الإماراتُ عربيةُ الانتماء، صهيونيةُ الهوى

 

أم الحسن أبوطالب

عقب انتهاء الهُدنة المعلَنِ عنها بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين الكيان الصهيوني، استأنفت آلة الحرب الصهيونية البشعة ممارسة جرائمها ومجازرها الوحشية بحق أهلنا في غزة، وسط فشل المفاوضات لاستئناف الهدنة من جديد والعودة لفتح ملف الأسرى واستكمال الإجراءات لإطلاق دفعات أُخرى من الأسرى من الجانبين.

في مشهدٍ آخر، وفي بلدٍ عربي الانتماء صهيوني الهوى، يعقد ما يسمى بقمة المناخ، المناخ الذي أصبح عند الإماراتيين فيما يبدو أغلى وأثمن من روابط الدين والجوار ووحدة الهُــوِيَّة والانتماء للعروبة والإسلام، بل أصبح للأسف أثمن من دماء أطفال غزة وأشلائهم التي تمزقت دون أن نرى مؤتمراً إماراتياً ينعقد للدفاع عنهم أَو إنصاف مظلوميتهم، أَو إدانة من قتلهم.

ولعل ما يزيد انعقاد المؤتمر كارثية في هذا الوقت الحساس جِـدًّا في مستقبل الحياة والصراع مع العدوّ الصهيوني، هو استقبال ذاك العدوّ بذاته وصفته وإجرامه في أرض الإمارات دون خجل أَو مراعاة لأية اعتبارات دينية أَو قومية أَو حتى إنسانية على أقل التقديرات، وكأن الإمارات لا ترى في إسرائيل عدواً لها؛ باعتبار ما تفعله بإخواننا في فلسطين من مجازر وإجرام.

في الصورة المقابلة بل وعلى العكس تماماً منها تجاهر الإمارات بحبها للكيان الغاصب وتسارع باستقبالها له بالحفاوة والترحيب المسبقين ولا مانع من فرش السجادة الحمراء عند قدومه، ورفع علم دولته القائمة على القتل والنهب في أرضها؛ فالتطبيع جعل من كُـلّ شيء في العلاقة معه مباحًا.

الموقف الإماراتي في مؤتمر المناخ وما أظهره حول المستوى الذي وصلت إليه العلاقة بينها وبين كيان العدوّ الإسرائيلي، يجعل أي توجّـه نحو القضية الفلسطينية أَو الحديث عنها من قبل الإمارات أمراً مشكوكاً فيه، ويخدم أجنداتٍ إسرائيلية مهما قد يظهر العكس من ذلك، لتظل الإمارات ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية هي الأسوأ والأشد انحطاطاً في ذروة السقوط بين الأنظمة العربية العميلة بين دول العالم العربي والإسلامي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com