صنعاءُ تتصدَّرُ الخروجَ العالمي مِن أجل فلسطين وترسُمُ لوحةً بشريةً هي الأكبر على الإطلاق
– باسم كُـلِّ الأحرار نطالبُ مصر بفتح المعابر لإغاثة غزةَ ونحمِّلُها مسؤوليةَ الحصار الإجرامي
– اليمنُ مُستمرٌّ بعملياته وحشوده وكلّ جهوده حتى وقف العدوان على غزة
بيانُ المسيرة:
– ندعو كُـلَّ الأحرار لنصرة فلسطين ونحمِّلُ الإدارةَ الأمريكية مسؤوليةَ المجازر
– نهيبُ بكل الأحرار لتفعيل المقاطعة وكلّ الأسلحة التي من شأنها مساندة غزة
بنهكةٍ صاروخيةٍ مجنَّحة زادت من تحليق الطوفان اليمني القادم شعبيًّا وعسكريًّا في معركة التحرير:
المسيرة: صنعاء
استجابةً لدعوات الشعب الفلسطيني الأبي بالخروج الشعبي الكبير في كُـلّ بقاع العالم للتضامن مع فلسطين، لبَّى الشعبُ اليمني الحر الثائر دعوةَ إخوانه المظلومين، وجعل العاصمة صنعاء تتصدر كُـلّ عواصم ومدن العالم حشداً؛ مِن أجل القضية الأولى التي يناضل؛ مِن أجلِها ويجترحُ كُـلّ الملاحم ومسارات النضال صوبها، ليؤكّـدَ الشعبُ اليمنيُّ من جديد أنه حاضرٌ وبقوة على كُـلّ المجالات وفي كُـلّ الأصعدة.
ومع توافد أحرار اليمن في العاصمة صنعاء من كُـلِّ المديريات والعُزَل والحارات والقرى، رسم اليمانيون لوحةً بشريةً يمنية مقدسية هي الأضخم في تاريخ الحشود المتزاحمة على طريق القدس، ومعها شكّل اليمن طوفاناً بشرياً جديدًا دعماً لـ”طُـوفان الأقصى” وأبناء الأقصى وأبطال الأقصى؛ ما يؤكّـدُ أن اليمنَ يسلُكُ مساراً تحرُّرياً يفوقُ كُـلَّ مؤامرات الأعداء، وبعون الله قد يكونُ كفيلاً بنَسْفِ كُـلِّ ما يُحيكُه المتغطرسون المجرمون.
وفي المسيرة التي ملأت ميدانَ السبعين، الميدان الأكبر في صنعاء، رفعت الحشودُ المشارِكةُ العَلَمَينِ اليمني والفلسطيني وشعارات البراءة من الأعداء، والشعارات واللافتات المؤكّـدة على مواصلة الاستنفار والتعبئة العامة والاستعداد والجهوزية التامة للجهاد وخوض المعركة ضد العدوّ الصهيوني الإرهابي، وتحرير الأقصى الشريف من دنس اليهود المغتصبين.
وهتفت الحشود بالشعارات الصاعقة في حضرة الأقصى، مجددةً تفويضها المطلق والكامل لكل القرارات التي يتخذها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لدعم ومناصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية بكل الخيارات والوسائل المتاحة لردع صلف وغطرسة الكيان الصهيوني حتى تحرير الأراضي المحتلّة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأكّـد زئيرُ هتافات اليمنيين الأحرار دعمَهم الكاملَ بكل الإمْكَانيات لتعزيز عمليات القوات المسلحة اليمنية لمنع مرور السفن الإسرائيلية وأية سفن متجهة إلى الكيان الصهيوني الغاصب من البحرَينِ الأحمر والعربي؛ حتى يتم إدخَال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، معتبرةً الخروج الشعبي الواسع إلى الساحات؛ تأكيداً على قوة الموقف الشعبي الثابت إلى جانب قائد الثورة والقيادة السياسية لنصرة القضية الفلسطينية ودعم ومساندة صمود المقاومة الفلسطينية لردع العدوّ الصهيوني المجرم.
وفيما طالب المشاركون في المسيرة الكبرى، القواتِ المسلحة والقوة البحرية بالاستمرار في عملياتها النوعية حتى يوقف العدوّ الصهيوني الأمريكي عدوانه وحصاره على الشعب الفلسطيني بشكل كامل؛ فقد عبَّروا عن الفخر والاعتزاز بالموقف اليمني المتقدم في نصرة الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الباسلة، والذي غيَّر المعادلةَ وشكَّل ضغطاً كَبيراً على العدوّ الصهيوني وكبده خسائر فادحة.
