عــامٌ على “إعَــادَة الأمل” تبددت فيه آمال العُـدْوَان، وانتصر اليمانيون
صدى المسيرة- أنس القاضي
بعدَ يوم من ارتكاب العُـدْوَان جريمة عطان في 20 أبريل 2015م، بإلقاء قنبلة فراغية مُحرّمة دَولياً على حي فج عطان السكني، وصلَ دمارُها إلَـى قُطر 3 كم في العاصمة صنعاء، وراح ضحيتها 120 مدنياً في آخر حصيلة، وجُرح قُرابة 800 شخص، ونزح80% من الأحياء المجاورة لمنطقة عطان، ظَهر المُتحدث باسم العُـدْوَان العَسيري ليُعلن نهاية حملة “عاصفة الحزم” وبداية العُـدْوَان باسم “إعَــادَة الأمل”، في زَعْــــمٍ منهُ بأن عاصفة الحزم قَد أنهت مهامها، حيث صدر بيان لقوات التحالف العُـدْوَاني أكد [أن عملية “عاصفة الحزم” أنجزت أَهْــدَافها وفق الخطط الموضوعة في وقت قياسي، وقد شملت تحييد معظم القدرات العسكرية التي استولى عليها الحوثيون]، لكن الواقع أظهر أن أياً من المزاعم التي ادّعاها العُـدْوَان لم تتحقق، ولم يُنجز سوى قتل المدنيين وهَدم البُنية التحتية وحصار الشعب اليَمَني.
أهداف إعَــادَة الأمل
وكعاصفة الحزم جاءت إعَــادَة الأمل بأَهْــدَاف ومزاعمَ وهمية تُخفي الأَهْــدَاف الحقيقية للعُـدْوَان، جاء في بيانهم أن: “إعَــادَة الأمل” ستعمل على استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، ومكافحة الإرهاب وتيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية”.
والمُلاحَظُ أن أياً من أَهْــدَاف إعَــادَة الأمل المزعومة لم تتحدثْ عَن شرعية هادي، التي كانت أبرزَ دعاوي عاصفة الحَزم والتي لم تَفِ بها، حيث بدأت إعَــادَة الأمل وما زال هَادي وحكومته هاربين في فنادق الرياض، كما لم تُنفذ ادعاءاتها بشأن المساعدات الإنسانية، حيث استمر الحصارُ على المواد الغذائية والطبية واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية منها التابعة لهيئات دولية، ويرى مُراقبون أن الهدفَ من تغيير الاسم هو التغطية على جريمة عطان بعد يوم واحد من ارتكابها، وجاء بَعد أن سيطرة قوات الغزو والعُـدْوَان على مناطقَ جنوبية، أرادتها ورقة ضغط وتفاوُض، لكن القوى الوطنية لم تُعِرْهم اهتماماً وخرج قائد الثورة في خطاب يؤكد أن الشعب اليَمَني سيُحرر كُلّ شبر من محتل من أرضه.
عامٌ على إعَــادَة الأمل
أنهت عملية “إعَــادَة الأمل” التي أعلنها تحالف العُـدْوَان السعودي الأَمريكي في 21 أبريل 2015 عامها الأول، لم يحصد بها تحالف العُـدْوَان غير الفشل عن تحقيق أَهْــدَافه الاستعمارية الباطنة والظاهرة، وغير تعميق أزمة تحالف العُـدْوَان في مقدمته السعودية، على كافة الأصعدة الميدانية والاقتصادية والسياسية، فميدانياً دخلت قواتُ الجيش واللجان الشعبية مرحلةً جديدةً ضمن الخيارات الاستراتيجية، ونقلت العمليات من الدفاع إلَـى الهجوم في ما وراء الحدود، عَجزت معها السعودية أن توقف هذه العمليات بكل الوسائل، وعلى الصعيد الاقتصادي فقد تكبدت قوى العُـدْوَان وعلى رأسها السعودية خسائرَ ماليةً كبيرة اضطرت معها إلَـى شراء سندات مالية، ورفع سعر المشتقات النفطية وفرض الضرائب عن المواطنين، بل أضحت شركة أرامكو النفطية التي يرأسها محمد بن سلمان في مهب الخصخصة، أما على الصعيد السياسي فقد تَعرّى النظام السعودي وظهرت عدةٌ من المنظمات الدولية التي تُدينه بارتكاب جرائم حرب واستخدام الأسلحة المحرمة دَولياً كمنظمة هيومن رايتس ومنظمة العفو الدولية، وصُحف غربية شهيرة أَمريكية وبريطانية، وليس آخرها الصحيفة الأَمريكية ديلي نيوز التي وصفت العائلةَ السعودية المالكة بحُثالة الملوك، واتهمتها بالضلوع في تفجيرات أبراج التجارة العالمية، هذا ما خرجت به السعودية بتزعُّمها للعُـدْوَان بعد عام من إعَــادَة الأمل، أُجبرت في نهاية أيامه على وقف إطلاق النار وقبول الذهاب إلَـى مفاوضات الكويت، بعد أَن عرقلت جنيف1 وجنيف2، فيما هذهِ المرة ليس لها أية أوراق لتلعبَها في حالة عرقلت المفاوضات، فيما ما زالت كُلُّ الخيارات مفتوحةً أَمَــام الشعب اليَمَني، وهي مُضطرةٌ بأن تُسلم بانتصار الشعب اليَمَني وبحريته واستقلاله، وبهزيمتها الواضحة.