اليوم الـ 71 من المعركة: “إسرائيلُ” دخلت دوامةَ الاستنزاف الكارثية

أبطالُ الجهاد والمقاومة يقتحمون الشهر الثالث من معركة “طُـوفان الأقصى” بدك الاحتلال على أكثر من اتّجاه

 

المسيرة | خاص

دخلت معركةُ “طُـوفان الأقصى” البطولية يومها الـ 71، فيما يتخبّط جيش العدوّ على مدى 51 يوماً من انطلاق عملياته البرية في شوارع قطاع غزة دون خطة مدروسة تحقّق أياً من أهدافه، حَيثُ يواصل أبطال الجهاد والمقاومة الفلسطينية الضربات المؤلمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتدك آلياته وتحشداته في عدة محاور القتال من غزة.

 

الموقفُ العسكري بجبهة غزة:

كتائبُ القسام والمقاومة ما زالت توجّـه الضربات المؤلمة لقوات الاحتلال المتوغلة وتتوزع المواجهات في الشهر الثالث من العدوان في عدة مناطقَ من غزة أبرزها مخيم جباليا شمالي القطاع، حَيثُ تدور اشتباكاتٍ ضارية بين المجاهدين المقاومين وقوات الاحتلال في منطقة تل الزعتر.

كما استهدف مجاهدو القسام آليات وجنود الاحتلال المتوغلة في منطقة الشيخ رضوان شمالي غربي مدينة غزة وسط قصف مدفعي مكثّـف، ودارت أَيْـضاً مواجهات في محاور مدينة خان يونس جنوبي قطاعِ غزة.

بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، السبت، استهدافها تمركزاً لجنود الاحتلال في محيط موقع “إسناد صوفا” برشقات صاروخية.

وأكّـدت دك مجاهديها التحشدات العسكرية للاحتلال في منطقة جحر الديك بوابل من قذائف الهاون.

وأفَادت وسائل إعلام “إسرائيلية” بدويّ صفارات الإنذار في مستوطنات “غلاف غزة”.

وأعلنت كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم) استهداف تحشد لآليات الاحتلال المتمركزة شرق بوابة أبو مطيبق العسكرية شرق رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وتواصل المقاومة الفلسطينية دك المستوطنات “الإسرائيلية” برشقات صاروخية، والتصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في محاور التقدم في قطاع غزة.

ونشرت كتائب القسام فيديو يوثّق عملية مشتركة لها مع سرايا القدس، يظهر فيه مشاهد استهداف تجمّع لجنود الاحتلال شرق خان يونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وتحقيق إصابات محقّقة في صفوفهم.

 

الاقتصادُ الإسرائيلي على المحك:

ينشغل المسؤولون بإحصاءِ الخسائر التي تتراكم مع كُـلّ يوم إضافي وعلى غير مستوى. وتشير الأرقام الصادرة عن البنك المركزي إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي يسجل 2.3 مليار شيكل من الخسائر في الأسبوع الواحد، عدا عن تلك التي يتكبدها في ساحة المعركة والتي تصفها وسائل الإعلام العبرية بـ “الكارثية”.

يستند تقدير التكلفة الأسبوعية لبنك إسرائيل إلى التوزيع التالي: 1.25 مليار شيكل (325 مليون دولار) هي التكلفة التي تعزى إلى غياب العمال وانخفاض الإنتاجية؛ بسَببِ الإغلاق الكامل للمؤسّسات التعليمية، 590 مليون شيكل (154 مليون دولار) هي التكلفة الناجمة عن غياب 144.000 من السكان الذين تم إجلاؤهم من المناطق المتضررة من الحرب. وحوالي 500 مليون شيكل (130 مليون دولار) هي التكلفة الناتجة عن التجنيد المكثّـف لحوالي 360.000 جندي احتياط.

وقال البنك المركزي في التقرير إن الإغلاق الكامل لنظام التعليم خلال الأسبوعين الأولين من الحرب أَدَّى إلى فقدان 310 آلاف من الآباء، بالإضافة إلى 210 آلاف موظف يمكنهم العمل من المنزل ولكن بكفاءة منخفضة؛ لأَنَّهم يعتنون بأطفالهم.

 

خسائرُ كارثيةٌ تتجاوز الأرقام:

يمكن الحديثُ عن الخسائر “الإسرائيلية” على عدد من المستويات:

تتحدث صحيفة معاريف العبرية عن أن الجيش الإسرائيلي خسر خمسة قادة ألوية، أكثر مما خسرت حماس. فيما تعهد رئيس الأركان، لمستوطني الشمال بأنهم سيعودون إلى البيت. تسأل الصحيفة: “إلى أين؟ أي بيت في المطلة، مستوطنة صغيرة، تضرّر أكثر من 100 منزل من بين نحو 650 في المستوطنة”. وتضيف “وقعت أَيْـضاً إصابات مباشرة من صواريخ ضد الدروع، وكذلك نتيجة نيران الجيش الإسرائيلي والحركة على الأرض. كُـلّ الطرقات دمّـرت.. لم يسبق أبداً أن كان وضعنا أسوأ، لكن من الممكن أنه سيكون أسوأ بكثير”.

