تحالُفُ أمريكا لا يرهبُنا

مازن السامعي

تتسارعُ الأحداث وتتطور يوماً بعد آخر في منطقتنا العربية وكلما حاولنا تقليصها تتوسع أكبر، فإسرائيل كُـلّ يوم تزيد من إجرامها وحصارها على غزة والمجتمع الدولي ملتزم الصمت وغير قادر على إيقافها، وقواتنا المسلحة اليمنية مُستمرّة في موقفها مع إخواننا في غزة، ولا تزال تفرض قرارها في البحرين الحمر والعربي بمنع كُـلّ السفن الإسرائيلية والسفن المتعلقة بها من أية جنسية كانت، لكن المجتمع الدولي المنافق بدل أن يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة قام بإعلان تحالف لحماية السفن الإسرائيلية من هجمات القوات المسلحة اليمنية، هذا التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية وعربية بذريعة حماية الملاحة الدولية والسفن العالمية من هجمات الحوثي، رغم أن القوات المسلحة اليمنية أعلنت مراراً وتكراراً أنها لا تستهدف إلَّا السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى إسرائيل، وأن لا خطر على الملاحة الدولية والسفن العالمية التابعة لدول أُخرى والتي تبقي أجهزة التعارف مفتوحة، لكن هذا التحالف له مآرب أُخرى وهو ليس بجديد علينا لأننا في صراع دائم مع تحالفات أمريكا وحلفائها، وأن العدوان الذي أعلنته السعوديّة من واشنطن هو بإدارة ومشاركة أمريكية وبريطانية، كما أن الأسطول الأمريكي متواجد في البحر منذ البداية لحماية السفن الإسرائيلية ولكنه لم يتمكّن من حمايتها؛ فالقوات المسلحة اليمنية لا تزال تستهدفها وتقصفها وتقتادها إلى ميناء الحديدة، وعندما أدرك خطورة الموقف وعدم قدرته على حماية السفن الإسرائيلية طلب من بقية الدول المساعدة والانضمام إليه في تحالف مهزوم بإذن الله.

إن هذا التحالف لن يثني القوات المسلحة اليمنية عن أداء واجبها في البحر الأحمر، بل ستواصل عملياتها وبكل قوة وعزيمة ومعها كُـلّ أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، وعلى هذا التحالف أن يدرك بأنه إذَا ارتكب أي خطأ تجاه بلدنا فإنه سيغرق في البحر وأنه سيكون عرضة لاستهداف قواتنا المسلحة، كما عليه أن يستوعب خطاب السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- ويعيد حساباته قبل أن يعض على أنامله تندماً وتحسراً.