صنعاءُ تواصلُ “طوفانها البشري” انتصاراً لغزة بمسيرة كبرى في ساحة باب اليمن
عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي:
الطائرةُ السعوديّةُ لو سقطت خلال مواجهة مع العدوّ الإسرائيلي لكان سقوطاً مشرِّفاً وَلرفعنا لها القبعات
العدوّ الإسرائيلي لا يستطيع شقَّ قناة بن غورين بعد العمليات العسكرية النوعية لليمن في البحر الأحمر
المسيرة – صنعاء
يتدفَّقُ اليمانيون في طوفان بشري متواصلٍ؛ نصرةً لإخواننا في قطاع غزة، الذين يتعرضون لعدوان صهيوني غاشم منذ أكثر من شهرين في ظل صمت عالمي مطبق.
وتوافد الأحرار، يوم أمس، إلى ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء، رافعين الأعلام اليمنية، والفلسطينية، مواصلين مسيرتهم الغاضبة ضد العدوّ الإسرائيلي، وموصلين رسالة إلى كُـلّ شعوب العالم بأن اليمنيين لا يسكتون على ضيم، ولا يقبلون باستمرار طغاة إسرائيل في قتل الأطفال والنساء في غزة، كما رفع المحتشدون مجسمات كبيرة لأبطال فلسطين الأحرار وعلى رأسهم الملثم أبو عبيدة.
وخلال أكثر من شهرين من العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، كان اليمانيون أول من خرج في مظاهرات مناصرة لإخواننا في فلسطين، حَيثُ خرجت أول مسيرة في هذا المكان ساحة باب اليمن في السابع من أُكتوبر؛ أي بعد ساعات من إعلان “طُـوفان الأقصى”، لتتواصل بعد ذلك الوقفات والمسيرات الجماهيرية الكبرى سواءً في صنعاء أَو بقية المحافظات لتحمل العناوين ذاتها والهدف ذاته.
وردّد المتظاهرون في مسيرةِ أمس، الكثيرَ من الهتافات أبرزها شعار الصرخة المعروف (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، وهتافات أُخرى منها (أنتم لستم وحدكم، ساندنا خير قضية، شعب فلسطين الصامد يمضي بالنصر الواعد، ويا أمريكا ما أنتم لن نخضع لأوامركم، وعهد من اليمن الإيمان دعماً دعماً للطوفان، سنواجه كُـلّ الإجرام، وَخيبر خيبر يا صهيون جند الله قادمون).
ومن الهتافات أَيْـضاً التي صدحت بها حناجر الأحرار في ساحة باب اليمن بصنعاء: (للشعوب الثائرة جاء وعد الآخرة، أمريكا وبني صهيون مجرمون مجرمون).
وابتدأت فعاليات الاحتشاد الجماهيري بآياتٍ من الذكر الحكيم، ثم وقف الجميع شامخين لترديد النشيد الوطني.
كلمةُ الحوثي.. رسائل لأكثر من جهة:
وخلال المسيرة الجماهرية ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، خطاباً موجَّهاً للجماهير المحتشدة حمل في طياته الكثير من الرسائل للداخل والخارج، مقدِّماً شكرَه للجماهير اليمنية التي لم تتوانَ ولم تكسل في الخروج مناصرةً للشعب الفلسطينيّ وللقضية الفلسطينية، وحيا هذه المواقف، مؤكّـداً أنها مواقف الرجولة، والعزة والإباء والإيمان والشموخ.
وتطرق إلى بعض التساؤلات التي يطلقها البعض، ومنها ما الذي يمكن أن نفعلَه لنُصرةِ إخواننا في فلسطين، مُشيراً إلى أن هناك الكثيرَ من الخطوات في هذا الجانب أشار إليها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي –رحمه الله- والسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأخير، ومنها تفعيل سلاح المقاطعة، ومعركة الوعي، داعياً إلى عدم التوقف وأن نتحَرّك في كافة المستويات، وأن تكون الفعاليات والزخم الشعبي مُستمرًّا، وألا ننظر للقتلى كأرقام.
وقال: “يجب علينا أن نكون دائماً ممن يحمل الهَم والمسؤولية، وأن يشعر كُـلّ إنسان أن لديه موقفًا”.
وبارك الحوثي كُـلّ الخطوات التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية في استهداف العدوّ الصهيوني سواءً عن طريق الطائرات المسيَّرة والصواريخ الباليستية، أَو العمليات الكبيرة في البحر الأحمر، موجهاً كلامه لتلك القوات بقوله: “لقد تحَرّكتم تحَرّكاً كَبيراً ولا يزال الفعل متزايداً”.
