صنعاءُ المحاصَرة.. تحاصِرُ “إسرائيل”
محمد صالح حاتم
لم تكتفِ صنعاءُ بتوجيه الضربات الصاروخية والطيران المسيَّر على أهداف في تل أبيب وأم الرشراش وحيفاء ضد الكيان الصهيوني، ومنع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر وباب المندب، بل ذهبت لما هو أبعد وأعمق وهو منع مرور أية سفينة متجهة إلى إسرائيل من أية جنسية كانت.
هذا القرار اليمني التاريخي جاء؛ بهَدفِ رفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المواد الغذائية والأدوية إلى أبنائها.
عندما نتحدث أن صنعاء الجريحة والمحاصرة طيلة ثماني سنوات، تتخذ اليوم مواقف عروبية، تجاه أبناء غزة والقضية الفلسطينية؛ فَــإنَّنا نتحدث عن موقف تاريخي لم يسبق أن اتخذته أية دولة عربية أَو إسلامية ضد الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يحتل ويغتصب الأرض العربية، ويستبيح العرض والشرف والكرامة العربية طيلة 75 عاماً.
هذا الكيان الذي تم زرعه في الجسد العربي، من قبل بريطانيا وأمريكا ليكون لهم قاعدة عسكرية في الوطن العربي، بعد رحيل قوات الاحتلال البريطاني من الوطن العربي مع فرنسا وإيطاليا، هذا الكيان الذي كان يوصف جيشه بالجيش الذي لا يُقهر.
اليوم أصبحت صنعاء وبمواقفها تجاه القضية الفلسطينية، هي أول دولة تقف في وجه إسرائيل، وتقصف المدن العربية التي يحتلها هذا الكيان بصواريخها وطيرانها المسيَّر، اليمن بعاصمته صنعاء وبقيادة السيد عبد الملك الحوثي، هي أول دولة تمنع السفن الإسرائيلية من المرور من البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهي أول دولة تفرض حصاراً اقتصاديًّا بحرياً وتمنع وصول السفن من أية دولة كانت إلى الموانئ التي تحتلها إسرائيل.
ها هي صنعاء بموقفها تُشرِبُ إسرائيل من نفس الكأس الذي لطالما أشربته للدول العربية والإسلامية ومنها اليمن وفلسطين، الذي فرض عليها حصاراً برياً وبحرياً وجوياً منذ تسع سنوات.
سيسجل التاريخ موقف اليمن في أنصع صفحات العزة والكرامة والشرف العربي؛ فالمعادلة اليوم الحصار بالحصار، لن نسمح لكم أن تعيشوا وتتنعموا بالأمن والأمان ورغد العيش، بينما إخواننا أبناء غزة يقتلون يوميًّا، ويموتون من الجوع ونقص الدواء، وانعدام الحليب للأطفال الرضع.