ووسط تزاحم الحشود وتوافدها حتى امتلأ الميدان، ألقى رئيسُ اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى، مستشار المجلس السياسي الأعلى، العلامة محمد مفتاح، كلمةً أكّـد فيها أن “هذه المواقف العظيمة هي ثمار جهد وصبر وعطاء اليمنيين وكذا جهد القوة الصاروخية والبحرية، وإنفاق المنفقين الأسخياء الذين ساهموا في تحقيق هذا العمل العظيم”.
وقال مخاطباً الحشودَ اليمنية المقدسية: “أيها الأوفياء الأباة يحق للقائد العظيم أن يراهن عليكم وعلى صمودكم وحضوركم، وأن يقف في وجه كُـلّ أشرار الأرض وكلّ طغاة العالم؛ لأَنَّه يعتمد على الله ثم على شعب الإيمَـان والحكمة”، مُضيفاً “لقد رأى كُـلّ أشرار العالم بأسَكم على مدى تسع سنوات من الصبر والصمود والبطولة، وها هي ثمارُ صبركم وعطائكم وتضحيات المجاهدين من شهداء وجرحى وأسرى ومرابطين نحصدها اليوم في باب المندب والبحرَينِ الأحمر والعربي من قبل الرجال العظماء الذين يترصَّدون سفن العدوّ والسفن القادمة لتموين العدوّ ويقتادونها إلى الموانئ اليمنية ويردونها على أعقابها”.
وباسم الأحرار من أبناء اليمن ومصر والعرب والمسلمين والعالم، دعا العلامة مفتاح النظام المصري لفك الحصار عن غزة والسماح بدخول المواد الغذائية والدوائية والوقود وخروج الجرحى للعلاج؛ لأَنَّه يملك السيادة والقدرة على ذلك، محمِّلاً النظام المصري “المسؤولية إذَا لم يبادر بفك الحصار عن غزة، وَإذَا لم يقم بذلك فَــإنَّه يشارك في حصار غزة ويخنع لمطالب الصهاينة الذين يصرون على عدم إدخَال المؤمن إلا بشكل محدود ومن معبر صغير، بينما بقية الحدود بين رفح المصرية والفلسطينية قابلة ومتاحة لفك الحصار نهائيًّا”، مؤكّـداً أن “واجب مصر -شعباً وقيادةً- فتح كُـلّ المنافذ لإغاثة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة”.
وتساءل رئيس لجنة الأقصى: “أين الحضنُ العربي الذي دمّـرتم اليمن وسوريا والعراق تحت عنوانه؟ أين الحضنُ العربي اليوم؟ لماذا لا يفك الحصار عن غزة ولا يفتح المجال لخروج الجرحى للعلاج أنتم تكذبون على الشعوب؟! فالعروبة هي شهامة ورجولة ومواقف ونصرة للمستغيث”، لافتاً إلى أن “أمام الحكام العرب فرصةً لتصحيح خطئهم الكبير في حصار غزةَ”.
وجدّد التفويضَ الكاملَ لقائد الثورة لخوض معركة الشرف والقيم والمبادئ والدين في وجه أشرار العالم الذين يقتلون البشر ويعبثون بأرواحهم ويدمّـرون ممتلكاتهم بكل همجية ووحشية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية.
وحمّل رئيسَ الإدارة الأمريكية مسؤولية المذابح والمجازر التي تتم في غزة وفي الضفة والمنطقة، وكذا المسؤولية عن أي تصعيد في البحر الأحمر، مؤكّـداً أن هدفَ القوات المسلحة اليمنية واضحٌ وهو السفنُ الصهيونية والسفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية في فلسطين المغتصبة.
واستطرد “نقول للرئيس الأمريكي السفاح الذي يدعو لتشكيل تحالف في البحر الأحمر: لقد خِبْتَ وخاب مَن يستجيبُ لك؛ فهدفُنا وقرارنا واضح، ولن تمُــرَّ سفينةٌ للكيان الصهيوني قادمة أَو مغادرة ما دمنا قادرين على منعها ونحن قادرون بإذن الله”.
ودعا كُـلَّ الميسورين من أبناء اليمن إلى دعم القوة الصاروخية والطيران المسيَّر والقوات البحرية، “فبإمْكَان كُـلّ ميسور أن يساهم في صنع صاروخ وطائرة مسيَّرة، وأن يساند الصناعات العسكرية بكل تشكيلاتها وخَاصَّةً القوة الصاروخية والطيران المسيَّر والقوة البحرية ليقف اليمن في وجه أشرار العالم ويلحق بهم الهزيمة”.
