طريقُ الشهادة أسمى وِسام
علي عبد الرحمن الموشكي
أسمى وِسَامٍ يصلُ إليه المجاهدُ في سبيل الله هو الشهادةُ في سبيل الله، غايةٌ عظيمة وطموحٌ مقدَّس، يتحَرَّكُ أولياءُ الله في دنيا الزول لإقامة الحق وإزهاق الباطل وهم يدركون بوعي المنهجية القرآنية العظيمة، ويحملون على عاتقهم هَــمَّ الأُمَّــة ويخوضون غمرات المنايا، يسابقون الزمنَ لهفة وشوقاً وذوباناً لرضا الله، متجرَّدِينَ عن الأهواء والأطماع الدنيوية، يعرفون حَقَّ المعرفة قيمةَ النعيم الدائم لمن يسعى في رضوان الله في الدنيا وفي الآخرة، جنَّدوا أنفسَهم كالبُنيان المرصوص في مقاتلة أعداء الله.
يتحَرّكون تحتَ راية أعلام الهدى (عليهم السلام)، مسلِّمين بالقول والعمل، لا تغُرُّهم الأطماعُ والأهواءُ، ولا تهُــزُّهم العواصف، يزدادون إيماناً عند مُلاقاةِ أعداء الله مهما كان جمعُهم من عتادٍ وعديد؛ فهم بالله واثقون، وعليه معتمدون، وبلقائه يرغبون.
مهما كانت الصِّعابُ ومهما كانت الدروب؛ فغايتُهم عظيمة وطموحُهم لا يُقاسُ إلا بتمام تنفيذ التوجيهات الإلهية واستقامة الحياة وعِمارتها وفق توجيهات الله من خلال آياته.
هؤلاء الملخصون من عباد الله، الذين أحبهم ويحبونه وقرَّبهم إليه ضيوفاً معزَّزين يُرزقون أحياءً مستبشرين بالذين يسيرون على طريق الله -سُبحانه- من أول شهيد على وجه الأرض وإلى اليوم، فئةٌ عظيمةٌ تكونُ برفقة الأنبياء والصالحين والأولياء، ألا وهم الشهداء العظماء.
واجبُنا نحوهم يجبُ أن نتخلَّقَ بالصفات التي منحها الله لهم، من خلال الاهتمام بأسرهم أولادهم وزوجاتهم وكفالة أبنائهم ورعاية آبائهم وأُمهاتهم، وتخصيص برامج رعاية تشمل كُـلَّ جوانب الحياة؛ لنحييَ فيهم كُـلَّ مقومات الحياة في المعيشة وَالسكن والتعليم والصحة، وأهمُّ من ذلك السيرُ على خُطاهم ومبادئهم وقِيَمِهم التي ضحوا مِن أجلِها؛ عهداً ووفاءً وحباً والتزاماً وإقامةً للحق وإزهاقًا للباطل في الحياة، متولين الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى، قولاً وعملاً كالبنيان المرصوص؛ لأَنَّ دماءَهم مصابيحُ نور تضيءُ دروبَ الحياة وتزيحُ من واقعنا سُحُبَ الضلال والشرك والنفاق.