بعد الفيتو الأمريكي.. اليمن يعلنُ حصاراً بحرياً مشروطاً على الكيان الصهيوني
علي الحسني
بخُطىً ثابتةٍ وواضحة وَموزونة يخطو اليمن (قيادةً وشعباً) نحو الانتصار لمظلومية المستضعفين في غزة؛ فمنذُ اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خرج أبناء اليمن في الساعات الأولى مباركين لعملية “طُـوفان الأقصى” ومعلنين وقوفهم الكامل مع المقاومة الفلسطينية حتى تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلّة وهذا ما أثبتته الأفعال مع مرور الأيّام.
ومع بداية الساعات الأولى لمعركة “طُـوفان الأقصى” بادر كيان العدوّ الصهيوني إلى القصف الهستيري باستخدام الطائرات الحربية والمدافع والدبابات واعتماد سياسية الأرض المحروقة ليقضي على كُـلّ مظاهر الحياة في غزة، كما عمد إلى حصار أبناء غزة فقطع عنْهم الماء والكهرباء والغذاء والدواء، ولو استطاع قطع الهواء عن أبناء غزة لفعل ذلك، مع ذلك ورغم استمرار الحصار المطبق والقصف الهستيري على كُـلّ غزة دون تمييز أَو مراعاة لقيم أَو أخلاق أَو قوانين تسميها دول الغرب الكافر أنها إنسانية، استخدم كيان العدوّ الإسرائيلي الغاصب القوة العسكرية وبدعم وضوءٍ أخضرَ أمريكي واضح، وتأييد ومباركة من دول الغرب الكافر لارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق أبناء غزة، متنكرين بذلك عن كُـلّ القيم والأخلاق والقوانين الإنسانية ووسط تخاذل أنظمة عربية وتآمر أنظمة عربية عميلة مع كيان العدوّ وتأييد كُـلّ جرائمه، ومع ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية من قبل آلة الحرب الصهيونية؛ لغرض تصفية والقضاء على أبناء غزة، خرج الأحرارُ في كُـلّ دول العالم للمظاهرات واستنكار المجازر التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي من خلال القصف، وكذا جرائم الإبادة الجماعية من خلال الحصار ومنع دخول شاحنات الإغاثة إلى أبناء غزة الذين يتجرعون الموت جوعاً وعطشاً وأمراضاً وقصفاً بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليًّا.
لمرتين على التوالي يجتمع ما يسمى بمجلس الأمن؛ مِن أجل غزة كما يزعمون فيصوِّتون؛ مِن أجل الإيقاف الفوري للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنقاذ حياة من تبقى من أبناء غزة، إلا أن أُمَّ الإرهاب في العالم (أمريكا) تُفشِلُ القرارَ الأممي باستخدام الفيتو، فتفرض أمريكا قوتها وإرادتها في استمرار حرب الإبادة الجماعية من خلال شرعيتها الدولية التي وضعتها لنفسها من خلال ما يسمى بمجلس الأمن الدولي، متجاهلة ذلك وكُـلّ الأصوات في العالم التي تدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ مِن أجل الإنسانية.
وهكذا تظل أمريكا وتظهر حقيقتها الإرهابية الدموية (للمنخدعين بها) التي منذُ نشأتها وهي تعمل على قتل وإبادة الشعوب؛ مِن أجل مصالحها الخَاصَّة، متنكرة كعادتها عن تلك القوانين والقيم التي تتغنى بها باسم الإنسانية وقوانين حقوق الإنسان، وهي التي لم ترعَ حرمة الإنسان الفلسطيني وَلا كرامته؛ مما لا يدع مجالاً للشك أن الحرب على غزة أمريكية بامتيَاز.
وبينما أمريكا تصر على استمرار العدوان الإسرائيلي على أبناء غزة مستخدمة حق النقض (الفيتو)؛ مِن أجل إفشال مشروع قرار أممي إنساني لوقف الحرب على غزة، يخرج الناطق الرسمي للجيش اليمني ليعلن حق اليمن المشروع في منع الحركة الملاحية للسفُن في اتّجاه الكيان الإسرائيلي أياً كانت جنسيتها -في البحرين العربي والأحمر- حتى يتم السماح بدخول الغداء والدواء والوقود إلى غزة، وهذا الإعلان يمثل حصارًا بحرياً ضد كيان العدوّ الإسرائيلي، لا سِـيَّـما والعالم كله يقف متفرجاً أمام كُـلّ تلك الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد أبناء غزة.
واليمن يعمل بخُطىً ثابتة خطوة تلو الأُخرى في مواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية ولرفع الظلم عن أبناء غزة وهو لا يزال مُستمرّاً في ذلك، والأيّام القادمة ستشهد الإقدام على خطوات أكبر وأعظم ولن يتوقف الطوفان اليمني إلَّا عندما يتوقف الكيان الإسرائيلي الغاصب عن ارتكاب جرائمه ضد أبناء غزة.
ولأمريكا أن تعلم أنه مثلما كان لها المشروعية في استخدام الفيتو لإفشال مشروع قرار إيقاف الحرب ضد غزة، فَــإنَّ لليمن -قيادةً وجيشاً وشعباً- الحق في استخدام حقهم المشروع الذي تفرضه عليهم القيم والأخلاق والمبادئ الإسلامية والإنسانية؛ مِن أجل رفع الظلم وإيقاف القتل الوحشي والهمجي ضد أبناء غزة خَاصَّة وأبناء فلسطين عامة، ولن تستطيعَ أية قوة في العالم أن توقفَ اليمن عن ذلك مهما كانت التداعيات، وَإذَا فكّرت أمريكا أن تُقدِم على أية خطوات عسكرية ضد اليمن فَــإنَّ عليها أولاً أن تسأل نفسها، ما الذي لم يفعله التحالف العربي طيلة تسع سنوات من الحرب ويمكن أمريكا فعله حتى تستطيع التغلب على الإرادَة اليمنية!!؟، وحينها ستعرفُ أمريكا أَو كيان العدوّ أن لا طاقة لهم باليمن، وأن دخول اليمن صعبٌ جِـدًّا وعواقبه وخيمة، وما عدوانُكم لـ9 سنوات عبرَ أدواتكم (السعوديّة والإمارات) عنكم ببعيد.