يا ليتني كنت معكم فأفوزَ فوزاً عظيماً
سهام محمد
عن سيرةٍ عطرة بل عن قافلةٍ للعظماء تغمر أرواحنا البائسة بنورها الأبدي لتعطيها الدروس والعبر، لعلها تستفيق من غفلتها وتسارع لمواكبة قافلة العطاء، وتفوز فوزاً عظيماً.
جميعنا يتساءل ما السر العظيم لهذه الابتسامة لهؤلاء السعداء؟، يتبسمون لعظيم بهجتهم بحياةٍ يتنعمون فيها برزقٍ غير منقطع، يتبسمون لنيلهم شرف الضيافة عند خير مضيف، نعم فلتتبسم شهيدي فزت ورب الكعبة، قال تعالى: (فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَـمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، هنيئاً لكم رفقة الأنبياء والصديقين.
عظماء بعظيم عطائكم، كرماء جدتم بأغلى ما تملكون، بعتم من الله وقَبل الله بيعكم، فأي شرفٍ كبيرٍ ذاك الذي نلتموه؟
سماكم الله بالمحسنين وقابله بالإحسان، فهو القائل عز وجل: (هَلْ جَزَاءُ الْإحسان إِلَّا الْإحسان)، تحَرّكتم غير آبهين متزودين بسلاح الإيمان، نصرة لدين الله، ونصرة للمستضعفين، تاركين وراءكم كُـلّ ما لذ وطاب؛ لأَنَّكم تعلمون بأنها ملذات فانية، فاستبدلتموها بلذةٍ ألذ من الماء البارد في يومٍ صائف، حياة باقية إلى ما لا نهاية، لنيل الأهم رضوان من الله وجنةٍ عرضها السماوات والأرض.
يا ليتني كنت معكم فأفوزَ فوزاً عظيمًا، الشهداء بدمائهم عبّدوا لنا طريق العزة والكرامة، ورسموا لنا بتضحياتهم نوراً به نفرق بين الحق والباطل، فلنمضي على نهجهم وسيرتهم كالصواريخ لنفوز فوزًا عظيماً في الدنيا والآخرة.