ماذا يعني توسعةُ الصراع في المنطقة؟

إذا تورَّط الأمريكي باستهداف بلدنا سنجعل البارجاتِ الأمريكية والمصالح الأمريكية والحركة الملاحية الأمريكية هدفاً لصواريخنا وطائراتنا المسيرة وعملياتنا العسكرية.

 

 

د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي

دأبت أمريكا على إظهارِ حرصِها الكبيرِ على عدم توسعة الصراع في المنطقة منذ بداية معركة “طُـوفان الأقصى”، وقد سارعت بإرسال بوارجها إلى المنطقة في إطار هذاء الحرص، وفرضت على كثيرٍ من الدول ومنها الدول العربية أن تتبنَّى الحرصَ على عدم توسيع الصراع، وسخَّرت أمريكا كُـلَّ إمْكَانياتها العسكرية والسياسية وعلاقاتها الواسعة في سبيل ذلك، ولكن ماذا يعني عدمُ توسعة الصراع في المنطقة؟ يعني وبكل بساطة أن على الجميع تركَ حركة حماس لوحدها في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية الهائلة، وترك الشعب الفلسطيني في غزة والضفة يواجه مصيره دون مساعدة من أحد، وعندما تحَرّك حزبُ الله في شمال فلسطين وهاجمت المقاومةُ الإسلامية العراقية القواعدَ الأمريكية في المنطقة، اعتبرت أمريكا أن هذه التحَرّكات ما زالت في الإطار المسموحِ به، وخوفاً من تصعيدِ الوضع كثّـفت أمريكا من ضغوطها على الحكومة اللبنانية والحكومة العراقية لمنع ذلك.

ولكن لم تكن أمريكا تتوقعُ أن يأتيَ الخطرُ الكبيرُ من منطقة تبعُدُ ألفَي كيلومتر عن فلسطين المحتلّة، من اليمن التي كسرت المعادَلةَ الأمريكية في حرب غزة، وقد أصرَّت اليمنُ على عدمِ ترك غزة لوحدِها في مواجهة المصير الصعب الذي حدّدته أمريكا لها، ودخلت المعركة معتمدة على الله من خلال الضربات الصاروخية والطيران المسيَّر على أم الرشراش (إيلات)، ومن خلال منع السفن الصهيونية أَو التي تعودُ ملكيتُها أَو جزءٌ من ملكيتها لأفراد صهاينة من اجتياز البحر الأحمر، ولم تكتف اليمن بذلك بل صعدت أكثر ومنعت أية سفينة تتجه إلى الموانئ الصهيونية من عبور البحر الأحمر بغض النظر عن من يملكها، ونجحت اليمن من فرض حصار خانق على الكيان الصهيوني، وهذا ما أصاب أمريكا بالجنون ودفعها إلى استخدامِ كُـلِّ وسائلِ الترغيبِ والترهيبِ؛ لثني اليمن عما تقوم به في البحر الأحمر، وعندما فشلت في ذلك أعلنت إنشاء حلفٍ مكون من عدة دول لمواجهة التحَرّكات اليمنية في البحر الأحمر تحت مبرّر حماية طرق التجارة الدولية، والهدف الحقيقي للحلف حماية الكيان الصهيوني من الصواريخ والطيران المسيَّر اليمني وَفك الحصار عنه.

وما يقلقُ أمريكا أكثرَ هو قيامُ دول وكيانات عربية وإسلامية بتحَرّكات تضُرُّ بالكيان الصهيوني اقتداءً بما تقوم به اليمن، وهذا ما دعا إليه قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com