اليمنُ يفرِضُ قواعدَ اللُّعبة في المنطقة
فارس السخي
ما حصل في البحر الأحمر هو أن الجيشَ اليمني فتح معركةً ضد الكيان الإسرائيلي وحلفائه الإقليميين والدوليين في الزمان والمكان الذي لم يختاروه هم ولم يريدوا حتى حدوث “عطسة” فيه، وهذا ما سيدفع أمريكا للجوء إلى تحريك أوراقها المحلية المتمثلة في المرتزِقة لقتال الجيش اليمني وَأَيْـضاً في وقت لم تختَرْه أمريكا، وهذا سيؤدي لهزيمة نكراءَ لها ولمرتزِقتها المحليين.
وبعد فشل أوراق أمريكا المحلية ستعمل على تحريك أوراقها الأخيرة، والتي أخفتها في أوساطنا لميقات يوم معلوم، وهذا بقوة الله سيؤدي لإحراق تلك الأوراق في نهاية المطاف؛ لأَنَّ أمريكا ستكون مجبرة على تحريكها في توقيت لم تختَرْه هي أَيْـضاً.
ولأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تحتفظ أمريكا لنفسها بحق الرد وتسعى لتشكيل تحالف إقليمي ودولي لمحاربة جيش سبق لها أن حاربته وحاصرته بواسطة أدواتها المحلية والإقليمية بأسلحة أمريكية ودعم لوجستي ومخابراتي أمريكي لمدة تسع سنوات، وهزموا شر هزيمة أمام هذا الجيش، ليصبح الجيش اليمني اليوم هو من يحاربهم وهو من يحاصرهم وهو من يفرض أسس المعادلة ويتحكم بقواعد اللعبة في المنطقة برمتها، فهو يتميز بسيطرته على موقع جغرافي هام وحساس للغاية يتمثل بمضيق باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي الذي يخنق حركة الملاحة البحرية العالمية عند استخدامه كورقة ضغط، كما أن هذا الجيش اليمني الفتي يمتلك من الجرأة والشجاعة للفعل قبل القول، وللتنفيذ قبل التنديد، ويمتلك ترسانة عسكرية كبيرة ومتطورة، ولديه مخزون بشري كبير من المقاتلين.
لذا فَــإنَّ صوت العقل والمنطق يقول: إن أيَّ تحَرّك أمريكي أَو إسرائيلي ضد اليمن في الوقت الراهن سيكون بمثابة الانتحار بالنسبة لهم ولجميع حلفائهم الإقليميين والدوليين.