الشمسُ لا تُحجَبُ بغربال
ابتسام وجيه الدين
طالما صرخ السيد حسين -رضوان الله عليه- وقال الموت لإسرائيل، ولطالما قال: اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم، فكان العملاء يستحمرون العوام ويسخفون من أولياء الله، ويسخفون من آيات الله التي جاءت في القرآن الكريم، وكأن لا عدو هناك ولا محتلّ متربص بنا ودأبهم ولسان حالهم (أين هي أمريكا، أين هي إسرائيل)؛ فلنفرض جدلاً بأن لا إسرائيل تحتل جزراً لنا ولا أمريكا لها قواعد فيها وليس لهم حرية التصرف بالملاحة التجارية وليست مسيطرة على باب المندب عبر مرتزِقتها، ألا يحق لنا أن نعد ضربات استباقية لندافع عن أنفسنا، ألا يصح أن نتوجس ونتوقع الغدر والعداء وأطماع العدوّ لموقع بلدنا الاستراتيجي عملًا بقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة وَمِنْ رِباطِ الخيل تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وعدوكم وآخرين مِنْ دُونِهِمْ لا تعلمونهم اللهُ يعلمهم وَما تُنْفِقُوا مِنْ شيءٍ في سبيل اللهِ يوف إليكم وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).
فما بالكم والعدوّ حقيقةً متواجد على أراضينا وهو من يسن القوانين ويأمر وينهي صاحب الأرض والحق بل ويمرغ أنفه بالتراب ويسرق نفطنا وثرواتنا السمكية والسياحية وَ… إلخ، باليد اليمنى ويعطي لمرتزِقته وعملائه الفتات باليد اليسرى!!
ولا يخفى الآن على الجميع بعد أن رأى العالم أجمع لقاءات قيادات المرتزِقة مع الأمريكان وتصريحاتهم بالوقوف إلى جانب إسرائيل والدفاع عنها والتصدي لمواقف الحكومة الداعمة للقضية الفلسطينية، بل ويتحدثون وكأنهم الحكومة الشرعية، الآن بات واضحًا بأن الموت لإسرائيل أصبح حقيقةً لا مفر منها وبأن العمالة والتطبيع تجري في دماء كُـلّ من وقف في صف العدوان وحارب أنصار الله المدافعين عن الأرض والعرض.
ماذا بعد؟!
ألم يصبح كُـلّ شيء جليًّا وواضحًا للعيان؟! ألم يتضح من الذي يحارب الحوثي عسكريًّا وإعلامياً؟!
هل ما زال هناك غشاوة على أعين الشعب اليمني الذي قال عنهم رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، إذَاً فليستخدم اليمني العظيم حكمته ولا تنطلي عليه استعراضات من يرتدي الشال الفلسطيني ويعمل جاهداً بل ويصرح بأن هناك تعاونًا لحماية البحر الأحمر.
حماية البحر الأحمر ممن ولماذا ولأجل من؟!
أليس لحماية السفن الإسرائيلية والتابعة لها ومن صواريخ أنصار الله ولأجل أمريكا وعملائها!؟
وبعبارة أُخرى (مواجهة عمليات الحوثي)! عملياته ضد من، وموجهة لمن؟ أليست موجهة للصهاينة واقتصادهم؟ أليست دفاعاً عن غزة ومنع وصول ما قد يضرهم سواءً سلاح أم غذاء؟ فالسلاح يقتلون به والغذاء لأعدائهم وإن كانت تجارية فلضرب اقتصادهم.
فالشمس لا تحجب بغربال.