اللواء العاطفي: اليمن أصبح اليوم الرقمَ الأصعبَ والمؤثرَ في أية معادلة ولأول مرة يفرض حصاراً بحرياً على الموانئ الصهيونية بالحديد والنار
خلال لقائه قادةَ المحاور والألوية والوحدات العسكرية بالمنطقة العسكرية الخامسة
اللواء المداني: مقاتلو المنطقة الخامسة يتوقون شوقاً لمواجهة الصهاينة ولن يرحموا من يفكِّرُ بالارتهان أَو ينفذ مخطّطاتهم في الساحل الغربي
اللواء القادري: القوات المسلحة اليمنية فرضت معادلةَ توازن جديدة في البحر الأحمر وجاهزون لكل الاحتمالات بخيارات فاعلة ومؤثّرة
المسيرة- صنعاء
أكّـد وزيرُ الدفاع في حكومة تصريف الأعمال -اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أن “القوات المسلحة اليمنية قد فرضت معادلةً جديدةً على مستوى المنطقة والعالم بفضل الله وبفضل القيادة الربانية، وبدعم واصطفاف الشعب اليمني، الذي التف حول القيادة وفوّض قائدَ الأُمَّــة تفويضاً مطلقاً لا يوجد له مثيل على مستوى العالم في العصر الحديث؛ لاتِّخاذ القرارات الحاسمة والرادعة والحكيمة ضد الطغيان المتوحش للكيان الصهيوني، الذي أوغل في سفك دماء إخواننا وأهلنا في غزة، وفي كُـلّ فلسطين”.
وقال خلال زيارته التفقدية للمنطقة العسكرية الخامسة ولقائه بقادة المحاور والألوية والوحدات العسكرية في المنطقة، أمس: “إن لدى القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا خيارات عديدة في حال استمر العدوان والحصار والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”.
وقال الوزير العاطفي: “عيوننا ترصد وتتابع تحَرّكات الكيان في جميع أنحاء العالم، مُشيراً إلى أن العدوّ الصهيوني مركز على قتل الأطفال والنساء والجرحى، ومسنود بقوى الاستكبار العالمي بقيادة واشنطن ولندن وباريس، وكلّ قوى الشر والأحقاد الصليبية المفرطة في عدائها وحقدها على الأُمَّــة.
وتابع: “نحن في اليمن شعباً وقيادة وقوى سياسية وتيارات متفقون على أن السيادة الوطنية بمفهومها الواسع هي السيادة العسكرية والسيادة الأمنية والقرار الوطني والسيادة في الثروة والجغرافية لا تقبل المناورة”.
ومضى بالقول: “ينبغي على القوى الدولية والإقليمية أن تعلمَ أن الإرادَةَ الوطنيةَ اليمنية أرست دعائمَ قويةً من الاستقلالية، ومن الانتصارات، وأن مرحلةً جديدةً بقيادة شجاعة تم صياغتُها على أيدي اليمنيين الأبطال والمجاهدين لن نكونَ على وفاق مع حسابات الأعداء والخصوم؛ لأَنَّ القرار الوطني المقاوم للهيمنة أصبح صاحب الكلمة وصاحب الترتيبات القادمة، التي توضح أن الانتصار العظيم قد بدأ”.
وأكّـد وزير الدفاع، أن “اليمنَ اليوم يدافعُ عن الأمن القومي العربي والإسلامي، وما تقوم به القوات المسلحة اليمنية هو في صالح الدول، التي تعمل على التحرّر من هيمنة الكيان الصهيوني وأمريكا على مستوى دول العالم”.
وتابع: “الأعداء خططوا ونفذوا العدوانَ على اليمن بتحالف أكثر من 17 دولة حتى لا يحصل ما حصل من قبل اليمن في هذه الأيّام بالوقوف لنصرة أهلنا في فلسطين، وقصف أهداف حساسة للكيان على الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وحصار الموانئ للكيان”.
واستطرد قائلاً: “هناك دولٌ لا تستطيعُ حتى أن تلوحَ باستخدام القوة؛ لأَنَّ الموقف يحتاجُ إلى قرارات جريئة واستراتيجية، وقائد الأُمَّــة السيد عبدالملك الحوثي هو من يملك الشجاعة والجرأة والقرار المستقل، وبحنكة وحكمة؛ لأَنَّ الخوف والتهديد والترهيب والترغيب ليس في حساباته، فهو يعرف الله حق المعرفة، ومن يعرف الله فهو حسبه ونعم الوكيل”.
