بعد منع عبورها من البحر الأحمر.. السفنُ المرتبطة بالعدوّ تواجهُ مشاكلَ على الطريق البديل
تقرير لـ “رويترز”:
– العواصفُ في رأس الرجاء الصالح تجبر السفن على استهلاك كمياتٍ كبيرةً من الوقود
– الموانئُ المتواجدةُ على الطريق حول إفريقيا ليست مجهَّزةً جيِّدًا لازدحام السفن
المسيرة | خاص
لا زالت تأثيراتُ العمليات اليمنية الاستراتيجية ضد حركة التجارة الصهيونية تتصاعدُ منذرةً بالمزيد من الخسائر والتداعيات طويلة الأمد على العدوّ؛ فإلى جانب شل حركة ميناء إيلات، والتأثير حركة موانئ الاحتلال الأُخرى ورفع أسعار الشحن على كُـلّ الواردات والصادرات من الأراضي المحتلّة، تواجه السفن “الإسرائيلية” والمرتبطة بالعدوّ، مشكلة في الطرق البديلة الطويلة التي أجبرت على سلوكها؛ بسَببِ العمليات اليمنية، وعلى رأسها طريق رأس الرجاء الصالح، حَيثُ كشف مسؤولون في قطاع الشحن أن هذا الطريقَ يعرّض السفن للعواصف والأعاصير ويجبرها على استهلاك كميات كبيرة من الوقود كما أن الموانئ على هذا الطريق غير مجهزة بشكل جيد للتعامل مع ازدحام السفن، الأمر الذي سيضيف تأثيرات أُخرى على وصول البضائع من وإلى موانئ العدوّ الصهيوني.
ونشرت وكالة “رويترز” تقريرا قالت فيه: إن السفن التي تبحرُ حولَ رأس الرجاء الصالح لتجنب العمليات اليمنية “تواجه خيارات ليست سهلة أَيْـضاً بشأن أماكن التزود بالوقود والمؤن مع معاناة الموانئ الأفريقية من الروتين والازدحام وضعف المرافق”.
ونقلت الوكالة عن أليسيو لينسيوني مستشار اللوجستيات وسلاسل الإمدَاد قوله: إن “موانئ المياه العميقة الكبيرة الأفريقية الأُخرى على طول طريق رأس الرجاء الصالح مثل مومباسا في كينيا ودار السلام في تنزانيا تفتقر إلى المعدات والتجهيزات اللازمة للتعامل مع الازدحام”.
وقالت الوكالة: إن عاملين في قطاع الشحن “يؤكّـدون أن الأحوال الجوية غير المواتية وهياج البحار المعتاد عند رأس الرجاء الصالح المعروف؛ بسَببِ ذلك باسم (رأس العواصف) إضافة إلى قناة موزامبيق المعرضة للأعاصير يعني أن السفن قد تستهلك وقودها أسرع مما يجعل خدمات إعادة التزود بالوقود أمرا بالغ الضرورة”.
ونقلت الوكالة عن محللين قولهم إنه من المتوقع أن تسجل جنوب إفريقيا مستوىً قياسيًّا من واردات زيت الوقود في ديسمبر؛ بسَببِ الطلب على إعادة التزود بالوقود المرتبط بأزمة البحر الأحمر.
وبرغم أن العدوّ يحاولُ تصويرَ ما يجري في البحر الأحمر كأزمة عالمية تستهدف خطوط الملاحة الدولية إلا أن بيانات قناة السويس ومواقع حركة الملاحة قد أظهرت أن عدد السفن التي حولت مسارها حول رأس الرجاء الصالح منذ نوفمبر كان قليلًا بالمقارنة مع عدد السفن التي عبرت البحر الأحمر بسلام، وهو ما يمثل دليلًا واضحًا على أن العمليات اليمنية تؤثر فقط على السفن الصهيونية والتي تحمل بضائع من وإلى كيان العدوّ.
وبالنظر إلى الصعوباتِ التي أوضحها تقريرُ “رويترز” فيما يتعلق بطريق رأس الرجاء الصالح، فَــإنَّ تداعيات العمليات البحرية اليمنية ستستمر بالتصاعد بشكل كارثي على اقتصاد العدوّ الصهيوني، حَيثُ ستتضاعف مدة تأخير الرحلات وكلفة الشحن؛ بسَببِ استهلاك المزيد من الوقود، وقد تتضاعف أقساط التأمين، ورسوم المخاطر (التي بدأت شركات عملاقة مثل ميرسك برفعها على كُـلّ الشحنات المتوجّـهة إلى موانئ العدو) وهو ما سيزيدُ النسبةَ المتوقَّعةَ لارتفاع الأسعار في كيان الاحتلال، والتي كانت صحف عبرية قد قدرتها بـ30 %.