الإرهابُ أمريكي قبلَ الفيتو وبعدَه
بقلم ـ هاشم أحمد شرف الدين
الفيتو الأمريكي ضد قرارٍ أممي سعى لإيقافِ إطلاق النار في غزة لأغراضٍ إنسانية يؤكّـد المؤكّـد، وهو أن جرأة الإمبريالية الأمريكية لا تعرف حدودا، فقد أساءت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً استخدام نفوذها وهيمنتها في الأمم المتحدة لتمكين إسرائيل من القمع الوحشي للشعب الفلسطيني. لكن هذا النقض الأخير لوقف إطلاق النار – لأسباب إنسانية – يمثل انحدارًا جديدًا.
فمنذ أكثر من شهرين، يعاني سكان غزة من وابل من القصف والحصار وضع قطاعهم المحاصَر في حالة خراب، وجعل المستشفيات المؤقتة تكتظ بالجرحى والمحتضرين، بينما تقبع العائلات الخائفة داخل ركام ما تبقى من منازلها أَو في مدارس تم تحويلها لإيوائهم. ومع ذلك فَــإنَّ كُـلّ محاولة للإغاثة تواجه بالرفض؛ بسَببِ السياسة الإرهابية المتحيزة التي تنتهجها أمريكا، وبسبب خذلان الأنظمة العربية والمسلمة الذي يصل إلى حَــدّ التواطؤ. فمن خلال عرقلة قرار مجلس الأمن، أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لمزيد من العنف ضد المدنيين. لتبعث برسالة واضحة مفادها أن حياة الفلسطينيين لا أهميّة أَو قيمة لها، وأن كيان إسرائيل قادر على ممارسة الإرهاب مع الإفلات التام من العقاب، رغم أنه قد قتل أكثر من عشرين ألف فلسطيني، غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء، أي من غير المقاتلين. فلتعلن أمريكا عن عدد الأشخاص الذين يجب أن يقتلهم الإسرائيلي قبل أن تسمح إرهابيتُها بوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية ملحة.
إن صورة الإرهاب الأمريكي واضحة جِـدًّا، فلا يمكن أن تكون المعايير المزدوجة أكثر وضوحا من الحالة الأمريكية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فعندما يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم ووجودهم تسارع أمريكا إلى إدانة أي ضرر يلحق بالمدنيين. لكن بالنسبة لإسرائيل، فَــإنَّ المرور مسموح بغض النظر عن الدمار الذي يحدث.
فيا أيتها الأصوات الشجاعة في جميع أنحاء العالم، مالم تقفوا جميعاً ضد هذا النفاق والظلم شديد الوضوح، فَــإنَّ الأبرياء في غزة سيظلون بيادق عاجزة في لعبة أمريكية مليئة بالدماء.
لقد حان الوقت لجميع أصحاب الضمائر الحية المطالبة بالعدالة والعمل على وضع حَــدّ للمذبحة التي تدعمها أمريكا، فإنسانيتنا المشتركة لا تتطلب أقل من ذلك.
لنرفع الصوت عاليًا لتعرية الخِسّة الأمريكية، ولنفضح سلوكياتها الإرهابية التي أثّرت سلباً على الدول والشعوب.
لهذا خصّصت هذه المقالة لإيراد بعض الشواهد التي تؤكّـد أن الإداراتِ الأمريكية المتعاقبة تمارسُ سلوكاً إرهابياً بحق الدول والشعوب الأُخرى. وقد وضعتها على هيئة نقاط كما يأتي:
- السياسة الخارجية الأمريكية إرهاب: فهي تهدف للسيطرة والتأثير على الدول الأُخرى، وقد تسببت في تداعيات سلبية على كثير من الشعوب في العالم، ومن أجل هذا تقوم أمريكا بإرهاب الدول الأُخرى وتهديدها باستخدام القوة.
- الحروب العسكرية الأمريكية إرهاب: فالحروب العسكرية التي شنتها وخاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان واليمن وغيرها من البلدان هي أعمال إرهابية عدوانية غير مبرّرة.
- الانتهاك الأمريكي للقانون الدولي إرهاب: فالولايات المتحدة تتدخل عسكريًّا في بعض الدول دون وجود تهديد مباشر لأمنها القومي، بما يعد إرهاباً لكونه انتهاكا للقانون الدولي واستخداماً غير مشروع للقوة.
- الاستخدام الأمريكي المفرط للقوة إرهاب: استخدام القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية بشكل مفرط، هو إرهاب وتهديد للأمن والاستقرار العالميين.
- القتل الأمريكي الجماعي إرهاب: فالولايات المتحدة متورطة بارتكاب العديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها عبر القصف الجوي للمدنيين في العراق وأفغانستان، وهي تعد إرهاباً لكونها أعمالا إرهابية تستهدف السكان المدنيين.
- الاستخدام الأمريكي الواسع للتعذيب إرهاب: فالولايات المتحدة تستخدم تقنيات التعذيب والمعاملة القاسية مع المعتقلين في سجونها مثل سجن غوانتنامو والسجون المشتركة مع دول أُخرى مثل سجن “أبوغريب” في العراق، وهذا هو تصرفٌ إرهابيٌ ينتهك القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
- التدخل الأمريكي العسكري السري إرهاب: تنفذ الولايات المتحدة عمليات عسكرية سرية في بعض الدول دون معرفة الرأي العام الدولي، حدث هذا في اليمن وفي دول أُخرى، وهذا يعتبر تصرفاً إرهابياً ينتهك السيادة الوطنية ويهدّد السلم والأمن الدوليين.
- الاعتداءات الجوية الأمريكية غير المشروعة عبر الطائرات بدون طيار إرهاب: تستخدم الولايات المتحدة الطائرات بدون طيار في تنفيذ ضربات جوية واغتيالات مستهدفة في الدول الأُخرى، دون موافقةٍ من الحكومات.