بقاع الأُمَّــة العربية والإسلامية.

تكلم السيد في أول ظهورٍ له بعد عملية اجتياح غزة عن أن هناك خللًا في شعوب وواقع الأُمَّــة العربية والإسلامية؟ كيف ترى كُـلّ هذه الدماء الزكية التي تُراق في غزة ولا تنفر ثقالاً ولا خفافاً!

نعم هناك خلل في هذه الأُمَّــة، والسبب يعود إلى دهاء الصهاينة ونقص وعي الشعوب العربية، فقد وضع الصهاينة استراتيجية فكرية واجتماعية وإعلامية استهدفت وعي الإنسان العربي في العمق بمسخه من واجباته الدينية التي نتج عنها القبول أَو على الأقل التغافل عن تدنيس الأرض المقدسة بأقدام اليهود، والاعتراف بهم كدولة أمر واقع بل والتطبيع معهم، طمسوا مفهوم الانتماء العربي؛ الأمر الذي أصحبت الشعوب تقف عاجزة مُكبلة أمام ما يحدث من جرائم الإبادة بحق إخواننا الفلسطينيين بشكل خاص.

نعم، استهدف الصهاينة الشعوب العربية بشكل مباشر لمعرفتهم أنهم حجر الزاوية في الاستنهاض وردع المشروع الصهيوني في الاستيطان بأرض الميعاد -وكان لهم ذلك في بتر إرادَة الشعوب- إلى الحد الذي لم تعد تهتمُّ سوى بالقوت، باستثناء الشعب اليمني الحر الذي خرج عن المعادلة وقلب الطاولة على رؤوس الصهاينة ليعودوا إلى نقطة البداية، فرغم معاناة وفقر ومحاصرة الشعب اليمني وما يمر به من أحداث لم تُثنِه عن القيام بواجبه الديني أمام قضية القدس، ليكونوا هم السباقين لكسر سكون ورضوخ الشعوب والأنظمة العربية.

ونحن هنا نعوّل وندعو محور المقاومة للتحَرّك الاستراتيجي لمحاربة الفكر بالفكر واستعادة زمام ودور الشعوب العربية وخاصة المحادة للكيان الغاصب لتكون متساندة ومعاضدة مع المقاومة المسلحة لمحور المقاومة، وذلك بتفعيل الهُــوِيَّة الإيمانية ووجوب الجهاد والاستنهاض والخروج عن وضع السبات والاستلاب لإرادتهم وإرغام أنظمتهم على السير وفق توجّـهات شعوبهم المناهضة للتطبيع بل وتحرير القدس الشريف.

فعلى محور المقاومة بناء غرفة عمليات مشتركة عربية، إسلامية تعمل على الاستقطاب وصناعة شخصيات متبصرة تكون نواة للمجتمعات لإعادة تأهيل وتثقيف وتعليم المجتمعات بما يترابط مع قضية القدس وثقافة الجهاد والاستشهاد، والعمل على تسخير كُـلّ ما هو متاح وبذل الجهد على كافة الأصعدة حتى تؤمن الشعوب العربية بأهميتها المجتمعية المركزية ودورها الفاعل في الممانعة للكيان الغاضب، إلى الحد الذي يتيقن معه الكيان الغاصب أنه لم يضع أقدامه على تراب القدس وإنما وضع أقدامه فوق لغم سينفجر في أية لحظة، إنهم وضعوا أقدامهم على الأرض المقدسة ليتحقّق وعد الله ووعيده في استئصالهم نصرةً للدين والمقدسات، ونصرةً للهُــوِيَّة العربية ولأبناء الشعب الفلسطيني.

قال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com