اليمنُ ينتصر لفلسطين ويقصف السفن الصهيونية في البحر الأحمر

 

محمد علي الحريشي

نفذ اليمن تهديداته العسكرية بحضر السفن الصهيونية من المرور عبر باب المندب والبحرين الأحمر والعربي، لم يكتفِ اليمن ببيانات الشجب والتنديد ضد الجرائم الوحشية التي يرتكبها جيش العدوّ الصهيوني في نساء وأطفال الشعب الفلسطيني، بل أصبح القول يتبعه العمل.

القيادة اليمنية في مناصرة الشعب الفلسطيني مواقفُها نابعة من أسس إيمانية راسخة، وليست مواقف قائمة على قواعد علاقات المصالح السياسية والاقتصادية التي تخضع لمعايير الربح والخسارة، الهجمة الأمريكية الصهيونية على الشعب الفلسطيني، هي هجمة خطيرة تستهدف الوجود الفلسطيني ليس من قطاع غزة فحسب، وليس القضاء على المقاومة الفلسطينية، بل الأهداف كبيرة وخطيرة منها؛ إنهاء القضية والوجود الفلسطيني من غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، حتى تعيش دولة اليهود في بحبوحة وأمان.

الهجمة الصهيونية والمجازر البشعة والدمار الشامل في قطاع غزة يسير وفق مخطّطات أمريكية، بشرت بها الإدارة الأمريكية السابقة في عهد الرئيس الأمريكي السابق «ترامب» تحت مسمى «مشروع الديانة الإبراهيمية»، التي تعني إنهاء القضية الفلسطينية، الديانة الإبراهيمية هي مخطّط أمريكي صهيوني شامل يمشي وفق مسارات مزمنة سياسية واقتصادية وثقافية، المشروع الإبراهيمي هو ليس ديانة جديدة كما يفهمها البعض، هو برنامج يستهدف طمس القضية وإنهاء الوجود الفلسطيني، معناه دمج دولة وشعب الكيان الصهيوني المحتلّ بالمنطقة، بحيث يكون هو مركز الثقل والمتحكم بالمنطقة (منطقة الشرق الأوسط) عسكرياً وسياسيًّا واقتصاديًّا وعلمياً، ولهذا تم ربط عدد من الدول الخليجية بالمشروع الإبراهيمي، الذي يبدأ بالتطبيع مع دولة الاحتلال، ثم يتدرج إلى مشاريع اقتصادية وتنموية عملاقة، تربط المنطقة بالكيان المحتلّ عبر إقامة مدن صناعية عملاقة مثل مدينة نيوم في خليج العقبة.

هذا المشروع بشر به رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق «شمعون بيريز» مشروع الدمج الاقتصادي، وفتح قناة بحرية جديدة موازية لقناة السويس تربط خليج العقبة بالساحل الفلسطيني الغربي على البحر الأبيض المتوسط تسمى قناة بن غوريون، ومن المشارع الإبراهيمية مد خطوط سكك حديدية، تربط موانئ الخليج بموانئ كيان العدوّ المحتلّ، على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

أمريكا والكيان المحتلّ رأوا أن هناك عراقيل تعيق المضي في مشاريع التطبيع والمشروع الإبراهيمي، وهي القضية الفلسطينية وقوى محور المقاومة، معظم أنظمة الخليج والدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان المحتلّ منخرطين في مشاريع التطبيع والمشروع الإبراهيمي، عبر برامج الترفيه والانفتاح التي تتبناها إحدى الدول الخليجية، ومنخرطين عبر إشراك الوفود السياسية والاقتصادية الصهيونية في مؤتمرات واجتماعات دولية وإقليمية وإشراك الفرق الرياضية الصهيونية في المونديالات التي تقام في عواصم الدول الخليجية، منخرطين في المؤامرة على طمس القضية الفلسطينية، هذا ما تجلى بوضوح عبر الصمت العربي المطبق تجاه المجازر الأمريكية الصهيونية في أهالي غزة.

من هنا استشعرت القيادة اليمنية مسؤوليتها الدينية والأخلاقية، وقامت بواجبها؛ مِن أجل إفشال المخطّطات في إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، فقامت بواجبها وأعلنت مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني، تحَرّك الشعب اليمني بمظاهرات ومسيرات جماهيرية مليونية في كُـلّ المحافظات والمدن اليمنية، تمخض الحراك الشعبي عن تفويض شعبي للقيادة اليمنية ممثلة بالقائد العلم السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله-، لاتِّخاذ القرارات اللازمة لمناصرة الشعب الفلسطيني، وردع العدوان، فكانت القرارات الشجاعة، بحضر السفن الإسرائيلية من العبور في باب المندب والبحر الأحمر، حتى يكف العدوان عن الشعب الفلسطيني.

الإجراءات العسكرية التي اتخذتها القيادة اليمنية، هي إجراءات نابعة من مواقف إيمانية مبدئية ثابتة لا يمكن أن تتغير أَو تتبدل مهما كانت ردود الأفعال، حظر السفن الصهيونية وإحراقها في البحر الأحمر سوف يترك آثاراً اقتصادية وسياسية بالغة على دولة الكيان المحتلّ، ربما لم تتوقع أمريكا تدخل القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، التوقعات ناتجة عن انطباعات مسبقة بعدم مقدرة اليمن على شن عمليات عسكريّة تمس بالمصالح الصهيونية في البحر الأحمر.

تعتبر أمريكا قصف أي هدف هناك مسألة خطيرة تهدّد الأمن والسلم الدوليين، وتلحق التجارة العالمية بالضرر، راهنت الإدارة الأمريكية على وجود بوارجها الحربية وحاملات الطائرات والغواصات المنتشرة في البحر الأحمر، كُـلّ ذلك سوف تشكل عوامل ردع تمنع اليمن من التهور والمجازفة وتتحدى أمريكا والإرادَة الدولية.

عامل آخر شكل عدم احتمال تدخل اليمن عسكريًّا لنصرة الشعب الفلسطيني من وجهة النظر الأمريكية، وهو كون اليمن خَرج منهكاً ومحطماً من عدوان دولي استمر 8 سنوات دمّـر كُـلّ شيء وما زال محاصراً وتوجد قوى عسكرية داخلية في المناطق اليمنية المحتلّة مدعومة أمريكياً وخليجياً تتربص بقيادته وحكومته في صنعاء، بناءً على تلك المعطيات لم تتوقع أمريكا والكيان المحتلّ أن يتدخل اليمن أَو يحاول اللعب بورقة خطيرة مثل ورقة البحر الأحمر، لكن بعد العملية العسكرية في البحر الأحمر ضد السفن الصهيونية، أصبح اليمن يشكل رقماً صعباً يحسب له ألف حساب، قصف السفن الصهيونية من قبل القوات البحرية اليمنية سوف تخلط كُـلّ الأوراق، كلنا نعرف أنه من ضمن أهداف العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن على مدى 8 سنوات هو حتى لا يتمكن اليمن من امتلاك القوة والتحرّر من التبعية والهيمنة وبناء دولته المستقلة وبسط سيادته على سواحله ومياهه البحرية خَاصَّةً باب المندب، هذا ما صرح به رئيس وزراء كيان العدوّ «نتنياهو» في الأيّام الأولى من عدوان التحالف على اليمن، لكن بفضل الله خرج اليمن من عدوان 8 سنوات منتصراً، ويمتلك جيشاً قوياً ويمتلك أحدث الأسلحة الجوية والبحرية والبرية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com