مفاجآتُ القوات المسلحة اليمنية مُستمرّة

 

غازي منير

لم يصحُ العالم بعدُ من جرأة وشجاعة اليمن، بقيادته الثورية الحكيمة المتمثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وبقواته المسلحة الباسلة وبشعبه المجاهد العظيم، حين فرضوا معادلةَ إغلاق باب المندب أمام سفن الكيان الصهيوني إلا وقد جاء قرارٌ هامٌّ وشجاعٌ وحكيمٌ ومدروسٌ في مرحلة حساسة جِـدًّا بمنع مرور كافة السفن المتجهة إلى كيان العدوّ الإسرائيلي من أية جنسية كانت.

إن الكثيرَ من المرجفين لا يزالون يرتعدون خوفاً من ردةِ فعل أمريكا ويقولون “إنه قرار خاطئ سيجلب الكثير من المعاناة لليمن”، هؤلاء هم المنافقون الذين كانوا يثبِّطون المؤمنين عن القتال مع رسول الله -صلوات الله عليه وآله- ضد اليهود والمشركين، اليوم يحاولون تثبيطَ القوات المسلحة اليمنية من أداء المسؤولية المنوطة بها تجاه إخوانِنا المسلمين في فلسطين.

المؤمنُ لا يهدأُ له بالٌ وهو يرى اللهَ يُعصَى ويرى أشلاءَ الأطفال والنساء تتناثرُ في غزة، المسلمُ أخو المسلم لا يبقى خانعاً مكبَّلاً، لا يفعلُ شيئًا وهو يرى أخاه المؤمن يعاني الويلات؛ بفعل عدوانِ وحصارِ كيان المزروع على أرض فلسطين السليبة.

اليمنُ وقيادتُه الشجاعة لا تفكِّرُ بمنطق السياسة السطحية التي تنتهجُها الأنظمةُ العربية والتي تخشى أمريكا وردودَ أفعالِها.

القرارُ اليمني جاء بعد تصعيد أمريكي قذر باستخدام حق الفيتو لمنع قرار إيقاف الحرب في غزة وكأن أمريكا المتشدقة زورًا بالإنسانية لم يكفها قتل 17500 إنسان معظمهم من الأطفال والنساء.

قرارٌ إنسانيٌّ بالدرجة الأولى؛ لأَنَّه اقترن بمنع وصول الغذاء والدواء إلى غزة؛ فقرّرت القواتُ المسلحة اليمنية بثقة مطلقة بالله أن تحاصرَ الكيان الإسرائيلي، وهي جديرةٌ بأن تنفِّذَ قرارَ اليمن ولديها القدرات والإمْكَانيات في الرصد والتتبع، ولديها الجرأة والشجاعة في التنفيذ.

نعم سيحاصَرُ كيان الاحتلال؛ لأَنَّه معزول برياً ويعتمد على البحر بشكل أَسَاسي، ومنع السفن من الوصول إليه سيشُلُّ اقتصاده بشكل كبير جِـدًّا، وقد سبق أن تحدث إعلامُه وتجارُه عن تأثر اقتصادهم سلباً بعد إغلاق باب المندب أمام سفنهم فقط، وصرّحوا أن ميناء أُمِّ الرشراش لم يعد يستقبل أية سفن، وأن شركات الشحن أضافت مبالغَ كبيرةً في السلع والمنتجات المستوردة بحرياً؛ لأَنَّها تتأخر 22 يوماً عما كانت عليه قبل إغلاق باب المندب، وهذا شكَّل عبئاً عليهم.

وَلا نبالغُ إن قلنا بأن القرارَ اليمنيُّ سيحُــدُّ من العملياتِ العسكرية الصهيونية ضد مظلومي غزة. ولله عاقبةُ الأمور.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com