إنذارٌ جديد

 

يحيى المحطوري

أقسم بالله.. إنهم لو تمكّنوا لجعلوا مدنَ العرب والمسلمين كُلَّها كغزةَ الجريحة وفلسطين الذبيحة، وأثخنوها قتلًا ودمارًا..

وإذا لم نعد أنفسَنا لقتالهم ودفع شرهم فسيوصلوننا إلى أسوأِ مصير.

أيها المسلمون:

ما يحدُثُ في غزة إنذارٌ جديدٌ لمن تركوا النزالَ وكرهوا القتال وغفلوا عن الإعداد..

إن أعداءَكم لا مبدأ لهم ولا ضمير ولا مجير منهم سوى الاعتصام بحد السيف والاعتماد على الله القوي القاهر والاستعانة به والالتزام بتوجيهاته، حَيثُ يقول:

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ، وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شيئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شيئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ..

وإلى أهل غزة: دعوة للثبات والصبر والتقوى:

بَلَى، إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ..

وإلى أدعياء المدنية:

أيها المتثاقلون.. ليس في كره القتال حفاظ على الحياة.. واسألوا العراق كم عدد ملايين قتلاه.. وسلوا سوريا كم ذبحوا فيها وأجرموا..

سلوا كُـلّ مظلومي الدنيا هل مسح المجتمع الدولي لهم دمعة.. فلا ضمير له فيدعى إلى إيقاظه..

سلوا الدنيا كلها هل أعاد البكاء حقا لأحد أَو دفعت الدموع ظلما عن بلد..

وإلى قادة محور المقاومة ومقاتليهم، وكل آمالنا معلقة عليهم:

وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

* * *

تحيةٌ وسلام..

إلى أُولئك الفتية الذين تركوا جامعاتهم كي يرسموا فرحة الانتصارات على وجوهنا كُـلّ يوم..

ولم يبالوا بالتفكير في مستقبلهم؛ مِن أجل تأمين مستقبلنا..

إلى عشاق المرابض والخنادق من رفاق الصواريخ والبنادق..

من نحن لولاكم.. ولولا بطولاتكم وصبركم..

ما قيمة أعمالنا مقابل اليسير من أعمالكم..

أشعر بالخجل وأنا أحاول الكتابة عنكم.. وأدرك جيِّدًا كم نحن مثقلون بحقوق الوفاء لكم.. ومدينون لكم في نعيمنا وحياتنا وأمننا..

ومع كُـلّ بطولة متجددة يتضاعف الحق لكم علينا..

ويتضاعف كُـلّ يوم تقصيرنا في أداء هذا الحق..

أعلم أنكم لا تنتظرون منا ثناء ولا شكورا..

فأنتم من

تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ..

وفي أمثالكم قال الله..

فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ..

السلام عليكم أيها المجاهدون الكرام ورحمة الله وبركاته..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com