أمام “الفيتو” الأمريكي “فيتو” يمنيّ.. لا قلقَ يا أهلَ فلسطينَ

 

أحمد محمد الدفعي

لم نتفاجأ والكثير مثلنا من استخدام أمريكا الشيطانية حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد قرار يدعو لهدنة إنسانية وإدخَال المساعدات إلى قطاع غزة؛ لأَنَّ أمريكا هي العدوّ الأول ولها النصيب الأوفر من الجرائم وسفك الدماء الفلسطينية.

العدوّ الصهيوني لن يستطيع أن يواجه المجاهدين الفلسطينيين بمفرده ودون غطاء استراتيجي أمريكي وغربي، ولعل الأيّام الأولى من عملية “طُـوفان الأقصى” المقدّسة شاهد على انهيار دولة العدوّ الصهيوني اقتصاديًّا وعسكريًّا على وجه التحديد، وسارعت أمريكا بمد جسر جوي لنقل آلاف الأطنان من الأسلحة الفتاكة لضرب غزة وأهلها، ورفد الاقتصاد الصهيوني بعشرات المليارات من الدولارات، إضافة إلى نشر أكثر من 2000 جندي من قوات المارينز إلى جانب جنود العدوّ، ناهيك عن بقية الدول الغربية والأُورُوبية، وزيارة زعمائها تل أبيب وتأكيد التضامن مع إسرائيل.

يعتقد البعض أَو الكثير، أن الطرق السياسية الرامية لفك الحصار عن غزة أُغلقت تماماً، فهذا قرار علّق الكثير عليه الآمال لفك الحصار وتهدئة الحرب على غزة، وليس أمام المقاومة وأبناء غزة، إلَّا الاستسلام والتهجير إلى سيناء وصحراء النقب.

لكن تأتي الرياح كما أراد الله سبحانه القوي القادر، واليمن العظيم ورجالها الأشاوس، وسَرعانَ ما أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن استخدام اليمن نقض “الفيتو” اليمني أمام كُـلّ دول العالم، المرتبطة اقتصاديًّا وعسكريًّا بكيان العدوّ، وإغلاق القوات المسلحة اليمنية البحر الأحمر والعربي أمام أية سفينة تتجه نحو الموانئ الصهيونية، من أية دولة من دول العالم، كما حذّر جميع الشركات من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية بدون استثناء، وكذلك مغبة التمادي في تجاهل هذا القرار، والكل يعرف مدى جدية التهديد اليمني وسرعة تنفيذه.

فلتقرّ أعينكم يا أبناء غزة، فاليمن السعيد وقائدة المُبجّل السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، والجيش اليمني المجاهد، أقسم ألا يتركّكم غُرباء بين إخوانكم العرب، رغم خذلانهم اللئيم، ومنذ يوم التاسع من ديسمبر ٢٠٢٣م، لستم أنتم المحاصرون لوحدكم فكيان العدوّ الصهيوني محاصر أَيْـضاً، ولن يصمد صمودكم، ولن يكتفي الجيش اليمني بحصار إسرائيل وقصفها فقط، بل هناك خيارات عسكرية ستجعل الصهاينة يدفعون أثماناً باهظة تكبح جماحهم ويلعنون ذلك اليوم الذي احتلوا فيه فلسطين، وشنوا عدوانهم وحصارهم على غزة، وقريباً ستعضُّ أمريكا أصابع الندم على استخدام حق النقض “الفيتو”، فهذه كانت فرصتها الذهبية إن لم تكن الأخيرة التي ستُنقذ إسرائيل من الغرق في مستنقع غزة هاشم، وإنزالها من أعلى الشجرة، أمريكا بنقضها حق الفيتو لم تحقّق انتصارًا لإسرائيل بل قدمت لها هدية ملغومة، لها مفعول تدميري بشكل لم يكن في الحُسبان.

فما بعد قرار القوات المسلحة اليمنية بحصار إسرائيل بحراً ليس كما قبله، فالحصار الجوي وإغلاق المطارات الصهيونية قادم لا محالة إذَا لم يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن قطاع غزة، وربما قريباً جِـدًّا تعلن قوات الجيش اليمني منع الخطوط الجوية العالمية من هبوط طائراتها في المطارات الإسرائيلية وفرض حصار جوي وتدمير المنشآت الاستراتيجية الصهيونية قادم أَيْـضاً، وهناك الكثير من الخيارات العسكرية التدميرية لكيان العدوّ الصهيوني وأم الإرهاب أمريكا “العجوز الفاجرة” وقريباً ما تنتصر غزة ومجاهدوها ولو كره المطبّعون، وانتظروا بإذن الله ما يشفي صدورَ قومٍ مؤمنين، ولاتَ حينَ مناص.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com