آمالُ الوهم العربي ومنهجيةُ العداء الصهيوني الغربي
محمد أحمد البخيتي
واهمٌ من يظن بأن النظام الصهيوني في الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلّة سيرضى بحل الدولتين أَو بصفقة القرن أَو بما تضمنته اتّفاقية 1967م أَو بمبدأ التطبيع والتعايش ومجمل تنازلات المطبِّعين أَو بغير مقولة وهمهم (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل).
كأوهام أصبحت حديث غالبية الزعماء والساسة والنخب المتأثرين بشعارات إنسانية وحقوق الزيف وحرية الوهم وشعارات معادَاة السامية التي يسوقها الغرب ليمرروا بها تواجد الاحتلال الإسرائيلي النازي على أرض فلسطين وليغطوا بها جرائم الإبادة ومذابح الصهاينة بحق أبناء فلسطين منذ 1948م، مذابح يريدون من أصحاب الأرض القبول بها وبشرعنة الاحتلال ودفنها في ذاكرة النسيان ومنها مذابح دير ياسين وَالطنطورة وَاللد عام 1948، وَكفر قاسم وَخان يونس 1956، صبرا وشاتيلا 1982، وَمذبحة الأقصى الأولى،1990 الحرم الإبراهيمي 1994، وَجنين 2002.
مستكثرين على المقاومة الفلسطينية عملية “طُـوفان الأقصى” يوم 7 أُكتوبر 2023م والتي أتت كردة فعل ناتجة عن خمسة وسبعين عاماً من جرائم القتل والإبادة وعمليات القهر والإذلال والتدمير للمنازل والتجريف للمزارع والسلب للممتلكات والتهجير للمدنيين من قبل احتلال صهيوني نازيٍّ لقيط من مختلف أصقاع الأرض، لتذهب أُمَمُ الشر وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول غربية أُخرى لإدانة حماس، متناسين أن لا شرعية للاحتلال وأن مقاومة الفلسطينيين للاحتلال مكفولة حتى تحرير آخر شبر من أرض فلسطين كحق تقره كافة الديانات السماوية وكلّ القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
ولم يقفوا عند إدانتهم لحماس فقط بل ذهبت بهم السفاهة والعنجهية إلى شرعنة ودعم وتمويل إبادة إسرائيل للأطفال والنساء في غزة وإلى تبرير تدمير منازل المدنيين على رؤوس ساكنيها بذريعة حق المحتلّ (إسرائيل) في الدفاع عن النفس، ناهيك عن الدعم الكبير الذي يوليه الغرب للاحتلال الإسرائيلي والذي كان آخره اتِّخاذ أمريكا حق النقض (الفيتو) للقرار الأممي الرامي إلى إيقاف إطلاق النار في غزة لدواعٍ إنسانية ملحة.
لذا لزم أن يعي المسلمون أن كُـلّ الأيقونات التي ذُكرت سلفاً والتي باتت حديثَ الساسة والزعماء والمثقفين أيقونات مشروخة تجاوزها الزمن ولم تَعُدْ تُجْدِي نفعاً، ومن لا زال يشك في فاعليتها فليرجع إلى القرآن الكريم ويتدبر آياته التي حكت عن اليهود وعداوتهم ونفسياتهم وأساليب مكرهم وخداعهم ليعرف أنهم أحقد من أن تقنع مطامعهم التنازلات، أَو أن تردعهم عن جرائمهم بيانات الشجب والإدانات، أَو أن يقفوا عند مساعيهم الأخيرة لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على حماس كعدو لا يريد لنا الخير، ولا تشبع غريزة عداوته الدينية للمسلمين لا مصطلحات (الإنسانية أَو التعايش أَو الإبراهيمية أَو التطبيع أَو مجمل التنازلات)، ليدركوا أنه إذَا ما استمرت الأمة العربية والإسلامية في تخاذلها وتخوفها فسيأتي الدور على مصر والأردن ولبنان، وسيطال شر إسرائيل (الغدة السرطانية) التي زرعها الغرب في خاصرة الأمة كُـلّ الدول العربية والإسلامية، ولا نجاة للمسلمين إلَّا برمي خلافاتنا جانباً واستخدام القوة والرفض للعنجهية الأمريكية والغربية؛ فما أخذ بالقوة لا يسترد إلَّا بالقوة، وهنالك مقولة غربية شهيرة تقول: (إذا أردت السلام فاحمل السلاح).