الحرب لم تنتهِ بعدُ، والناطق باسم “الجيش” الإسرائيلي يعترف بأن هناك أكثر من 2000 جريح. لكن في منظمة معاقي الجيش الإسرائيلي، التي تحصل بنفسها على المعطيات وفق نوع الإصابة، يقولون إن هناك ما لا يقل عن 3500 معوّق جديد في “الجيش” سيحتاجون إلى معالجة شعبة التأهيل في وزارة الأمن.

وتنقل الصحيفة عن رئيس منظمة معوّقي “الجيش”، عيدان كلايمَـان، الذي أُصيب إصابة بالغة في غزة قبل 31 سنة، تقديره بأنه في العدد النهائي لمصابي الحرب سيكون هناك نحو 10 آلاف معوّق: “شعبة التأهيل في وزارة الأمن تضم 200 موظف اعتنوا لغاية الحرب بـ60 ألف معوّق للمؤسّسة الأمنية والعسكرية”.

في حين أن المؤسّسة الأمنية والعسكرية التي اعتمدت على الاحتياط في بناء جيشها لخوض حرب كهذه، ستواجه معضلة مزدوجة بعد انتهائها، إذ أن المعوقين، سيكونون خارج الخدمة وربما خارج وظائفهم أَيْـضاً.

من ناحية أُخرى، فَــإنَّ الخسائر اللوجستية والعسكرية “الإسرائيلية” للكيان التي يتكبدها من مستنقع الاستنزاف الذي تورط به، أخذة في الارتفاع، حَيثُ يؤكّـد الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أنه قد تم اعطاب وإحراق حوالي 100 آلية عسكرية خلال الـ5 أَيَّـام الأخيرة. ليرتفع العدد إلى أكثر من 600؛ وهو ما يعني ثلثي القوة العسكرية التي دخلت إلى القطاع منذ بدء الحرب. علماً، أن الآليات العسكرية التي تتعرض العطب، ستكون بمثابة عبء مزدوج للقوة العسكرية المرافقة؛ فهي من ناحية بحاجة إلى سحب من الميدان ثم إخراجها لإعادة تأهيلها وبالتالي تحتاج إلى آلية إضافية لإتمام العملية، ومن جهة أُخرى تحولت مع الآلية المُستَقدمة إلى هدف بطيء سهل الاستهداف مع الجنود المرافقين لها.

 

المقاوَمَةُ على الجبهة اللبنانية:

استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان، طوال الفترة الماضية منذ بدء ملحمة “طُـوفان الأقصى” مواقعَ الاحتلال “الإسرائيلي” على طول الحدود اللبنانية – الفلسطينية مُحقّقةً إصابات مباشرة؛ ردّاً على عدوان الاحتلال المُستمرّ على غزة، وتواصلت اعتداءاته على القرى الجنوبية اللبنانية، الأمر الذي أضاف تكاليف التأهب الأقصى لجيش العدوّ على الحدود الشمالية مع لبنان، وجعلها مرتفعة أَيْـضاً؛ نتيجة العمليات العسكرية التي تجاوز عددها الـ 500 حتى الآن، والتي تسببت بنزوح حوالي 120 ألف مستوطن واستنزاف 7 منظومات للقبة الحديدية.

 

الحصارُ الخانق لكيان العدوّ من الجبهة اليمنية:

يبدو أن خسائرَ كبيرةً تؤرِّقُ كيانَ العدوِّ؛ نتيجة للحصار الذي تفرضه اليمن في البحر الأحمر عليه، إضافة للصواريخ والمسيرات؛ وهو ما دفع جيش الاحتلال برفقة الإدارة الأمريكية للرفع من مستوى الدفاع ضد الصواريخ والمسيرات، ويضاف إلى هذا، اعتراضُ وقصف البحرية اليمنية للسفن المتوجّـهة من وإلى الموانئ “الإسرائيلية”، حتى يدخل الغذاء والدواء لسكان غزة.

ومع إعلان موقع “إكسيوس” الأمريكي نقلاً عن مسؤولين، عن توقُّفِ شبه كامل للحركة الملاحية تجاه ميناء إيلات، تكون “إسرائيل” قد دخلت في دوامة من الاستنزاف الاقتصادي والمالي والتجاري والبشري، لا ترى منها مخرجاً سوى بوقفٍ كامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب، والرضوخ لشروط المقاومة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com