ليطمئن العالَم.. البحرُ الأحمرُ آمِنٌ عدا لـ “إسرائيل”

 

د. شعفل علي عمير

القيادةُ السياسية والعسكرية اليمنية أكّـدت للعالم أجمعَ حرصَها على سلامةِ الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وأن إغلاق هذه الممرات أمام الملاحة البحرية الصهيونية يأتي في إطار الضغطِ الاقتصادي على الكيان الصهيوني؛ لرفع الحصار الشامل على قطاع غزة والسماح بفتح المعابر لدخول الغذاء والدواء إلى الشعب الفلسطيني، وتعتبر هذه الإجراءاتُ عملاً أخلاقياً وإنسانياً.

وفي مقابل ما يقومُ به اليمنُ من محاولة لإنقاذ مئات الآلاف في قطاع غزةَ من شبح المجاعة والموت نتيجة الحصار والقتل المباشر، تشكّلُ أمريكا تحالفًا بحريًّا بمشاركة دول عربية؛ بذريعةِ حماية الملاحة البحرية؛ وحتى تزيل الحرج من مشاركة العربِ فقد أخفت أمريكا مشاركة الكيان الصهيوني.

الهدفُ الخفي والحقيقي لهذا التحالف حمايةُ السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ “إسرائيل”، فالعالم يعرف تماماً أن البحر الأحمر آمِنٌ لكل سفنهم عدا ما أكّـدت عليه القيادةُ السياسية والعسكرية اليمنية وقامت وزارةُ الخارجية في صنعاء بمخاطبة منظّمة البحار (IMo) والاتّحاد العالمي لعمال النقل (ITF) وجميع دول شركات الشحن، وأكّـدت بشكل وثيق على سلامة وأمن الملاحة في البحرَين الأحمر والعربي إلى جميع الوجهات ما عدا الكيان الصهيوني.

الإجراءُ اليمني إنساني بامتيَاز وسيستمر بشكل صارم حتى رفع الحصار عن أهالي غزة الكرام؛ ونتيجة لحرص اليمن على سلامة الملاحة البحرية فَــإنَّ القوات المسلحة اليمنية تقوم بالاتصال المتكرّر بالسفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية لتغيير مسارها قبل اتِّخاذ أية خطوات.

التحالفُ المزمعُ جاء بطلبٍ من الكيان الصهيوني لحماية سفنه والسماح له بالاستمرار في قتل وحصار الشعب الفلسطيني، فكل من يشارك في هذا التحالف يعد مشارِكاً فعلياً في القتل اليومي للأطفال والنساء وتدمير كُـلّ مقدرات الحياة في غزة، سواءٌ أكان الكيان الصهيوني مشاركاً سرًّا أو علنًا.

على كُـلّ الدول المطلة على البحر الأحمر وخَاصَّة مصر أن تعرفَ بأن أي تدخل أجنبي إنما هو إضعاف لهيمنتها ونفوذها البحري ومصالحها الاقتصادية ويخدم السيطرةَ الغربية والإسرائيلية بالدرجة الأولى، وأنها الخاسر الوحيد إلَّا أن تقف بوجه هذا التحالف المعروفة أهدافه؛ فبدلاً عن مشاركتها في حلف حماية “إسرائيل” عليها فتح معبر رفح والسماح بدخول ما يحتاجه سكان غزة من متطلبات الحياة.

وفي حال السماح بدخول الغذاء والدواء إلى فلسطين ووقف العدوان فلن يكون هناك حصارٌ على سفن الكيان الصهيوني، وهذه هي المعادلة التي اشترطتها القوات المسلحة اليمنية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com