وذكر اللواء العاطفي أن “المؤامرات كانت كبيرة على القضية الفلسطينية، وعلى الأُمَّــة العربية والمنطقة”، مؤكّـداً أن “اليمن قيادة وحكومة وشعباً وقوات مسلحة وبالتنسيق مع أحرار الأُمَّــة أفشلوا هذه المؤامرات الدنيئة”.
وقال: “بالقرارات الشجاعة والجريئة والاستراتيجية، التي وجّه بتنفيذها قائد الأُمَّــة، اعتمدت القوات المسلحة اليمنية قواعد اشتباك جديدة مع الكيان الصهيوني، وفرضت معادلة عسكرية يمنية لم يشهدها هذا الكيان الغاصب طوال السبعة العقود الماضية”.
وأضاف: “لأول مرة يفرض حصار بحري على موانئ الكيان الصهيوني بالحديد والنار، وفضل كبير أن يكون على يد القوات المسلحة اليمنية، ومثل هذ العمل العسكري اتخذته القيادة الثورية عن كفاءة وتقدير لكافة نتائجه؛ لأَنَّها رأت همجية وعدوانية ووحشية الصهاينة وآلتهم العسكرية في الإبادة الجماعية والحصار لأهل فلسطين، ولم تجرؤ أية دولة من قبل أن تعمل ذلك”.
واعتبر الوزير العاطفي ما قامت به القوات المسلحة اليمنية بداية لسلسلة من الأعمال والخطوات الإجرائية المساندة والداعمة لنصرة غزة وأهلها.
وجدّد التأكيد على أن اليمن أصبح اليوم الرقمَ الأصعبَ والمؤثرَ في أية معادلة، وعلى دول العالم الحر أن تسارع لقيام تحالفات مع الجمهورية اليمنية الفتية للتحرّر من الظلم والهيمنة.. وقال: “الخير قادم من اليمن؛ لأَنَّ لليمن جذورًا في المروءة والأخلاق والكرم ونصرة المظلوم”.
وكان وزير الدفاع نقل، في مستهل كلمته، لقيادة المنطقة العسكرية الخامسة والقادة وكافة ضباط وصف وجنود المنطقة تحايا وتهاني قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتبريكات فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وباسم قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان.
وبارك كُـلّ جهد بذلوه ويبذلونه في مواقع رباطهم في مواقع الشرف والبطولة وجبهات القتال والمواجهة وهم يدافعون عن الأُمَّــة ورسالتها وقيمها الإسلامية والوطنية؛ انتصاراً للحق والعدل ومقاومة الظلم ضد المعتدين والطغاة من قوى الشر والاستكبار وأذنابهم وعملائهم في المنطقة، الذين ينتهكون سيادة الأوطان وينهبون ثروات الشعوب.
وخاطب المقاتلين بالقول: “إن من الأولويات الماثلة أمامنا اليوم هي الحفاظ على الروح الإيمانية والسعي المُستمرّ في جميع مهامنا القتالية والتدريبية والثقافية والتربوية كقوات مسلحة من منطلق الجهاد في سبيل الله والثقة بالله والإيمان الراسخ بأن النصر هو من عند الله والتوكل عليه في كُـلّ وقت وحين”.
وأضاف: “إن من أهم عوامل تحقيق الانتصارات في ميادين القتال في ظل معطيات ومقتضيات المعركة الحديثة هو رفع الروح المعنوية العالية للمقاتلين وإشباعها بالروح الإيمانية التي لا تتزعزع، بالإضافة للتدريبِ القتالي المكثّـف الذي من خلاله يكتسب المقاتلين المهارات والخبرات والقدرات العسكرية العالية التي تمكّنهم من إحراز النصر في ميادين القتال”.
وتابع الوزير العاطفي: “يقع على عاتقكم مسؤوليات كبيرة تتجسد بالاهتمام المُستمرّ في جوانب التدريب والتأهيل، وبذل الجهود المتواصلة والعناية القصوى في هذا الجانب الهام”.. مؤكّـداً أن “على القادة يقع الدور الأكبر في بلورة الخطط التدريبية والإشراف المباشر على عملية التنفيذ والتقييم وتذليل الصعوبات أمام المختصين -إن وُجدت”.
