معادلةٌ عالمية: للخلف «دُرْ» أمامكَ «اليمن»
هنادي محمد
- عمليةٌ (نوعيةٌ) جديدة ونصرٌ إلهي عظيمٌ حقّقته القوّاتُ البحرية اليمنية، حَيثُ تم استهدافُ سفينة تابعة للنرويج كانت محمّلةً بالنفط ومتجهةً نحو الكيان الصهيوني، ذنبُها أنّها تجاهلت النداءاتِ التحذيريةَ التي وُجّهت لكادرها قبيل الاستهداف، وأصرّت على المرورِ مع علمها المسبق بأن البحرَ الأحمرَ مغلَقٌ أمامها ما دامت وجهتها «الكيان الصهيوني» وهذا هو المصير المحتوم والمؤكَّـد لمن يتخطّى الحدودَ المرسومةَ من قبل حارس البحرَين: «الأحمر والعربيّ».
اليمنُ المُحاصَرُ يُحاصِرُ الكيانَ الصهيوني ويخنقُهُ من حلقومه ويفرض قيودًا وثيقةً على أعوانه الذين يحاولون كسر الحصار عنه، من خلال فرضه لمعادلة عالمية «الإمدَاد مقابل الإمدَاد» فلا يمكن أن ينعشوا إمْكَاناتهم ويعيدوا ترتيب صفوفهم في الوقت الذي يمنعون الدواء والغذاء عن أهالي غزة.
وأمام الموقف التاريخي الذي سطَّرَهُ اليمنُ -قيادةً وشعبًا- في نُصرةِ فلسطين، يأتي الموقفُ الأكثرُ من مخزٍ لمرتزِقة أمريكا و”إسرائيل” والسعوديّة والإمارات، من ما يزالون يرون في أنفسهم أنهم حكومة يمنية واليمنُ العظيم منهم براء، سارعوا للتصريح باستعدادهم التّامِّ للمشاركة في التحالف البحري الذي سيعمل على منع ضربات اليمن الموجهة للكيان الصهيوني، وحقيقةً أن هذا الموقفَ ليس مثيرًا للاستغراب؛ فمن لم يحمِ داره لن يحميَ جارَه، ومن لم يعتز بهُــوِيَّته الإيمانية والوطنية لن يتحلّى بالحميّة تجاهَ عروبته ومقدّساته فيكون بذلك كُـلّ تجرد من كُـلّ ما يحفظ له قيمته الإنسانية وفطرته السليمة.
تصريحُ ما يسمى بـ حكومة المجلس الرئاسي لا يعدو عن كونه محاولةً فاشلةً للتودد والتملّق لأسيادهم الغرب وهم من يعلمون في قرارةِ أنفسهم أنهم عاجزون عن صُنْعِ أي عائق أمام ضربات اليمنِ؛ فمن عجز عن دخول صنعاء كيف يمكن أن تكونَ له يدٌ طولى فيما هو أبعد.
كُلُّ مَنْ تسوّل له نفسُه توجيهَ أية ضربة لليمن أَو الدخول معها في حرب فَــإنَّه ومع الأسف الشديد ما زال يجهل كَثيراً القدرة والقوّة العسكرية التي تمتلكها، ولا يفهم بالمطلق ما تعنيه حربُ القضية والمبدأ بالنسبة ليمن الإيمان والحكمة.
وعلى كُـلِّ حال، اليمنُ لديه كاملُ الجُهُوزية النفسية والميدانية لخوض طوفانٍ عالمي بمواجهةٍ مباشرةٍ مع أهل الاستكبار؛ لأَنَّه بلدُ الشهداء والتضحيات لتسعة أعوام مضت، ويدرك جيِّدًا حتمية الصراع معهم وضرورة دفع شرورهم، فلم يعد لديه ما يحتفظُ به ويخافُ خسارتَه، بل أصبح لديه الكثيرُ في سبيل تقديمِ مزيدٍ من التضحيات لتبقى كلمةُ الله هي العليا، وليُحفَظ الدمُ المسلمُ وتصان المقدَّسات.
والعاقبة للمتّقين.