مهما يكن الموقف لن نتركَ غزة.. عينُنا حصراً على “إسرائيل”
عبدالحكيم عامر
إن هناك مبالغةً متعمدةً من قبل وسائل الإعلام الغربية فيما يتعلق بما يحدث في باب المندب وتأثيره على التجارة العالمية، هذا التهويل يرتبط بالاحتلال الإسرائيلي والسفن المتجهة إلى الأراضي المحتلّة، ولكن هل تتعلق هذه القضية بالملاحة الدولية بشكل عام؟ وما هو تأثير باب المندب على التجارة العالمية؟ ولماذا يُعتبر الاحتلال الإسرائيلي المستهدف الرئيسي؟ سنقوم بتناول هذه الأسئلة وإلقاء الضوء على هذا الموضوع الهام.
- تأثير باب المندب على التجارة العالمية:
بدءًا من النقطة الأولى، يمثل التجارة البحرية نحو 80 % من حجم التجارة العالمية، ومن بين الممرات البحرية الرئيسية التي تؤثر في التجارة العالمية، يأتي باب المندب في المقدمة، فما هو تأثيره على التجارة العالمية؟
فتشير الإحصائيات إلى أن حركة التجارة من باب المندب تشكل حوالي 12 % من حجم التجارة العالمية؛ يعني هذا أن العديد من السفن تستخدم هذا الممر المائي الحيوي لنقل البضائع والمواد اللازمة للتجارة العالمية.
على الجانب الآخر، تشير الأرقام إلى أن حركة التجارة في جميع موانئ الاحتلال الإسرائيلي تشكل نسبة ضئيلة نسبيًا من حجم التجارة العالمية، حَيثُ تقدر بحوالي 0.4 %، وأقلها في ميناء إيلات، وبالتالي، يمكن القول إن التجارة العالمية لا تعتمد بشكل حاسم على موانئ الاحتلال الإسرائيلي.
- العدوّ الإسرائيلي: الهدف الرئيسي
لماذا يُعتبر العدوّ الإسرائيلي هو الهدف الرئيسي في هذا السياق؟
لم تستطع أية دولة إدانة عمليات اليمن في البحر الأحمر غير تلك الدول التي تسبح في فلك أمريكا.. والسبب أن موقف اليمن كان منطقياً وقانونياً.. فالحصار مقابل الحصار ومنع السفن مقابل منع فتح المعابر.. فلا عبثية في الأمر ولا تجاوز على العرف الدولي..
كما أن القوات المسلحة اليمنية تجدد التأكيد أن الممرات الملاحية في البحر الأحمر والبحر العربي في أمان، ولا خطر على سفن أية دولة باستثناء السفن التابعة لكيان العدوّ الإسرائيلي أَو تلك المتوجّـهة إلى موانئه، وذلك ربطاً بعدوانه الغاشم وحصاره الظالم لقطاع غزة.
ما الدور الذي يلعبه باب المندب في ذلك؟
يجب أن نلاحظ أن أكثر من 95 % من تجارة العدوّ الإسرائيلي تتم عبر البحار؛ مما يعني أن إغلاق باب المندب أمام السفن المتجهة للأراضي المحتلّة يعتبر هدفًا رئيسيًا في هذا السياق حتى إيقاف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن غزة.
- محاولة إنقاذ “العدوّ الإسرائيلي” من الحصار اليمني:
بناءً على ذلك، يهدف ما تقوم به أمريكا والآلة الإعلامية الغربية بشكل أَسَاسي إلى محاولة إنقاذ العدوّ الإسرائيلي من ورطته الاقتصادية والتجارية نتيجة الحصار اليمني عليها، يحاولون ذلك من خلال ربط الخطر على “العدوّ الإسرائيلي” بالخطر على التجارة العالمية، وهو أمر غير صحيح، حيثُ إن “العدوّ الإسرائيلي” لا تمثل تجارته سوى جزءاً صغيراً جِـدًّا من حجم التجارة العالمية.
وفي الأخير يجب التعامل مع القرارات اليمنية بشكل صادق وعقلاني، وأنها قرارات رسمية ومعترف به دوليًّا، وليس كما يحاول الغرب تصويرها على أنها تهديد للأمن الدولي والتجارة العالمية.
مهما يكن الموقف والهدف منه.. فاليمن واضح في موقفه بمنع سفن العدوّ الإسرائيلي أَو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، أما غيرها فلا يتم اعتراضها بدليل أن حركة التجارة مُستمرّة على مدار الساعة في منطقة عمليات الجيش اليمني.
وإن الجمهورية اليمنية تهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وفتح المعابر لإدخَال المساعدات لأبناء غزة.