أنصارُ الله من الجبال إلى البحار
فاطمة الشامي
تأملوها جيِّدًا (وَاذْكُرُوا إذ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرض تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وتأملوا في واقع اليوم، كيف أصبحت القلة المستضعفة قوة قاهرة لقوى الاستكبار والهيمنة، وكيف أصبحت الكابوس المرعب للعربان المتصهينين؟!
أنصار الله الجماعة التي كانت تتمثل بالعشرات في مران أصبحت اليوم أمةً قوة لا تُهزم؛ لأَنَّها تستنبط قوتها من الله بسلاح الصبر والإيمان.
راقبوا الأحداث عن كثب وستجدون أن اليمن في الصفوف الأولى تتصدى لكل أعداء الأُمَّــة؛ لأَنَّها تحمل ثقافة القرآن الذي بنى جيلًا تربى على الجهاد والاستشهاد، جيل لا يساوم على شيء مقابل دينه وكرامته حتى ولو كان الثمن حياته، اليمن اليوم ليس كما سبق بلد مستضعف خاضع للوصاية الخارجية لا يحرك ساكناً، اليمن اليوم فيهِ أنصار الله رجال ذو قوة وبأسٍ شديد، اليمن هو البلد الوحيد الذي استهدف إسرائيل عسكريًّا وأربكها اقتصاديًّا وضرب سفنها في البحر وكبدها الخسائر الفادحة نصرةً لفلسطين وأبنائها الذين تقتلهم إسرائيل يوميًّا بالآلاف، والدول العربية لا تحَرّك ساكناً أو تبدي ردة فعل حتى إعلامياً.
الحمد لله الذي بفضله حصدنا نصر عباده المؤمنين، الذين أيدهم بقوته ونصرهم على القوم الظالمين، فبعد سِتِّ حروب استهدفت الأنصار وهم أقلية مستضعفة وحاصروهم من الغذاء والدواء، أصبحوا هم اليوم من يحاصرون العدوّ وأصبح القرار في أيديهم؛ لأَنَّ أنصار الله لم يقتصروا في حروبهم على السهول والجبال، ها هم اليوم يخوضون حروبهم في البحار أَيْـضاً ليعلنوا للعالم أجمع عرباً وغرباً أن اليمن مقبرة الغزاة في بحرها والبر.