دماءُ غزة ستقُضُّ مضاجِعَ الظالمين

 

عبدالسلام عبدالله الطالبي

صحيحٌ بأنها تؤلمنا كَثيراً الدماء التي تسفك في غزة، تؤلمنا المشاهد المؤثرة للأطفال التي تنزف دماً، أو تظهر وهي تصرخ وتتقطع ألماً على أقاربها التي وقعت صريعة بفعل الغارات الإسرائيلية المجرمة!

تؤلمنا كُـلّ تلك المشاهد التي بالكاد يجبر الإنسان عينيه على مشاهدتها في وسائل الإعلام!

منازل تهدم بالكامل على ساكنيها وأجساد تتحول إلى أشلاء، وجثث تختفي تحت الركام، ومعاناة ونزوح مع هلع وحرمان للعيش الكريم والآمن!

ورغم كُـلّ ذلك صمت مهين للحكام، ولا من ضمائر تهتز أو تتحَرّك لكل ما يجري!

يقابل ذلك صحوة نهضوية للشعوب الحرة وحضور مهيب وشامخ لجيوش محور المقاومة؛ فكان لليمن شرف الحضور المتصدر واللافت لقلب موازين المعركة في فرض السيطرة البحرية المتعاضدة مع مظلومية غزة،والتي تلوح في الأفق وكأنها بشارة انتقال وتحول كبير ينذر بزوال الطاغوت الإسرائيلي وكسر هيبته وشوكة حليفه الأمريكي هو وكلّ من يدور في فلكه بإذن الله تعالى.

نعم لقد فضحت حرب غزة العرب المتأسلمين والذين هم في الحقيقة مصدر البلاء وجلب الخزي والعار لهذه الأُمَّــة، حكام عرب انطبق عليهم قول الشاعر: (أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة)، فمنهم من سارع للاهتمام بمشاريع ذات علاقة بالدناءة والخسة كالسعوديّ! ومنهم من صرح بأن حماس لا تمثل إلا نفسها وهذا جاء على لسان ما يسمى بالرئيس محمود عباس! ومنهم من سارع بإرسال الملابس الحرارية للجيش الإسرائيلي كأردوغان الذي يدَّعي بأنه الباني لحضارة الإسلام! ومنهم من تكفل بالجرحى التابعين للعدو الإسرائيلي كالإماراتي ابن زايد، زاده الله ذِلةً وهوانًا.

ومنهم من فتح أراضيه وأبدى استعداده لاستقبال أبناء غزة العزل حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها، وهكذا وعلى هذا فقس، ستجد بأن أغلب زعماء المنطقة تحمل هذه النفسيات الخبيثة!

هذا على المستوى العربي والإسلامي، أما على المستوى الخارجي فحدث ولا حرج بدءًا بالسفيه المثلي الأمريكي جون بايدن وُصُـولاً إلى البريطاني والفرنسي والأوكراني و… إلخ.

بمعنى أن الخلاص في طريقه ليدفع عن الشعوب بقاء هكذا نوعية من زعامات الذلة والاستسلام والدناءة والخسة والهيمنة والاستكبار!

وكلّ نصر وكلّ عزة لا تتأتى إلا بتضحية ودفع فاتورة مكلفة، وهَـا هي دماء الأبرياء والمدنيين المظلومين الذين طالتهم المجازر الوحشية في غزة، هَـا هي تنذر بقض مضاجع كُـلّ الظالمين والمستكبرين في دول العالم والمنطقة، وما ذلك على الله بعزيز.

وهَـا هو الشعب اليمني المتلهفة قلوب أبنائه والمتطلعة لخوض المعركة المباشرة مع العدوّ الإسرائيلي، هَـا هو يحضر في ميادين الشرف يستعرض جاهزيته وهو على أحر من الجمر للمشاركة بكل ما يمكن لدفع كُـلّ المخاطر المحدقة بالشعب الفلسطيني، والله لن يخذله على إحسانه ومبادرته وحضوره البارز في المشهد.

نعم إنه يتحَرّك وكله ثقة بالله الشاهد والحاضر، الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة لا في السموات ولا في الأرض، الواعد بجرف كُـلّ بؤر الاستكبار فيما إذَا وجد من يتسبب ويتحَرّك ويقوم بواجبه من منطلق المسؤولية الدينية والجهادية.

المعركة على مشارف الانتهاء والنصر حليف المستضعفين كما وعد بذلك الله في محكم كتابه الكريم، والسقوط سيكون مدوياً لكل المستكبرين والساكتين والمتواطئين، والنصر والغلبة للمجاهدين الواثقين بالله.

وهنيئاً لكل الدماء الحرة الطاهرة شرف الفوز العظيم برضوان الله العلي القدير والكبير المتعال، وما عند الله هو خير وأعظم أجراً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com