تأمَّـلْ في عبارته تجدْ صدقاً
سهام محمد
كأنه الفجر بعد ساعات طويلة من الظلام يبدد بوهج أشعته ظلمات الجهل الأسود، ماحياً بنقاء فطرته تراكمات دامت لعقود وعقود من ظُلمات أولياء الشيطان، مُوقظاً بإنسانيته سُبات ضمائر غافلة، لتتجلى الحقائق في زمن الصمت والخنوع، ملبياً ومسلِماً وواثقاً بمن ذاب في حبه عشقاً، لله الواحد الأحد، منادياً بـ “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
لنتأمل لكلماته النابعةِ من عمق الأحداث، فلقد قالها: (نظرة على كتاب الله ونظرة على الأحداث)، تحَرّك في زمن الخنوع والركوع تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، كيف لا!
وهو يشاهد أُمَّـة الإسلام تُهان وتُذَل، وكيف لا يتحَرّك!؟ وهو يرى أُمَّـة جده محمد -صلوات الله عليه وآله- تُداس بالنِعال على يد أخبث مخلوقات الله، مِن أعداء الله اليهود ومن تولاهم.
كيف لا!؟ وهو خير من استشعر مسؤوليته أمام الله في إنقاذ الأُمَّــة الإسلامية من وحلِ الهوان، نعم هو من تحَرّك بصدق، حَيثُ لا صدق، فلنتأمل لعباراته سنجد الصدق، ولننصت لآهاتهِ فَــإنَّها تفي نطقاً عن الكلمات، فلنُحدِث كُـلّ الأجيال عن حكايته، ولننصف نبل غايته وإنقاذه لنا من غياهب الجُبِ ليُخرجنا من الظلمات إلى النور.
هذا هو القائد الهادي لأمته، وهذا الظامئ الساقي لكي نروى، من حول قدرة التعبير ميداناً، فأشعل جثوة التفكير قرآناً، نعم إنه إمام زماننا وقائدنا العلم السيد/ حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه-، إنه النعمة والرحمة المهداة إلينا، من بفضله بعد الله استفقنا من تيه الثقافات المغلوطة، وعرفنا الله حق معرفته، فهو الدليل لكل الأُمَّــة الإسلامية، هو من علمنا كيف نرجع للقرآن الكريم بتأمل وتطبيق عملي في الواقع، لكي نتحرّر من عبودية الشيطان، لنعبد الله وحده لا شريك له، فلولاه بعد الله ما عرفنا الحق من الباطل.
أتحدث عن صانع الفرسان، صانع الأبطال والشجعان، من حرك العقول والأفئدة بذكر الله، فكيف لا نتولى من حرّك فينا الإسلام الحقيقي صافي ونقي دون شوائب، فهو طريقنا إلى الله ورسوله والذين آمنوا، من بفضله بعد الله تعلمنا أن نقاوم ونجاهد، نعم وبه ها نحن وصلنا إلى القدس، وبه سنحرّرها.
إنه الإنسان الذي نهض بمسؤوليته لإعلاء كلمة الله ونصرة دين الله ونصرة المستضعفين، قائلاً: (أن أتحَرّك في سبيل الله، وإن التحَرّك في هذا الميدان، هو يتطلب مني أن أصل إلى استعداد إلى أن أبذل نفسي ومالي، أنا أتحَرّك لأحقّق النصر لدين لله والعمل لإعلاء كلمته وإن كان ذلك فداه نفسي ومالي)، فياله من هادٍ ومن ثائر، ويا له من أسدٍ، فلم يأبَهْ ولم يرهَبْ لغير الله، سلام ربي عليه.