قبلةُ المجد للعَلَمِ الفَـذّ (عبدالقوي الجَبري)
وردة علي الرميمة
على تراب المخاء وبين رمالها داست أقدام الشاب العشريني تلك الطينة الحمراء على أرض تعز كربلاء، من لبست جلباب الفضيحة على أيدي مرتزِقة العدوان؛ ليواجه مشاريع الاحتلال الإماراتية، والمشروع الماسوني الأمريكي.
يصد الغزو عن بلده المنكوبة، ويدفع عنها أخلاق داعش المتوحشة، ليقع في أيدي التوحش، فيصدق فيه كلام الله عز وجل: (أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) دفن حياً، وماتت قلوب من دفنوّه وهو يرفض أمام الكاميرا أن يستجيب لطلبات القتلة بأن يشتم قياداته، أي قائد ذاك الذي تكن له المهابة، أي عظيم أنت أيها الشاب الذي تلوح اليمن في كُـلّ قسمةٍ من قسمات وجهه؟!
أية صلابة، أية شجاعة، أية قوة، أي نبل، وأية نخوة كنت عليها!
رسالة عز في زمن التخاذل لم يسبق للتاريخ أن خلّد قصصًا لزعيم أَو قائد على مر العصور.
السيد عبدالملك بدر الحوثي، هو علم الأُمَّــة، من حظي بقبلة الفخر في آخر أنفاس يتلفظ بها مجاهد تحت أزيز الرصاص وتحت أسباط الخزي والعار المتلعثم بخيوط الأموية النكراء، أحداث تتكرّر ومآسٍ تترجم بلباس الذل والمهانة للفكر التكفيري الذي ما زال يجر ثقافته التي تجردت من حروف القرآن الكريم.
دفن الأسرى وهم أحياء هي قصة صراع نادرة بين الحياة والموت، والموت والحياة، لينهي مشواره بحياة أبدية، تاركاً له بصمة على جدران الزمن بكبرياء المنتصر وشموخ الأسود في أقفاصها، يطلق قبلةً لقائد لم يدفع له مقابلًا أَو يشتري ولائه بمال، إنما هي ثقافة القرآن التي غرست في نفس كُـلّ مجاهد ترجم معاني القرآن وسمع لنداء الرحمن ملبياً قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).
عبد القوي الجبري صرخ في وجه شذاذ الآفاق وعبيد المال والدرهم نعال الغازي المحتلّ، وقد سطر فوارق ما بينه وبين من باع نفسه لأجل المال من بين التراب وقد أسدل الموت خيوطه واحتوى جسداً قد حلقت روحه في ضيافة الرحمن، في موقف يعجز العاقل واللبيب على شرح تفاصيله، يلتفت هنا وهناك ثم يرفع رأسه إلى عنان السماء، وقد امتلأ قلبه يقيناً، والنور الإلهي قد احتضنه والمدد الرباني قد بدَّلَ خوفَه أمناً، وأصداءً لأصوات خفافيش الظلام تطلق صواريخ الحقد الدفين على مسامعه “سب عبدالملك سب عبدالملك!!” فيخاطب تراب الأرض خجلاً مما يسمع ويرسل أمرًا لأصابع يده اليمنى أن تجمع ليرسل قبلةً تخرج بين التراب تبعثر آمال العدوان وكلّ مرتزِقته كصاروخ بركان يبعثر التراب ليصيب به العملاء بحيرةٍ وخيبة وهزيمة، ومن العيش في ظل فرعنة الصغار الإماراتيين ومرتزِقتهم ذلاً ومهانةً.