صنعاء تكسرُ العصا وتدوسُ على الجَزَرَة الأمريكية
محمود المغربي
عقبَ فشل التهديدات الأمريكية في الضغط على صنعاء للتراجُعِ عن قرار إغلاق باب المندب أمام السفن الإسرائيلية، بل أدت تلك التهديدات إلى تصعيد من قبل صنعاء بحيث أصبح قرارُ المنع يشمل كافة السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني ومن أية جنسية بعد أن كان قرار المنع محصورًا على سفن الكيان الصهيوني، تلجأ أمريكا إلى الجَزَرَةِ وسياسة الترغيب وإلى الوسطاءِ، بمن فيهم سلطنة عمان التي نحمل لها الكثيرَ من الاحترام؛ للضغط باتّجاه التراجع عن قرار المنع إلا أن تصريحات الأُستاذ محمد عبد السلام كانت مخيِّبةً للآمال بالنسبة لأمريكا، حَيثُ أكّـد أن لا تراجع عن قرار المنع حتى يُرفع الحصار عن غزة وبذلك تكون صنعاء قد كسرت العصا وداست على الجَزَرِ الأمريكي ولم ينفع معها لا العصا ولا الجزر، وليس أمام أمريكا إلا البحثُ عن خياراتٍ أُخرى أشكُّ بأنها سوف تؤدِّي إلى نتيجة ما لم يكن فيها وقف للعدوان والحصار على غزة.
وأمام الفشل الأمريكي، تتسابقُ الفصائلُ اليمنيةُ المشارِكةُ في العدوان على اليمن؛ لعرض خدماتها على أمريكا، كُـلُّ فصيل على حِدَةٍ يقول لأمريكا: “أنا من يستطيع الوقوف ضد صنعاء وحماية البحر الأحمر والمصالح الصهيونية إذَا قدَّمتم لنا الدعمَ الكافي”، مع أن تلك الفصائل قد فشلت وخسرت أمام صنعاء وهي مجتمعةٌ وقد حصلت على الدعم الكامل من واشنطن وتل أبيب والعالم، وكانت الخزانة السعوديّة والإماراتية والقطرية مفتوحة وتصب كلَّ ما لديها من أموال في جيوب تلك الفصائل الفاشلة والعاجزة حتى عن حفظ الأمن في مناطقها.
ولا أعتقدُ أن ذاكرةَ أمريكا مثقوبةٌ؛ كي تكرّر نفسَ الخطأ والفشل وتعودَ للاستعانة بهؤلاء العجزة، خُصُوصاً أن الشعبَ اليمني بات يدرك حقيقةَ هؤلاء المرتزِقة ويرفُضُهم، هذا إذَا كان لا يزالُ بوسع أمريكا عملُ أي شيء أحمق والذهاب نحو تَحَرُّكٍ عسكري تقول الحسابات إنه فاشل ولن يزيدَ أمريكا إلا خسارةً.