لماذا الصمت؟

 

عبدالسلام عبدالله الطالبي

ما الذي أصاب أُمَّتَنا العربيةَ والإسلامية حتى يخيِّمَ الصمتُ على حكامها والأعداء تتجرّأ وتتمادى في طغيانها وجبروتها، والعدوّ الإسرائيلي يمعن في قتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة الجريحة والمكلومة!

أيةُ عروبة ينتمي إليها هؤلاء الزعماء؟! وأية حياة يبحثون عنها؟! بل وأي أمن وأي خلاص ينتظرونه وحال فلسطين على ما هو عليه اليوم من دمار وحصار وقتل ودمار وإهدار للكرامة والإنسانية؟!

حَرِيٌّ بهم أن ينتفضوا ويستفيقوا من غفلتِهم، ويتحرّروا من ذُلِّهم وهوانهم وصمتهم؛ ليتبنوا مواقفَ مشرِّفةً تدفعُ عن أبناء جلدتهم الظلمَ والبطشَ الإسرائيلي الذي يتعجرف بغطاء أمريكي وبريطاني وللأسف بدعم خليجي مكشوف في تواطؤه وتجرده عن إنسانيته!

ألا تستحقُّ دموعُ وأشلاء أطفال فلسطين التي نشاهدُها يوميًّا على شاشات التلفزيون أن نغضَبَ، وأن نتحَرّك ويكون لنا موقفٌ كقادة بلدان عربية وإسلامية، موقفٌ نضمِّد به جراحهم وننتقم لهم ممن حرموهم بسمتَهم وطفولتهم؟!

إن صمتَ الحكام المهين يبعَثُ على الدهشة والغرابة من هكذا هوان وذل واستكانة -وكأنهم في عالم آخر- أمام أبشع عدوان يشهده واقع أمتنا اليوم! ألا يخجلون من أنفسهم!

أية راحة يهنؤون بها والأبرياءُ في قطاع غزة يرتقون شهداءَ يوميًّا بالمئات؟

لن يعفيَهم الله عن صمتهم وخنوعهم وسيُسألون.

أيها الحكام ها هو شعب الإيمان والحكمة قد قرّر على نفسه أن يكونَ له موقفُه العملي والصريح في الدفاع عن إخوتنا الفلسطينيين فماذا أنتم عاملون؟ وما سِرُّ جيوشكم الرابضة في مواقعها، إن كانت لا تجدي نفعاً أمام هكذا حروبٍ وحشية وظالمة لا ترعى للإنسانية كرامةً، ولا تبقي للعربي حُرمةً، انتفضوا وأعلنوها ثورةً مدويةً في وجه الطغيان الإسرائيلي الذي قد يعاود إجرامه عليكم؛ بفعل صمتكم وخنوعكم.

ما لم فَــإنَّكم خاسرون، وإن غداً لناظره قريب، ومن أعان ظالماً أُغرِي به.

واللهُ المستعان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com