من منطلق لا تقولوا “راعنا”
بشرى خالد الصارم
من محاور المقاطعة؛ أشخاص أُصيبوا بمرض الانهزامية، أُصيبوا بلعنة العصر والقرن وأُصيبوا بخزي الدنيا والآخرة، وعار على الأرض وتحت الأرض
أشخاص كانوا وما زالوا أياديَ للعدوان الأمريكي والصهيوعربي داخل الوطن وخارجه، مستخدمين شتى وسائل الحروب، وأهمها وأقواها وأخطرها هي الحرب الإعلامية وحرب مواقع التواصل الاجتماعي بما يخدم العدوّ ويخدم مصالحه، فكما نعرف منذ بدء “طُـوفان الأقصى” فقد سقطت العديد من الأقنعة التي كانت تموه لهذه القضية وتثير الشكوك فيها وتحاول طمسها ومحيها من ذاكرة الأُمَّــة، وأخطرها “الحرب الإعلامية النفسية الشعواء”.
هناك من يثير الشكوك حول مواقف الأُمَّــة ومحور المقاومة وينشر أخبار تُنقص من حجم هذه المقاومة وتُفقد توهجهم في قلوب الكثيرين، وَتعمل على فتح قنوات إخبارية تخدم هذا العدوّ وتوسع نشاطه وترغب في متابعته عن كثب، فتقوم بتوزيع إعلاميين على مواقعهم وبث أخبارهم من هذه المواقع دون أن يلمسهم أذى أَو أن يتم مهاجمة قنواتهم وإغلاقها، أَيْـضاً يتم نشر أخبار العدوّ وما قام به وما ارتكبه في حق الفلسطينيين دون ذكر خبر واحد عن المجاهدين الأشاوس سواء في فلسطين أَو في بقية دول المقاومة، وهذا له تأثيره في تثبيط عزيمة المتابع لهم وهد ثقته بهذه المقاومة، وزعزعة صموده وإخافته من هذا العدوّ الصهيوني وكأنه يقول هكذا سيكون جزاء كُـلّ من يقف ضد إسرائيل واتباعها، فضللوا الحقائق وطمسوا الأحداث، ووسعوا رقعة العدوّ، وهذا هو أخطر من حربهم الميدانية فبها وسعوا حروبهم وشملت كُـلّ بيت وكل فكر وكل شخص،
ومن صور إرهابهم العديدة؛ وضعوا بما يسمى “الذباب الإلكتروني” وهذا عمله عبارة عن تكملة عمل هذه القنوات الخبيثة، من حَيثُ نشر مواقعهم الإخبارية الدنسة وبث فيها كُـلّ مَـا هو كاذب عن الواقع الميداني، من حَيثُ أخبار تضليلية وهمية ومقاطع كاذبة ومفبركة ومُهيأة بما يخدم مصالحهم ونشر كُـلّ مَـا هو للعدو وشطب كُـلّ مَـا هو للمجاهدين والثوار، وَأَيْـضاً عمل مجموعات في مواقع التواصل منها الواتس أب والتليجرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي بدورها تقوم بتوسيع نقاط الخلاف، وزعزعة الأمن الداخلي بين الصفوف، ونشر الانهزامية في نفوس الأُمَّــة العربية والإسلامية، وتكبير حجم العدوّ وتضخيم إجرامه من عرض أدواته الحربية وعرض مجازره غير آبهين بالضحايا الفلسطينيين، ونشر مقاطع باكية واستنجادية من الأطفال والنساء للتأثير فقط على النفسية العربية والإسلامية؛ على أن هذا العدوّ جبار لا يُهزم ولا يُغلب، ثم التأثير على فكر القراء من كُتاب ومُحللين وناشطين وسياسيين مرتزِقة خونة للوطن وللعروبة، ما هم إلا أيدٍ لهذا العدوّ يحركهم كيف يشاء ويُملي لهم بما أراد، فيقومون بتصغير جهود المقاومة في جنوب لبنان وفي العراق، والأعظم هو محي وتكذيب وتشكيك في كُـلّ عمل جهادي للقوات المسلحة اليمنية منها الصاروخية وَالبحرية والجوية، فعملهم فقط تسليط الضوء على إجرام العدوّ ومجازره وترساناته وأدواته الحربية لكي يرهبوا المجتمع وينشروا الرهبة والخوف من هذا العدوّ ويعظموا مكانته وقدرته وأنه هو المتحكم على العالم وعلى الشعوب كلها، وبالحقيقة مَـا هو إلا قشة أمام كُـلّ مجاهد،
ومن جوانب تأثيره أَيْـضاً؛ هو الوسط المجتمعي وزرع فيه خلايا لا نقول عنها نائمة بل متيقظة في زرع بذورها الخبيثة في كُـلّ خطوة لها، على الطريق على حافلات ومواصلات النقل، على المجالس والمقاهي والتجمعات، عملها هو نشر ما تبقى من سموم الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وتوطيد عملها وتطبيقه ميدانيًّا وبشكل مباشر وَوجه لوجه، فيقوموا بتضليل الحقيقة وتهويل ما يقوم به هذا العدوّ، ونشر في نفوس القاعدين حوله روح الانهزامية، والعجز أمام هذا العدوّ وَأمام قوته وأمام أسلحته، ونشر أقاويل بأن المقاومة مهما صبرت وتحملت مصيرها هو الانهزام والانتهاء أمام هذا العدوّ الطاغي الباغي، فيثيروا في نفوس من حولهم الشك بأحقية هذه القضية وفي مصداقيتها وفي ضرورة التصدي لعدوها والتغلب عليه، وأنها ليست قضية أُمَّـة مادام وأنها تُسبب هذه الحروب والأزمات في أبنائها وتسبب بقتلهم وبموتهم وبدمار بيوتهم، ولو أنهم سكتوا واستجابوا للعدو لكان خير لهم وأنفع لبقية الدول المجاورة-حاربهم الله-
والكثير من أعمال هذه الأيدي الدنسة، الملوثة بمال الفجار الكفار، التي تثير الفتن وتزعزع الأمن وتَضلل الحقائق.
أمرنا الله عدم استخدام كلمة “راعنا”؛ لأنها لليهود، وكذلك أمرنا سيدنا وقائدنا عبدالملك الحوثي سلام الله عليه في العديد من خطاباته ومحاضراته بمقاطعة بضائعهم ومنتجاتهم، فكذلك وجب علينا حتماً مقاطعة قنواتهم الإخبارية ومواقع تواصلهم وحتى مجالستهم والتحدث معهم فهذا أَيْـضاً نوع من المقاطعة، وهي طريقة عظيمة لخذلان مخطّطاتهم وإفسادها على أرض الواقع وعلى الوسط الإعلامي والمجتمعي والأسري، والله الله في الوعي والبصيرة.