وقال: “إن التوجّـه السليم والمثابرة نحو البناء العسكري النوعي للقوات المسلحة اليمنية هو استراتيجية نسير وفق محدّداتها الرئيسية؛ كون هذه الاستراتيجية تضمن لنا أن نختزل المسافات ونوفر الطاقات المهدرة، كما أن الإعداد والتدريب والتأهيل العسكري سيحقّق للمؤسّسة العسكرية الدفاعية الانطلاقة المنشودة، لا سِـيَّـما وأن هذه القوة الرائدة اكتسبت مهارات قتالية نادرة طوال السنوات التسع، التي مرت بها من المواجهة ومن إدارة القتال بأنواعه، ومن اختبار قدراتها في وسط اشتعالات نيران الحرب العدوانية”.
وأضاف: “المرحلة الراهنة التي نمر بها تشهد الكثير من المستجدات والمتغيرات على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وتزداد فيها حدة الصراعات بين القوى العالمية وما نراه اليوم من تحَرّك متسارع من قبل القوات الأجنبية وأدواتها في المنطقة يضعنا كقوات مسلحة يمنية أمام جملة من الواجبات والمهام الوطنية المقدسة؛ لعل من أبرزها اليقظة والحذر، فالمرحلة القادمة حساسة ودقيقة ولا تقل أهميّة أَو خطورة عما مر من مراحل اشتعال المواجهات، التي يتوجب علينا الاستعداد لها ولأحداثها المستقبلية، سواء من حَيثُ الجهوزية العالية للمعركة الدفاعية والهجومية أَو من حَيثُ إدراك واستيعاب المهام وطبيعة التطورات القادمة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي”.
واختتم وزير الدفاع كلمته بالقول: “هذه المرحلة ضبابية ومؤشرات المخادعة والمراوغة فيها عالية، ولا ينبغي علينا أن نتغافل فلقد عرفنا التاريخ، وخبرتنا الأيّام أننا نسبقُ براكينَ الخطر، وأننا قادرون -بالله وتوفيقه وبالقيادة الحكيمة- أن نلويَ أعناقَ المخاطر ولن نتهاوَنَ في إنجاز واجباتنا ومسؤولياتنا حتى في أشد الظروف قسوة وأخطرها موقفًا”.
أكثرُ جهوزيةً واستعداداً:
من جهته أكّـد قائد المنطقة العسكرية الخامسة، اللواء يوسف المداني، أن كُـلَّ منتسبي المنطقة قادة وضباطاً وأفراداً يدركون حساسية المرحلة وطبيعة المهام الموكلة إليهم.
وبيّن اللواءُ المداني أن الموقفَ اليمني الثابت والمبدئي الذي رسمه سيّد القول والفعل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والوعد الصادق، الذي أكّـد للعالم أجمع أن المقاومة الفلسطينية ليست لوحدها وكانت النتائج بفضل الله وعونه إيجابية.
وأشَارَ اللواء المداني إلى أن مقاتلي المنطقة العسكرية الخامسة يقفون اليوم أكثر استعداداً وجهوزية ويقظة لكافة المخاطر والتهديدات، ويتوقون شوقاً لمواجهة الصهاينة، ومن يدور في فلكهم، وأنهم لن يرحموا من يفكر بالارتهان بهم، أَو ينفذ مخطّطاتهم في الساحل الغربي، مؤكّـداً أن منتسبي المنطقة العسكرية الخامسة يجددون العهد لقائد الثورة وللشعب اليمني بأنهم سيظلون أوفياء لواجباتهم الدينية والوطنية والقومية حتى تحقيق النصر، ودحر الطغيان والاحتلال إلى مزبلة التاريخ.
بدوره، أوضح قائد لواء الدفاع الساحلي -مدير الكلية البحرية- اللواء الركن محمد القادري، أن القوات المسلحة اليمنية فرضت وضعاً مغايراً ومعادلة توازن جديدة في البحر الأحمر، والجميع جاهزون لكافة الاحتمالات، وبخيارات فاعلة ومؤثرة.