غزوةُ الخندق.. بين الأمس والحاضر
غمدان صالح العزكي*
رجعت إلى تاريخ الرسالة المحمدية وبالذات معركة الخندق (الأحزاب) التي تحالف فيها المشركين واليهود والمنافقين للقضاء على الإسلام والمسلمين، حَيثُ إن الجميع يعلم ماذا حدث في بداية المعركة؟ حين قفز كبير مقاتلي قريش ذاك الوقت عمرو بن ود العامري وكان يمثل الشرك كله، فنادى رسول الله -صلوات ربي عليه وعلى آله- ثلاث مرات لأصحابه، قائلاً: من لعمرو وأنا ضمين له الجنة، فسكت كُـلّ من كان حول رسول الله ولم يحركوا ساكناً ولم يجب إلا الإمام علي -عليه السلام-، أنا يا رسول الله، أنا يا رسول الله، أنا يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله-، برز الإيمان كله للشرك كله، فقتل المشرك عمرو بن ود بضربة قاصمة من حيدرة وبهذه الضربة انتصر المسلمون.
فما أشبهَ تلك القصة وذلك الحدث فيما يحصل اليوم في صراخ وأنين أطفال ونساء وشيوخ غزة وأبناء فلسطين، فجميعهم اليوم ينادون باسم الإسلام والمسلمين ويستغيثون لكن لا حياة لمن تنادي، ومن أول صرخة لبى حيدرة العصر تلك النداءات والصرخات رغم الحصار والعدوان، ورغم المسافة الشاسعة والطويلة، حَيثُ لبى السيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تلك الصرخات بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيَّرة تقصف الأراضي المحتلّة، وتمنع سفن الكيان الصهيوني من الإبحار والمرور في مياهنا الإقليمية، والتي توجت بأخذ واحتجاز السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر” وضرب سفن أُخرى.
الشعب اليمني ومن خلفهم القائد العظيم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والقوات المسلحة، لن يألوا جُهدًا بأن يقفوا مع أبناء الأُمَّــة الإسلامية يدافعون عن عزتها وكرامتها، غير آبهين بسكوت المتخاذلين والمتآمرين والمطبعين والعملاء من الأعراب الأشد نفاقاً وكفراً.
فما حدث في غزوة الخندق قبل 1400 عام، ها هو اليوم يتكرّر في عصرنا وزماننا من جديد، فلن ينصر الإسلام ويهزم الأحزاب إلا آل بيت رسول الله، فسلامٌ عليك يا سيد العصر وحيدرة اليوم أبا جبريل.
* مدير عام مديرية ملحان