كما دعا العلامة مفتاح الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية المساندة للكيان الصهيوني مقاطعة شاملة وتجريم الصهيونية كفكر شاذ وخبيث ودموي وانتهازي قام على الدماء والأشلاء، مطالباً الحقوقيين “بصياغة وثيقةٍ لتجريم الصهيونية بكل مكوناتها الفكرية والاستخبارية ومقاطعة المسؤولين الصهاينة في المحافل الدولية كأقل جواب لأحرار العالم على هؤلاء المجرمين والقتلة”.
ومع تصاعد الأصوات وتهافت الحشود، أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمني، العميد يحيى سريع، أنه سيُلقي بياناً جديدًا من على مِنصة المسيرة الأكبر في العالم على الإطلاقِ؛ ليُشعِلَ حماس الجماهير ويضيف نكهة بالستية مجنحة، زادت من تحليق أصوات اليمن العظيم، الذي أكّـد أنه حاضرٌ وبقوة في معركة رسمِ المنطقة كما يحلو للأُمَّـة وليس كما يحلو للأعداء.
وقد اعتلى العميد سريع مِنصةَ المسيرة لإعلان بيان القوات المسلحة الذي نقل عملية نوعية تمثلت في استهداف سفينتَي حاويات كانتا متجهتَين إلى الكيان الإسرائيلي بصاروخين بحريين مناسبين، وهنا أوصل اليمنُ رسالةً أنه حاضرٌ شعبيًّا وعسكريًّا وفي كُـلّ المجالات؛ مِن أجل تحرير الأقصى الشريف.
كما جدّد سريع التأكيدَ على ثبات المعادلات اليمنية، مستنداً على حشد جماهيري عظيم أيَّد كُـلَّ الخيارات وجدَّدَ التفويضَ المطلق للقيادة العظيمة للنيل من الأعداء بكل السبل المتاحة.
إلى ذلك أصدر أحرارُ اليمن بياناً تلاه الدكتور أحمد الشامي، جدّد التأكيدَ من خلاله على أن “موقف الشعب اليمني من المعركة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال وكلّ جبهات الجهاد والمقاومة، نابع من إيمانه بالقضية وحتمية المواجهة مع أعداء الأُمَّــة”، منوِّهًا إلى أن “الشعبَ لن يهدأَ له بالٌ والعدوُّ الصهيوني يمعنُ في قتل الأطفال والنساء، وهو يرى مشاهدَ الإجرام الإسرائيلي الأمريكي الوحشي بحق إخوانه في فلسطين”.
وأكّـد البيان “استمرار الشعب اليمني بتقديم كُـلّ ما يستطيع ويتطلع إلى المزيد من العمليات المؤلمة للعدو الصهيوني حتى يرتدعَ عن إجرامه وبطشه ووحشيته”، لافتاً إلى أن “خروج الشعب اليمني هو نصرة وتأييدٌ ومباركة لكل العمليات، واستعدادٌ لخوض معركة الشرف والكرامة مع العدوّ الصهيوني المجرم”، مُشيراً أن “صواريخ اليمن ومسيّراته لن تتوقفَ حتى يتوقَّفَ العدوُّ الصهيوني عن عدوانه ومجازره وجرائمه”.
ووجّه أحرارُ اليمن التحيةَ لرجال الجهاد والرباط المقدس على كُـلّ الجبهات والمحاور مع العدوّ، والذين يقدمون المواقف البطولية والتاريخية في مواجهة العدوّ الصهيوني.
وجدّد البيان التأكيد للعالم أجمع بأن “اليمن لا يبحث عن الخصومة مع أية دولة من دول العالم، بل يمد يد العلاقات الندية القائمة على الاحترام وحفظ السيادة لكل بلد، ما عدا العدوّ الصهيوني المجرم”، لافتاً إلى أن “التحذيرات المتتالية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن بمنع التعامل مع هذا الكيان الصهيوني يجب أن تؤخذ على محمل الجد من الجميع”.
ودعا البيانُ الشعوبَ العربية والإسلامية للخروج عن صمتهم و”ألا يصمتوا كما صمت حكامهم؛ فمن لم يسجل موقفاً مشرِّفاً في مواجهة العدوّ الصهيوني اليوم فلن يجد الشرف والكرامة بعد ذلك”.
وجدّد بيانُ المسيرة “التأكيدَ على استمرار حملة المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لها”، داعياً أحرار الأُمَّــة إلى الالتزام بالمقاطعة الاقتصادية كأقل ما يمكنُ فعلُه؛ نصرةً للأشقاء في فلسطين.