صمتٌ وعجزٌ مخزٍ للمجتمع الدولي أمام مجازر الاحتلال الإسرائيلي

 

فتحي الذاري

تعيش الأراضي الفلسطينية المحتلّة حالة من العجز والصمت المخزي من المجتمع الدولي، ومؤسّساته الأممية التي تأسست لحماية البشرية من جرائم الإبادة والتطهير العرقي يتجاهل المجتمع الدولي المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني العزيز في الأرض المحتلّة وتعتبر المؤسّسات الأممية مثل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الركيزة الأَسَاسية للحفاظ على الأمن والسلم العالميَّين، ولكن هذه المؤسّسات تفشلُ في تحمل مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني وتتجاهل مجازر الاحتلال الإسرائيلي يعود ذلك إلى التدخلات السياسية والمصالح الاقتصادية التي تعيق تبني قرارات قوية وفعالة، كذلك تؤثر المصالح السياسية والاقتصادية في استجابة المجتمع الدولي لمجازر الاحتلال الإسرائيلي وتعتبر الاحتلال الإسرائيلي حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وتمتلك قوة اقتصادية وتكنولوجية كبيرة، هذه المصالح تجعل العديد من الدول تتراجع عن اتِّخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى عندما ترتكب جرائم بشعة.

تقومُ وسائلُ الإعلام والتواصل الاجتماعي دورًا هامًا في تشكيل الرأي العام العالمي، ومع ذلك فَــإنَّ تحيز بعض وسائل الإعلام والتضليل الإعلامي يؤثر في تصوير العدوانية من الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني على الشعب الفلسطيني تتم تبرير جرائم الاحتلال الإسرائيلي أَو تجاهلها مما يؤثر على مدى تعاطي المجتمع الدولي مع هذه المجازر.

تترتب على صمت المجتمع الدولي تداعيات كارثية على الشعب الفلسطيني بما في ذلك تفاقم الانتهاكات الإنسانية والتهجير القسري والتطهير العرقي يجب على المجتمع الدولي أن يتحَرّك بسرعة لوقف هذه المجازر ومحاسبة المسؤولين يتطلب ذلك تعزيز الضغط الدولي وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إسرائيل بالإضافة إلى توعية الرأي العام العالمي بالحقائق وتصحيح المعلومات المغلوطة.

صمت المجتمع الدولي أمام مجازر الاحتلال الإسرائيلي يعد عجزًا وصمتًا معيبًا بما في ذلك الدول العربية والإسلامية التي لم تحَرّك ساكناً ولم تتخذ إجراءات فعلية في المقاطعات السياسية وسحب الثقة من سفراء الاحتلال لديها وإغلاق السفارات وإلغاء المندوب السياسي لدى الكيان المحتلّ أَو المقاطعات التجارية، وكان أن يصدر قرار المؤتمر الإسلامي بالإعلان للتعبئة العامة وفتح باب الجهاد، وكذلك المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته ويتخذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات الإنسانية ومحاسبة المسؤولين.

أين الأمم المتحدة التي أنشئت ضد العنصرية والتطهير العرقي؟ أين حقوق الإنسان والعدالة والجوانب الأَسَاسية في تعامل المجتمع الدولي تجاه الإجرام الإرهابي الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمنفذ على المدنيين؟ وهذا دليل ثابت وواضح لشعوب العالم أجمع بعجز القوات العسكرية الصهيونية الأمريكية الغربية بعتادها أمام المؤمنين بالله ونصره الحتمي للمقاومة الفلسطينية، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com