كما وجّه خطابه إلى المرتزِقة ورعاتهم السعوديّين والإماراتيين، الذين يسخرون من الموقف اليمني المساند لإخواننا في غزة، قائلاً لهم: “اعملوا نفسَ المواقف ونحن سنقبلكم رؤوسكم”، مواصلاً حديثه بالقول: “نقول للمرتزِقة: أحرِجونا بمواقفَ أكثر من هذا الموقف، وليكن الإحراج تجاه عدونا وعدوكم الإسرائيلي، كما نقول للسعوديّة التي تزعم أنها دولة عظمى، أحرِجونا جزاكم الله خيرًا”.
وأشَارَ إلى الطائرة السعوديّة التي سقطت في مهمة تدريبية في ظهران الجنوب قبل أَيَّـام، مؤكّـداً أنه لو كان هذا السقوط في مواجهة العدوّ الإسرائيلي لكان سقوطاً مشرّفاً، ولرفعنا القبعات، ولعفينا السعوديّة عن جرائمها في اليمن، مستدركاً بقوله: “ومع ذلك لا تزال الفرصة متاحة وعلى طيران التحالف الذي أغار على اليمن أن ينفذ مهمته ضد إسرائيل”.
ووجّه رسالته للمصريين قائلاً: “قناة بن غوريون أصبحت الآن من الماضي”، مؤكّـداً أن العدوَّ الإسرائيلي لن يستطيع شق قناة بن غوريون بعد العمليات العسكرية النوعية في البحر الأحمر”، لافتاً إلى أن الحديث عن طريق بري من دبي إلى حيفا يستوجب على الدول العربية ألا تقبل بذلك.
وتحدث عن الصور المؤلمة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، لنازحين في قطاع غزة وهم معصوبو العيون وبدون ملابس، مؤكّـداً أن هذا هو منهجهم اليهودي.
وفيما يتعلق بالتحَرّكات الأمريكية في البحر الأحمر قال الحوثي: “عندما نرى حاملات الطائرات الصينية تتواجد في المياه الدولية أمام جزر وموانئ أمريكا سنعلم أنكم تطبقون قانون أعالي البحار”، لافتاً إلى أن الشعب اليمني لا يمكن المزايدة عليه لا في الموقف ولا في غيره، قائلاً: “على وزير الخارجية الأمريكي أن يشاهد جريمة تجريد الفلسطينيين من ملابسهم”.
وأكّـد الحوثي أن التهديد بإنشاء تحالفات في البحر الأحمر ضد اليمن لا قيمة له، وهو يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقبل البيان الختامي ألقى الشاعر الكبير صقر اللاحجي قصيدة نالت استحسان المحتشدين.
بيانُ المسيرة:
وعبّر البيانُ عن مباركة الشعب اليمني، للعمليات العسكرية المتصاعدة للقوات المسلحة في البحرين الأحمر والعربي واستهداف السفن الإسرائيلية وما تحقّقه القوة الصاروخية والطيران المسيَّر في استهداف الأراضي المحتلّة، كما يشد على أيديهم بمواصلة هذه العمليات المباركة التي تشفي صدور المؤمنين في كُـلّ أنحاء العالم؛ نصرةً لإخوانهم في فلسطين حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين.
واستهجن بيان المسيرة تصريحات الخارجية الأمريكية بأنه لا دليل على أن إسرائيلَ قتلت مدنيين في غزة، مؤكّـداً أن هذه التصريحات تبعث على السخرية، وهي كمن يحاول حجب ضوء الشمس بغربال، بل تدل على الفشل الأمريكي والإسرائيلي في تبرير الجرائم الصهيونية في فلسطين والتي أسقطت شعارات الحقوق والحريات التي يتشدقون بها.
وعبّر عن تثمين الشعب اليمني صدور القانون الذي يحظر ويجرّم الاعترافَ بكيان العدوّ الصهيوني والتطبيع معه والذي وقعه فخامة الرئيس مهدي المشاط، قبل أَيَّـام؛ باعتبار ذلك خطوةً مهمة في الاتّجاه الصحيح لما يجب أن تكون عليه العلاقات الدولية المبنية على أسس صحيحة ومنهجية وسليمة.
وأوضح أنه “وفي ظل المناخ العالمي الملوث بالجرائم الصهيونية وفي الساعات الأولى من استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد إخواننا في فلسطين كانت بعض الأيادي العربية من بعض الزعماء تصافح اليد اليهودية الصهيونية لرئيس الكيان الصهيوني الملطخة بدماء الأطفال والنساء في فلسطين، وهذه المواقف تمثل وصمةَ عار وخزيٍ في جبين كُـلِّ مَن حضر وشارك وساند تلك القمة”.
وجدَّد البيان الدعوة للاستمرار في حملة المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهم على المستوى المحلي والعالمي، مشيداً بمستوى الاستجابة الشعبيّة والرسمية للتفاعل مع هذه الحملة.